ملخص: هل ثمة اختلاف بين مهارات الرجل والمرأة؟ خلصت مجموعة من الاختبارات العلمية والعملية إلى أن المرأة تتمتع بقوة إدراك أكبر مقارنةً بالرجل؛ إذ كانت أقدر منه على التعرف إلى الأصوات وأسرع في اكتشاف الفروق الدقيقة بين مجموعة من الصور المتشابهة، في حين أن الرجل يتفوق عليها بالمهارات البصرية المكانية مثل إيجاد مخرج من متاهة أو تخيل دوران جسم ثلاثي الأبعاد أو مقارنة ميل عدة ضربات بفرشاة الرسم على لوحة أو تحديد أين ستكون المواضع التي ثُقبت فيها ورقة مطوية عند فردها، فما المهارات الأخرى التي يتميز بها كل منهما؟
هل ثمة اختلاف بين مهارات الرجل ومهارات المرأة؟ لنعرف ذلك نستعرض لكم فيما يلي ملخصاً لآخر الاكتشافات العملية في هذا الخصوص؛ الذي استند إلى سلسلة من الاختبارات بغية توضيح الفروق في المهارات بين الجنسين وكشف الغموض الذي يحيط بهذا الموضوع.
على الرغم من أن الفروق بين الرجل والمرأة جلية فإننا نتساءل: إلى أي درجة يختلف كل منهما عن الآخر؟ وهل هما مختلفان فعلاً؟ يثير التطرق إلى أسئلة كهذه من منظور علمي الكثير من الجدل، فمن ناحية، يعتقد بعض الأشخاص أن الأبحاث في العقود الأخيرة قد أظهرت بوضوح مدى الاختلافات الجينية أو الدماغية أو السلوكية بين الجنسين التي ترجع إلى طبيعة كل منهما أولاً ثم التطور ثانياً، فخليط الهرمونات الخاصة بالجنس البشري والأنشطة التي تَخصص بها أسلافنا؛ حيث كانت المرأة تجمع الثمار فيما تولّى الرجل الصيد، كانا العاملين اللذين أديا إلى تشكّل دماغ كل منهما بطريقة مختلفة، وهذا السبب في أن المرأة تتمتع بقوة ملاحظة أكبر مقارنة بالرجل في حين أن الأخير أكثر ميلاً منها إلى الهجوم والمغامرة.
من جهة أخرى، يستنكر المدافعون عن المساواة بين الجنسين التحيز الجنسي في التفسيرات المقدَّمة لهذه الدراسات ويتهمونها بأنها لا تثبت شيئاً، ويزعمون أن للتربية والمجتمع تأثيراً أهم بكثير من التراث الجيني في تحديد مهارات الفرد، وأن الدماغ مرن ومصمم للتعلم لذا فإن اختلاف المهارات لا علاقة له باختلاف الجنس. وبين الطبيعة والثقافة، وما هو فطري وما هو مكتسب، فإن الجدل لم ينتهِ بعد. وتوضح عالمة البيولوجيا العصبية ومديرة الأبحاث في معهد باستور بباريس والتي ألَّفت العديد من الكتب حول هذا الموضوع أيضاً، كاترين فيدال (Catherine Vidal) إنه لا يكون لدى الإنسان عند ولادته سوى 10% فقط من روابطه العصبية، في حين يتشكل الباقي تبعاً للمنبهات التي يتلقاها من العالم الخارجي،
ولذلك فإن الغالبية العظمى من الاختلافات بين دماغ الرجل ودماغ المرأة مكتسبة. وكما كتبت سيمون دو بوفوار (Simone de Beauvoir) في كتابها "الجنس الآخر" (Le Deuxième Sexe): "نحن لا نولد نساء؛ بل نصبح كذلك"، ويبدو أن المرء لا يولد رجلاً بل يصبح كذلك أيضاً، وسواء كنا نتحدث عن الرجل أو المرأة فإن الأمر يعود لكل منهما لإدراك مَواطن قوته وتعلّم كيف يتقبل نقاط ضعفه.
مَواطن قوة المرأة
1. المرأة تتمتع بقوة إدراك أكبر
حققت النساء نتائج أعلى من الرجال في اختبارات الإدراك سواء فيما يتعلق بالسرعة أو القدرة على التعرف إلى الأشياء؛ إذ كنّ أقدر على التعرف إلى الأصوات وأسرع في اكتشاف الفروق الدقيقة بين مجموعة من الصور المتشابهة.
2. المرأة تتمتع بمهارة يدوية أعلى
كما أظهرت الاختبارات أن النساء يتمتعن بدقة يدوية أكبر عند تنفيذ المهمات التي تتطلب تنسيقاً حركياً جيداً، فقد كنَّ أسرع مثلاً في عملية ملء مجموعة من الثقوب في لوح، بالأوتاد الخشبية.
3. المرأة تتمتع بذاكرة أقوى
حققت النساء أيضاً نتائج أفضل مقارنة بالرجال في اختبارات التهجئة والذاكرة اللفظية إذ كنَّ أكثر قدرة على تذكر قائمة الكلمات التي قُرِئت عليهن للتو، وأسرع في إيجاد الكلمات التي تبدأ بالحرف ذاته أو مرقمة بالرقم ذاته.
4. المرأة أكثر مهارة في التواصل
إذا كان الجنسان كلاهما يمتلكان مخزون الكلمات ذاته والقدر ذاته أيضاً من الذكاء اللفظي في سن الرشد فإن النساء يتفوقن في التواصل، فعدد اللواتي تعانين التلعثم أقل 3 مرات من الرجال، أما اللواتي تعانين عسر القراءة فأقل بمقدار النصف؛ كما أنهن أكثر مهارة في قراءة تعابير الوجه والجسد.
كيف يعمل دماغ الأنثى؟
وفقاً لدراسة أجرتها جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية (University of Pennsylvania)، فإن دماغ الأنثى أكثر غنىً بالعصبونات مقارنةً بدماغ الذكر ما يمنحها قدرة أكبر على الربط بين المعلومات المختلفة والجمع بينها؛ إذ يعمل نصفا الكرة الدماغية لديها معاً عند التواصل. من جهة أخرى، فإن إصابة المرأة بالاكتئاب أشد بمقدار الضعف مقارنةً بالرجل لأنها أكثر قدرة على تذكّر الأحداث العاطفية ومن ثم أكثر ميلاً إلى التركيز على الذكريات السيئة.
مَواطن قوة الرجل
1. لدى الرجل مهارات بصرية مكانية أعلى
أحرز الرجال نتائج أفضل من النساء في اختبارات المهارات المكانية؛ مثل إيجاد مخرج من متاهة أو تخيل دوران جسم ثلاثي الأبعاد أو مقارنة ميل عدة ضربات بفرشاة الرسم على لوحة أو تحديد أين ستكون المواضع التي ثُقبت فيها ورقة مطوية عند فردها.
2. لدى الرجل قدرة أكبر على استخدام المنطق الرياضي
أظهر الرجال أنهم أفضل من النساء في حل المشكلات التي تتضمن استخدام المنطق الرياضي مثل حساب النسب المئوية؛ كما أظهروا أنهم أفضل في الهندسة لكن أبطأ في إجراء العمليات الحسابية.
3. لدى الرجل إحساس أقوى بالاتجاهات
تفوق الرجال على النساء في قراءة المخططات أو الخرائط لكنهم كانوا أقل قدرة على تذكر معالم الطرق والمناظر الطبيعية وتفاصيلها.
4. الرجل أكثر براعةً في التصويب
أظهر الرجال براعةً أكبر في رمي المقذوفات على الأهداف أو التقاطها عندما تُقذف إليهم.
كيف يعمل دماغ الذكر؟
يحتوي دماغ الذكر على كمية أكبر من السائل النخاعي وعصبونات طولية (محاور عصبية) وهذا ما يمنحه قدرةً أكبر على التوجيه المكاني. لكن من الضروري عدم المبالغة في الربط بين حجم الدماغ والأداء المعرفي، فدماغ الذكر أكبر من دماغ الأنثى لأنه يتناسب مع حجم جسده ولا يعني هذا أنه أكثر ذكاءً؛ إذ إن متوسط معدل الذكاء (IQ) متطابق بينهما.