طليقي يسمم حياتي فما الذي يمكنني فعله؟ طبيب نفسي يجيب

3 دقائق
التعامل مع الطليق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: انفصلت نجوى عن زوجها العنيف منذ بضع أشهر وعلى الرغم من ذلك فإن آثار هذه العلاقة ما زالت تنغص عليها حياتها؛ إذ إن طليقها يحاول تسميم أفكار طفلتيها عنها كلما سنحت الفرصة وقد ولّد هذا في نفسها مشاعر غضب وألم لم تعد تطيق تحملها، ولذلك فقد أرسلت نجوى هذه الرسالة إلى الطبيب النفسي جاك سالوم ليساعدها برأيه فيما يخص التعامل مع الطليق بشكل صحيح، فبمَ رد عليها يا ترى؟

رسالة نجوى

انفصلت نجوى عن زوجها العنيف منذ بضع أشهر وعلى الرغم من ذلك فإن آثار هذه العلاقة ما زالت تنغص عليها حياتها؛ إذ إن طليقها يحاول التقليل من شأنها أمام طفلتيها كما سنحت الفرصة وقد ولّد هذا في نفسها مشاعر غضب وألم لم تعد تطيق تحملها، ولذلك فقد أرسلت نجوى هذه الرسالة إلى الطبيب النفسي جاك سالوم ليساعدها، فأرسل إليها رداً يتضمن عدة نصائح.

تقول نجوى: "أبلغ من العمر 30 عاماً وقد انفصلت عن زوجي العنيف في فبراير/شباط الماضي، وسبق لي أن انفصلت عنه قبل ذلك لكنني متأكدة أن هذه المرة ستكون بلا رجعة. استمرت علاقتي بزوجي 10 سنوات أنجبنا خلالها طفلتين. ولطالما اعتاد أن يسيء إليّ بشدة نفسياً ولفظياً، وكنت أقبل بعض طلباته حتى خلال هذه الفترة التي انفصلت فيها عنه وذلك خوفاً من أن أُغضبه؛ إذ كنت أحاول الحفاظ على حالة من السكينة بيننا".

"واستمر الوضع كذلك حتى الأسبوع الماضي إذ عاد إلى سلوكياته العنيفة، ووجدت أنني عدت إلى نقطة البداية بعد سعي إلى تغيير الحال استمر لأشهر. أشعر أنني محطمة من الداخل وقد استعدتُ الكثير من المشاعر السلبية التي كنت قد نسيتها؛ كما يتملكني غضب شديد ولا أجرؤ على التعبير عنه خوفاً من أن يؤذي من حولي لذا فإنني أوجه هذه المشاعر إلى نفسي؛ ما أدى إلى تدهور حالتي النفسية بعد أن كانت حياتي قد بدأت تتحسن ولا أعلم إذا كانت لديّ القوة الكافية للاستمرار فأنا أشعر بألم شديد".

"زوجي السابق إنسان وضيع ولا يستحق أن يكون سعيداً في حياته. تعرَّفَ إلى امرأة وينوي الزواج بها ولا مشكلة في ذلك؛ لكن المشكلة هي أنه يتحدث عن مدى "روعة" هذه المرأة ويذمني في الوقت ذاته أمام الطفلتين ويقول لهما إنه وجد لديها كل ما افتقده في حياته معي وهذا يقتلني. لديّ عيوبي ولست إنسانة مثالية لكن هذا الوضع يفوق احتمالي، وأشعر أن هذه المشاعر السلبية تسيطر عليّ ولا أدري ما الذي يمكنني فعله".

رأي جاك سالوم

أعتقد أنك تشعرين بغضب كبير في داخلك بالفعل؛ غضب تجاه نفسك وزوجك السابق، وقد يكون غضباً أقدم من ذلك تجاه شخص ما لا أعرف من هو لكن يبدو أنه ينغص عليك حياتك، ويبدو هذا مفهوماً بالنظر إلى العنف النفسي واللفظي الذي تعرضتِ إليه؛ والذي عرف زوجك السابق كيف يستخدمه ببراعة ليوقظ جرحاً قديماً في داخلك.

وأنا أرى أن هذا الوضع يتضمن عدة جوانب عليك التعامل معها:

1. علاقتك الجديدة بزوجك السابق

أنتِ الآن انفصلتِ عن زوجك، وهذا يفرض شكلاً جديداً لعلاقتك به يأخذ في الاعتبار ما تعرضتِ له خلال السنوات العشر الماضية حين كنت صغيرة في السن ولا تتمتعين بالوعي الكافي.

ويعني ذلك أنه يجب أن تكون لهذه العلاقة الجديدة التي ستركز على شؤون تربية الطفلتين حدود واضحة وألا تختلط بها الممارسات السابقة بما يضمن عدم المساس باحترامك لذاتك، ويتضمن ذلك مثلاً أن اجتماعك بطليقك لبحث ما يخص تربية الطفلتين وأمورهما المالية والحضانة والزيارات يجب أن يكون وفق شروط يحددها طرف ثالث كالقضاء وألا يكون في المنزل أو مكان خاص.

2. مشاعر الغضب

إن هذه الخطوة التي اتخذتِها لتوّك كفيلة بأن تُشعرك بالقوة واحترام الذات. أنتِ تشعرين بالغضب حين يمدح طليقك المرأة التي ينوي الزواج بها ويقول إنه وجد لديها كل ما افتقده لديك كما يُشعرك ذلك بأنه استبعدك وقلل من قيمتك؛ لكن إذا كان يرى أن حياته معك خيبت أمله وأنه وجد لدى هذه المرأة كل ما يحلم به فهذا يعني أنه يتوقع منها الكثير، ومن ثم فإن أمله سيخيب أيضاً من هذه العلاقة الجديدة في المستقبل القريب.

يشير غضبك إلى شعورك بالضعف والظلم والإهانة وافتقارك ليس فقط إلى من يستمع إلى ما عشته وعانيت منه وقبلته لسنوات؛ بل أيضاً إلى من يمنحك التقدير والاحترام. لكن تذكري أن خروجك من هذه العلاقة السامة كفيل بأن يمنحك الاحترام كله، وهي إن كانت ما زالت تسمم حياتك، فلأنها ما زالت مستمرة بشكل من الأشكال.

3. وضع المسافة الصحيحة

لا تقلقي على طفلتيك عندما يقلل طليقك من شأنك أمامهما؛ إذ بإمكانهما الحكم على صحة ما يقوله من عدمه لذلك لا تضعيهما في حالة صراع الولاء التي تفرض عليهما الاختيار بين أب عنيف وظالم وأم مجني عليها، فهذا سيولد في نفسيهما شعوراً بالذنب. لا يؤدي الطلاق إلى انتهاء الرابطة التي بناها الزوجان السابقان على مدى سنوات عديدة؛ بل تستمر من خلال الأطفال ويصبح الزوج الجديد طرفاً فيها أيضاً.

ولذلك، ولكي تنجحي في التعامل مع الطليق بشكل صحيح، عليكِ أن تحاولي الحفاظ على مسافة مناسبة من طليقك قدر الإمكان، وأقول قدر الإمكان لأنه سيستمر في محاولة تلويث أفكار الطفلتين، ولا بد لذلك أن يستفزك في بعض الأحيان ورد فعلك عندما يقارن بينك وبين زوجته الجديدة يشهد على ذلك؛ لكنها دلالة إيجابية ودافع للخروج نهائياً من هذه العلاقة واستعادة احترامك لذاتك.

المحتوى محمي