ملخص: يمثل انتقال الطفل من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الابتدائية نقطة تحول في حياته وحياة والديه فهي المدخل نحو المراحل التعليمية المهمة؛ إذ يبدأ بتعلم القراءة والكتابة والحساب كما أنه ينخرط في بيئة جديدة كلياً، فكيف يمكنك تحضير طفلك لهذه المرحلة؟ ثمة مجموعة من الممارسات التي تضمن لطفلك الدخول إلى هذه المرحلة بسلاسة وأريحية وأهمها اصطحابه لزيارة المدرسة قبل بدء العام الدراسي وإطلاعه على الثمار التي سيحصدها من التعلم، ووضع ثقتك بالمعلمين.
يمثل انتقال الطفل من مرحلة رياض الأطفال إلى المرحلة الابتدائية نقطة تحول في حياته وحياة والديه فهي المدخل نحو المراحل التعليمية المهمة؛ إذ يبدأ بتعلم القراءة الكتابة والحساب كما أنه ينخرط في بيئة جديدة كلياً، فكيف يمكنك تحضير طفلك لهذه المرحلة؟ يقدم لك كل من مختصة علم النفس السريري ومختصة الطب النفسي للأطفال كريستين برونيه (Christine Brunet)، وعالم النفس المتخصص في مرحلة الطفولة ستيفان فالونتان (Stephan Valentin)، نصائح حول ذلك.
ما الذي تعنيه المرحلة الابتدائية للطفل؟
بعد مرحلة رياض الأطفال، ينتقل الطفل إلى المرحلة الابتدائية التي تمثل خطوته الأولى في النظام المدرسي الذي يفرض متطلبات تنظيمية ودراسية جديدة عليه؛ وهي تكليفه بالواجبات المنزلية وإعطاؤه الملاحظات وتخصيص دفتر لكل مادة من المواد والحاجة إلى مزيد من اليقظة والانتباه في الفصل.
وسيلتقي عند الخروج إلى الاستراحة أطفالاً أكبر سناً منه في الصف الخامس أو السادس الابتدائي ما يُشعره بوجود فجوة كبيرة، وقد تؤدي هذه التغيرات كلها إلى إخافته وتصبح المرحلة الابتدائية بالنسبة إليه رمزاً للدخول إلى مدرسة "الكبار".
ما الذي تعنيه المرحلة الابتدائية للوالدين؟
يثير دخول الطفل إلى المرحلة الابتدائية خوف الوالدين بدورهما، فهي مدخله إلى التعلم والمعرفة ومن ثم المستقبل. ويقول ستيفان فالونتان: "يثير دخول الطفل إلى الصف الأول الابتدائي في نفس الوالدين الخوف من الفشل؛ إذ إنهما يستعيدان الإخفاقات الدراسية التي تعرضا لها في صغرهما، وليتمكنا من التعايش مع هذه المرحلة على نحو سليم يجب عليهما إدراك أن لطفلهما شخصيته ونقاط قوته وتحدياته الخاصة التي سيخوضها".
تحدَّث إلى طفلك عن إيجابيات المدرسة
عندما تريد التحدث إلى طفلك عن المدرسة اذكر له كل ما سيكون بمقدوره فعله عندما يتعلم فيها؛ مثل قراءة قصصه المفضلة وكتابة رسالة إلى جدته في عيد ميلادها وإجراء بعض العمليات الحسابية البسيطة، وشارك معه تجربة أخته أو أخيه الأكبر منه مثلاً. وتقول كريستين برونيه: "سيفهم بهذه الطريقة أنه ليس الوحيد الذي يذهب إلى المدرسة، وأنه ليس جزءاً من هذه الأسرة فقط بل من هذه المجموعة الاجتماعية أيضاً التي تتيح له تكوين الصداقات".
اصطحبه لزيارة إلى المدرسة قبل بدء العام الدراسي
كما هي الحال في رياض الأطفال، فإن زيارة المدرسة الابتدائية قبل بدء العام الدراسي تطمئن الطفل ولذلك ينظم بعض رياض الأطفال أحياناً زيارةً قصيرة إلى المدرسة المستقبلية في نهاية العام الدراسي.
دع طفلك يشارك في طقوس العودة إلى المدرسة
أشرِك طفلك في طقوس العودة إلى المدرسة ولا سيما عند شراء المستلزمات المدرسية واختيار الحقيبة؛ إذ يمكن لهذه الممارسة البسيطة أن تمثل علامة بارزة في حياته وتساعده على التمتع بالاستقلالية. وتضيف كريستين برونيه: "يحب الطفل جداً أن تكون لديه طقوس وعادات بسيطة مثل إعداد ملابسه والحقيبة المدرسية في المساء، وضبط المنبه لينهض بمفرده".
رتّب جدولاً زمنياً مريحاً للطفل
تمثل العودة إلى المدرسة بالنسبة إلى الجميع عودة القيود، سواء فيما يتعلق بأوقات النوم أو الوجبات أو موعد اصطحاب الطفل صباحاً، لذا على الوالدين ضبط جدولهما الزمني بعناية لأن الطفل يكره التأخير والشعور بأنهما يسابقان الزمان لإيصاله إلى المدرسة في الوقت المحدد.
تقول كريستين برونيه: "تجنب إيقاظ طفلك في اللحظة الأخيرة بحجة تركه ينام 10 دقائق أخرى، فمن الأفضل أن يكون لديه متسع من الوقت لارتداء ملابسه بمفرده وتناول وجبة فطور كاملة على مهل ودون مشاهدة التلفاز في أثناء ذلك؛ إذ من المهم أن يعتاد الطفل عدم فعل أمرين في الوقت ذاته".
أخيراً، لا داعي لأن يكون جدول الطفل مزدحماً بالكثير من الأنشطة اللاصفية لغرض تحفيزه لأن ذلك سيرهقه.
ثِق بالمعلمين
المعلمون موجودون للترحيب بالأطفال وإرشادهم فهذا هو عملهم، ويُعد الذهاب إلى اجتماع بدء العام الدراسي والتعرف إلى المعلمين ومعرفة الإرشادات التي يجب اتباعها ومتابعة مراجعات الواجبات المنزلية طريقة ذكية للمشاركة في حياة طفلك المدرسية. وتوضح كريستين برونيه: "يجب ألا يشعر الطفل أن المدرسة منفصلة تماماً عن المنزل، وينشأ هذا الرابط من خلال مشاركة والديه في حياته المدرسية".
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن الطفل يتعلم القراءة في الصف الأول الابتدائي فإن لكلٍ وتيرتُه الخاصة، وتذكَّر أن أمام طفلك العام بأكمله لذا تجنَّب مقارنته بزملائه في الفصل أو شقيقه الأكبر أو ابن صديقك مثلاً.
متى عليك أن تقلق؟
يجب الانتباه إذا ظهرت لدى الطفل تغيرات في السلوك مثل التبول الليلي ومشكلات النوم والشعور بالتعب والغضب؛ ولكن دون أن تهلع، ومن المستحسن التواصل حينئذ مع معلميه واصطحابه في زيارة إلى طبيب الأطفال للاطمئنان عليه.