تشعرين أن والديّ زوجك “يسرقان” طفلك منكِ؟ إليكِ ما يجب فعله

3 دقائق
اهتمام الجدين بالحفيد
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تواجه سوسن مشكلة مع والديّ زوجها منذ ولادة طفلها إذ إن اهتمامهما الزائد بحفيدهما تحول إلى ما يشبه التطفل على حياتها، وسبَّب لها ذلك ضغطاً نفسياً لم تعد قادرةً على تحمله فأرسلت هذه الرسالة إلى الطبيب النفسي جاك سالوم لتأخذ رأيه بالأمر، فبمَ نصحها يا ترى؟

ما من حدَثٍ يزين حياة الأجداد مثل قدوم حفيدهما إلى هذه الدنيا؛ إذ يثير ذلك فيهما مشاعر الحنين إلى الفرحة التي شعرا بها عندما ولد طفلهما (الزوج) الذي أنجب "لهما" الآن طفلاً آخر، وهو هدية رائعة بالنسبة إليهما. فهل يمكن أن يتحول اهتمام الجدين بالحفيد إلى منغّص يصعّب على الزوجة حياتها؟ المزيد في السطور التالية.

رسالة سوسن

منذ ولادة طفلي تملّكت والديّ زوجي الغيرة مني وصارا يحاولان الاستئثار بالطفل، وفي كل مرة يأتيان لزيارتنا لا أعود قادرةً على العناية به فهما يريدان إطعامه وتنظيفه وما إلى ذلك، وقد سبب هذا الوضع ضغطاً نفسياً لي حتى أنني كنت أبكي دائماً، وأخيراً لم أعد احتمل فانتفضتُ في وجههما ذات مرة وتمكنتُ من وضع حد لهما.

أنا الآن أرعى طفلي دون تدخل منهما؛ لكنهما لا يكفان عن توجيه الملاحظات القاسية لي أو لزوجي مراد كلما رأياني أحمل الطفل أو أحتضنه. إنهما متطفلان جداً ويأتيان إلى منزلي فجأة دون سابق إنذار، ويرغب زوجي أن يوضح لهما أن أفعالهما غير مقبولة ولكن بالتدريج حتى لا يشعرا بالإساءة من كلامه.

بدأت علاجاً نفسياً مؤخراً بسببهما لكنني أفكر في ترك زوجي إذا لم تتحسن أحوالي؛ إذ صرتُ شديدة الانشغال بهما وبتصرفاتهما حتى أنني عاجزة عن التركيز في عملي، فهل فقدتُ صوابي؟

رأي جاك سالوم

بعد قراءتي رسالتك أقول لكِ لا، لم تفقدي صوابك؛ ولكن ثمة عدة مسائل تحيط بولادة طفلكِ ولست وحدكِ المعنية بها.

1. دور اهتمام الجدين بالحفيد حديث الولادة في حياته

أحد جوانب الدور الأسري للأجداد والجدات عند ولادة الطفل هو إبعاده جزئياً عن الأم، وهذا مهم لكي ينفتح على أشخاص آخرين ويتسع نطاق علاقاته.

وطالما أن اهتمام الجدين بالحفيد ضمن المعقول والمقبول فلا مشكلة؛ لكن عندما يصبح ذلك مبالغاً فيه فإنه قد يؤدي إلى التوترات والخلافات مستقبلاً وهذا ما تعانين أنتِ منه.

2. ولادة الحفيد تثير مشاعر الحنين في أنفُس الأجداد

من الشائع أن تحيي ولادة الحفيد في أنفُس أجداده (والديّ زوجك) الرغبة في تدليل الأطفال وتثير مشاعر الحنين إلى الفرحة التي شعرا بها عندما ولد طفلهما (زوجك) الذي أنجب "لهما" الآن طفلاً آخر، وهو هدية رائعة بالنسبة إليهما.

ولكن عندما يتحول هذا الحب والاهتمام إلى ما يبدو نوعاً من التطفل على حياة الأم (زوجة الابن)؛ كالملاحظات التي يوجهانها على تصرفاتها فإن الوضع سيكون مؤلماً لها وسيصعب عليها تقبُّله.

3. نشوب الخلاف

قد يؤدي هذا الوضع إلى خلاف مفتوح بينك وبين والديّ زوجك واتخاذهما موقف أكثر تعنتاً، فقد يتهمانك بأنك تحاولين إبعادهما عن حفيدهما أو يضغطان على زوجك ليضغط عليك بدوره لتغيري تعاملك معهما، ويحاولان أخذك باللطف تارةً، ويثوران تارةً أخرى ويعبران عن استيائهما منك مباشرةً.

من جهة أخرى، أرى أن كلامك يشمل والديّ زوجك كليهما في حين أن أحدهما غالباً هو الذي يُظهر اهتماماً كبيراً بالطفل، وهنا عليكِ أن تتذكري دائماً أن لكل علاقة طبيعتها فعلاقتك بطفلك تختلف عن علاقته بأبيه أو بكل من جده وجدته.

4. دور زوجك في المسألة

من جهة أخرى، تُعد تصرفات والديّ زوجك المتمثلة في محاولة الاستحواذ على رعاية الطفل، انعكاساً لعلاقتهما بابنهما ورد فعل على علاقتك به، فأنت بالنسبة إليهما السبب بطريقة أو بأخرى في ابتعاده عنهما.

5. الموقف الذي يجب أن تتخذيه

مع الاحترام لوالديّ زوجك، يجب أن توضحي لهما بحزم حدودك الشخصية التي عليهما عدم تجاوزها، وقد يؤدي ذلك إلى نشوب نزاعات بينكم وفي هذا الصدد يجب أن توضحي لهما ما يلي:

  • ضرورة احترام مكانتك بوصفك زوجة هذا الشخص وليس بوصفك زوجة "ابنهما".
  • إعطاء الأولوية لمكانتك كأم فيما يخص علاقتهما بابنك وليس لحقيقة أنه ابن ابنهما.

وبالمثل فإن عليكِ اتخاذ موقف من زوجك حتى لو أدى ذلك إلى نشوب نزاع بينكما لحثه على اتخاذ موقف من والديه، وذكّريه بأنه سيبني حياة وعائلة معكِ أنتِ. ولكن إذا كان زوجك ذا شخصية اعتمادية في طفولته فإنّ هذا يعني أنه قد يكون خاضعاً لوالديه في الكبر أيضاً ومن ثم يعجز عن تأكيد نفسه أمامهما، الأمر الذي قد يجبرك على مواجهة الموقف وحدك.

اقرأ أيضاً: ما الدور الحقيقي للأجداد والجدات؟

المحتوى محمي