دليلك للتعايش بواقعية مع الزوج ذي الشخصية النرجسية

4 دقائق
الزوج ذو الشخصية النرجسية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

يمكن أن تكون آثار السلوك النرجسي في العلاقات مدمّرة وطويلة الأمد. فالتعامل مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية ليس سهلاً، وغالباً تكون له تبعات نفسية وصحيّة جسيمة. ذلك أن المصابين به يميلون إلى إبداء سلوكيات مسيطرة ومتلاعبة ومسيئة عاطفياً، فقد يستخدم الزوج ذو الشخصية النرجسية النقد اللاذع والتهديد للحفاظ على السلطة داخل العلاقة.
وهناك استراتيجيات يقترحها خبراء الصحّة النفسية للتعامل مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية؛ ومن بينها وضع الحدود الصحيّة والحزم في تنفيذها كما أنه من المفيد أيضاً تخصيص بعض الوقت لنفسك والانخراط في الرعاية الذاتية. المزيد من تفاصيل هذه الاستراتيجيات يستكشفها هذا المقال حتّى تتمكني من حماية نفسك من الأفعوانية العاطفية التي يمكن أن تأتي مع هذا النوع من العلاقات.

كيف تتعاملين مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية؟

يمكن أن يكون التعامل مع شريك نرجسي تجربة صعبة ومرهقة عاطفياً؛ إذ غالباً يميل الزوج ذو الشخصية النرجسية إلى الانخراط الذاتي المفرط، وقد يتلاعب بالآخرين ويستغلهم للحصول على ما يريد، ويمكن أن يكون متقلباً وعرضة للغضب عندما لا يحققّ مبتغاه.

إذا كان زوجك مصاباً باضطراب الشخصية النرجسية، فمن المهم أن تدركي أن محاولاتك لإصلاحه ستبوء بالفشل. الأجدى أن تركّزي على تصرفّاتك وتتخذي بضع خطوات لحماية نفسك ووضع الحدود، وفيما يلي 7 نصائح يوصي بها الخبراء من هيلث لاين (Healthline) للتعامل مع هذا الشريك:

  1. ثقّفي نفسكِ بشأن اضطراب الشخصية النرجسية: يمكن أن يساعدكِ فهم أعراض اضطراب الشخصية النرجسية وسلوكيات المصابين به على فهم زوجك بشكل أفضل وتعلّم كيفية التفاعل معه على نحوٍ يضمن سلامتك النفسية.
  2. ضعي حدوداً واضحة: ويشمل ذلك تحديد السلوكيات التي لن تتسامحي معها، والمساحة الخاصة بكِ التي لن تقبلي التطاول عليها على سبيل المثال. حاولي التعبير عن احتياجاتكِ بوضوح وثبات وطالبي زوجكِ بالالتزام بها.
  3. أوجدي شبكة دعم: يمكن أن تكون العلاقة مع شريك نرجسي مستنزفة عاطفياً، لذا من الضروري أن يكون لديك نظام دعم خارج العلاقة الزوجية، ويتمثّل في الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء أو العائلة أو المعالج للحصول على الدعم النفسي والتوجيه.
  4. اعتني بنفسك: يشمل إعطاء الأولوية لعافيتك النفسية عند التعامل مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية تخصيص وقت للرعاية الذاتية، والبحث عن العلاج أو المشورة، وإيجاد طرائق تعبير صحية عن التوتر والضغوط.
  5. تعرّفي إلى حدودك: يُقصد بذلك أن تكوني على دراية متى لم تعد العلاقة صحية أو آمنة بالنسبة إليكِ، فإذا شعرتِ أنّ زوجكِ مسيء أو متلاعب قد يكون من الضروري التفكير في إنهاء العلاقة.
  6. عزّزي احترامكِ لذاتك: يساعد الحديث الإيجابي مع النفس وممارسة الرعاية الذاتية وإيجاد نظام دعم صحي على تطوير المرونة وتعزيز احترامكِ لذاتك؛ وهو ما يسهّل وضع حدود واضحة وحازمة في أثناء التعامل مع السلوكيات المؤذية المحتملة التي قد تواجهينها من قِبل الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية.
  7. تعلّمي تقنيات الاسترخاء: تضمن لكِ ممارسة تقنيات مثل التنفس العميق أو اليوغا أو التأمل الحفاظ على هدوئك وتجنّب التفاعل عند التعامل مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية؛ كما يمكن أن تساعدكِ على توقّع كيفية تفاعله مع المحادثات الصعبة حتى تتمكني من الرد بشكل مناسب.

ما هو اضطراب الشخصية النرجسية؟

اضطراب الشخصية النرجسية (NPD) هو اضطراب نفسي يتميّز بإحساس متضخم بأهمية الذات، ونقص في التعاطف مع الآخرين، والحاجة إلى الإعجاب و الاهتمام. قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية النرجسية من فشل في علاقاتهم الشخصية، فهم ينخرطون عادة في سلوكيات متلاعبة أو مسيئة.

قد تشمل أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ما يلي:

  • الحاجة المفرطة إلى الاهتمام والإعجاب.
  • اعتقاد الشخص بأنه مميّز أو فريد ويجب أن يرتبط بأشخاص آخرين مميزين أو ذوي مكانة عالية.
  • نقص التعاطف مع مشاعر الآخرين واحتياجاتهم.
  • الشعور بالاستحقاق وتوقع معاملة خاصة.
  • المبالغة في التذكير بالإنجازات أو المواهب.
  • الانشغال بأوهام القوة والنجاح والجاذبية.

يُعدّ اضطراب الشخصية النرجسية أكثر شيوعاً عند الرجال منه عند النساء. ويعتقد الباحثون أنه نِتاج مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والاجتماعية. وبينما لا يوجد علاج محدّد له، يمكن أن يكون العلاج النفسي والدوائي مفيداً في إدارة الأعراض وتحسين العلاقات.

اقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية النرجسية: 9 علامات تحذّرك من الوقوع ضحية للمصابين به

هل يمكن أن يتغيّر الزوج ذو الشخصية النرجسية؟

إذا تم تشخيص زوجكِ باضطراب الشخصية النرجسية أو كنتِ تشكّين أنه يعاني من هذا الاضطراب، فقد تتساءَلين عمّا إذا كان من الممكن أن يتغيّر أو يعالَج. الإجابة المختصرة هي نعم بالتأكيد، من الممكن أن يتغيّر الزوج ذو الشخصية النرجسية؛ ولكن الإجابة الأكثر تعقيداً هي أنّ هذا غير مرجّح لأنه سوف يتطلّب الكثير من التعاون والاستعداد من طرف الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية للاعتراف بحقيقة اضطرابه.

لذا ينبغي أن تعرفي أن اضطراب الشخصية النرجسية هو نمط نفسي مترسّخ بعمق في الأفكار والسلوكيات التي تتشكّل غالباً في مرحلة الطفولة، ويتم تعزيزها طوال حياة الشخص. التغيير وتقبّل العلاج يتطلّبان من الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية الالتزام والرغبة القوية لتغيير أفكاره وسلوكياته.

فمن المحتمل أن تتضمّن هذه العملية العلاج إما في إطار فردي أو جماعي. ويُعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) نهجاً علاجياً شائعاً لاضطراب الشخصية النرجسية؛ حيث يساعد الأفراد على تحديد أنماط التفكير والسلوكيات السلبية وتغييرها. غير أنه يمكن أن يكون عملية طويلة وصعبة، وقد يستغرق شهوراً أو حتى سنوات قبل ملاحظة أي تغييرات مهمّة.

كما أن العلاج الدوائي قد يكون ضرورياً لمساعدة الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية على إدارة أعراض اضطراب الشخصية النرجسية؛ إذ يمكن وصف مضادات الاكتئاب وأدوية أخرى لمساعدته على تنظيم الحالة المزاجية وتقليل السلوكيات الاندفاعية أو العدوانية.

متى يجب إنهاء العلاقة مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية؟

يتّسم الزوج ذو الشخصية النرجسية بنقص التعاطف والحاجة المفرطة إلى الاهتمام والشعور المتضخّم بأهمية الذات، ويصعب التعامل مع شخص بهذه السمات في أي نوع من العلاقات الاجتماعية أو المهنية إلا أنها قد تكون مؤذية بشكل خاص في العلاقات العاطفية وشراكات الزواج.

فإذا كان زوجكِ ذو شخصية نرجسية أو لديه سلوكيات ذات طابع نرجسي؛ قد يجعلك ذلك تشعرين بعدم الرضا ونقص الدعم وحتى سوء المعاملة، وفي هذه الحالة، قد يكون الوقت قد حان بالفعل للتفكير في إنهاء العلاقة.

هناك عدة أسباب قد تدفعكِ إلى التفكير في ترك الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية؛ إذ من غير المرجّح أن يتمكن الزوج ذو الشخصية النرجسية من تلبية احتياجاتك العاطفية، فهو غالباً يركزّ على احتياجاته ورغباته بشكل مفرط، فلا يكون قادراً على منحكِ الحب والدعم والفهم الذين تحتاجينهم.

ووفقاً للخبراء من تشوزينغ ثرابي (Choosing Therapy)؛ لا ينبغي التسامح مع الإساءة العاطفية أو الجسدية أو الاعتداء الجنسي أو الإكراه الجنسي، فكلها تكون أسباباً رئيسية لإنهاء العلاقة. وهذه هي الحالات الأخرى التي يجب أن تنفصلي فيها عن الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية:

  • الزوج يراقبكِ باستمرار.
  • يتم التلاعب بكِ عاطفياً.
  • تتعرضين للإهانة أو الترهيب أو الطرد.
  • تعانين من قلق مستمّر أو اكتئاب بسبب علاقتك.
  • زوجك غيور بشكل مفرط.
  • انسحبتِ من دائرة الأصدقاء والعائلة.
  • لديكِ أفكار لإيذاء نفسك.

قد يكون إنهاء علاقتكِ مع الزوج المصاب باضطراب الشخصية النرجسية قراراً صعباً، وتزيد صعوبته في حال وجود الأبناء؛ ولكنه أيضاً خطوة مهمّة في حماية كلّ من صحتك وصحتهم النفسية وحتى سلامتك وسلامتهم الجسدية.

اقرأ أيضاً: كيف وقعت في حب منحرف نرجسي؟

قد يصبح الزوج ذو الشخصية النرجسية أكثر إساءةً وتتفاقم أعراض اضطرابه بمرور الوقت؛ ما سيسبّب تحديّات حقيقية في حياتكِ وبخاصة أن مواجهته بسلوكياته تكون عديمة الجدوى عادةً. لذا سيفيدكِ جدّاً أن تلتزمي بنصائح الخبراء للحيلولة دون الوقوع ضحيّة للزوج المصاب باضطراب النرجسية، أو تنهي العلاقة إن اقتضى الأمر ذلك.

المحتوى محمي