تؤثر مرحلة البلوغ في قدرة المراهق على فهم ذاته وعلاقاته مع الآخرين؛ ما يزعزع استقراره النفسي ويحد من دافعية التعلم لديه، وتبدو المشكلة أكثر وضوحاً في هذا العصر الرقمي حيث يستخدم المراهقون التكنولوجيا الجديدة استخداماً مفرطاً يؤدي إلى ضعف التواصل بينهم وبين آبائهم ومعلميهم.
ضع إطار عمل لابنك المراهق دون أن تضغط عليه
يحتاج المراهق إلى إشراف سلطة أبوية تتسم بالعطف والتفهم وتأخذ بالاعتبار الضعف النفسي المؤقت الذي يمر به، ويتطلب ذلك تشجيعه وعدم رفع سقف التوقعات إلى حد مبالغ فيه أو التقليل من شأنه، ومنحه الاستقلالية دون التخلي عنه والاهتمام به دون خنقه. وبسبب الاضطرابات التي يعانيها خلال هذه المرحلة ووجود الكثير من المشتتات حوله فإنه بحاجة إلى إطار عمل واضح، ويتضمن ذلك تشجيعه على الدراسة في ساعات منتظمة، وممارسة الرياضة أو الأنشطة الفنية ليفرغ طاقته، والحد من استخدام الشاشات، والتحدي الأكبر الذي يواجه الآباء هنا هو مراقبة المراهق من كثب دون التركيز على أدائه لأن تعرضه إلى ضغط كبير سيُفقده الدافع للتعلم، ومن خلال هذا النهج سيبدأ بالاهتمام بدروسه بدافع ذاتي وليس إرضاءً لوالديه. جدير بالذكر أن تكرار الوالدين عبارة: "أنت تدرس من أجل مصلحتك" على مسامع المراهق لن يعزز رغبته في التعلم،
في حين أنه ثمة سبلاً كثيرة يمكن أن تساعد في هذا الخصوص مثل تشجيعه على قراءة الروايات والمجلات والذهاب في رحلات، وإشراك الوالدين له في نقاشاتهما كبالغين وأخذ وجهات نظره بعين الاعتبار.
علّمه كيفية تجاوز العقبات
لا يخفى على أحد أن المراهق يُصاب بالإحباط سريعاً اليوم، ولذلك تقع على عاتق الوالدين مسؤولية مهمة تتمثل في تعليمه كيفية التغلب على العثرات التي تواجهه خلال الدراسة والصبر على النجاح، ولا سيما أن بعض المراحل الدراسية أكثر تطلباً من غيره.
يجب على الوالدين دعم المراهق ليتمكن من تقبُّل هذه العثرات دون السماح لها بتثبيط عزيمته، وعندما يرى قدرته على تجاوز الصعوبات التي تواجهه خلال إنجاز واجباته المدرسية سيدرك ما المتوقع منه ويتابع تقدمه. يتعزز تقدير المراهق لذاته عندما يساعده والداه على تحديد احتياجاته وتلبيتها ويؤكدان له نقاط قوته، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على ثقته بنفسه وقدرته على تجاوز العقبات التي تواجهه سواء في الدراسة أو الحياة ككل، ويتطلب ذلك ألا يكون شغل الوالدين الشاغل توجيه الملاحظات إليه أو تهويل أخطائه، وأن يضعا في اعتبارهما أن الدرجات المدرسية تعكس مهارات الطفل في لحظات محددة ولا تعبر عن قيمته فالنجاح أو الإخفاق ليس المعيار الذي يحدد إذا كان إنساناً جيداً أو سيئاً.
أجرِ حواراً بنّاءً معه حول المدرسة
يميل الخطاب السائد في المجتمع اليوم إلى التقليل من أهمية المؤسسة التعليمية، فكيف يمكن للمراهق أن يحترم المعلمين إذا كان والداه يتهمانهم على الدوام بعدم الكفاءة؟ وكيف يمكن أن يهتم بما يقدمونه إذا كان لا يسمع إلا ما يقلل من شأنهم؟ خلال هذه المرحلة غير المستقرة التي يمر بها المراهق سيكون بحاجة إلى الشعور بوجود رابط بين الراشدين في حياته أي والديه ومعلميه ليتمكن من إيجاد معنى لعملية التعلم، لذلك على الوالدين تجنب التقليل من شأن المدرسة وعدم التسرع باتهام المعلمين بالتقصير. ومن أجل نجاح المراهقين في الحياة المدرسية من الضروري أن يجتمع الآباء والمعلمون بانتظام ليس فقط للحديث عن "درجاتهم المدرسية ومستواهم" ولكن عن المرحلة التي يمرون بها كمراهقين أيضاً. من المهم مساعدة الطالب المراهق على فهم دور المعرفة في بناء شخصيته وجعله إنساناً متحضراً، وعندما يدرك أن والديه ومعلميه يمنحونه المفاتيح لفهم الحياة ويساعدونه على تحقيق ذاته فيها فإنه سينخرط أكثر في دراسته.
أعراض فقدان دافعية التعلم عند المراهق
إذا لاحظت ظهور بعض هذه الأعراض أو جميعها على المراهق لعدة أسابيع، فهذا يعني أنه يعاني فقدان دافعية التعلم:
- لا يجد مغزىً مما يتعلمه.
- يكرر على الدوام أن معلميه عديمو الجدوى.
- لا يمكنه الاستيقاظ صباحاً.
- ينسى إنجاز واجباته المدرسية.
- ينسى تسليم واجباته المدرسية التي أنجزها.
- لا يعوض الدروس التي فاتته.
- يحاول إضاعة الوقت في الفصل.
- يجلس في نهاية الفصل.
- يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات.
- يشكو التعب دائماً وينام في الفصل.