قد تدلّ نوبات الهلع عند النوم أن نشاط الدماغ والجسم لا يتوقّف مطلقاً، وربّما تعكس أيضاً مقدار الضغوط التي تعرّض لها الجسم في أثناء النهار. 18% من نوبات الهلع التي يتعرّض لها الأشخاص تصيبهم خلال نومهم؛ ما يضاعف حدّة أعراضها التي قد تصل إلى درجة الاختناق؛ معاناة حقيقية بلا شكّ، وبخاصة إذا كانت تلك النوبات متكرّرة.
أما عن الأسباب، فيوضّح مختص علم النفس السريري سكوت بيا (Scott Bea) إن: "السبب الحتمي لنوبات الهلع غير معروف في هذه المرحلة ولكن الأشخاص الذين يعانون منها قد يكون لديهم تاريخ من اضطراب الهلع أو اضطرابات القلق الأخرى أو مخاوف الصحّة السلوكية التي قد تسبّب التوتّر بشكل عام".
المزيد عن الأسباب المحتمَلة وراء نوبات الهلع عند النوم وطرائق علاجها والتأقلم معها، يقدّمه هذا المقال.
ما أعراض نوبات الهلع عند النوم؟
تتشابه أعراض نوبات الهلع الليلية (Nocturnal Panic Attacks) مع أعراض النوبات التي تحدث خلال النهار وفقاً للخبراء من كليفلاند كلينيك (Cleveland Clinic). ويكمن الفرق بينهما في الحدّة التي يمكن أن تتّسم بها أعراض نوبات الليل؛ مثل ضيق التنفّس وإحساس الاختناق الذي يصيب الشخص، أو شعوره بأنه على وشك أن يُصاب بنوبة قلبية. وتتمثّل بقية الأعراض في التالي:
- الألم في منطقة الصدر.
- الشعور بالرعب الشديد.
- تسارع معدل ضربات القلب.
- القشعريرة نتيجة الإحساس بالبرد.
- فرط التعرق.
- الغثيان.
- الوخز أو التنميل في أصابع اليدين أو القدمين.
- الارتجاف أو الارتعاش.
اقرأ أيضاً: 3 تمارين للتعامل مع نوبات الهلع
ما الذي يسبّب نوبات الهلع عند النوم؟
يتّفق الخبراء على أن أسباب نوبات الهلع عند النوم غير معروفة وفقاً للمعلومات الصادرة عن سايك سنترال (Psych Central)؛ لكن هناك عدة عوامل محتمَلة يعتقدون أنها يمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بها مثل:
- اضطراب القلق العام.
- الأرق.
- اضطرابات الهلع.
- الاكتئاب.
أمّا المعالجة النفسية سينثيا كاتشنغز (Cynthia Catchings) فتقول إنه: "يمكن أن تسببها عدة عوامل من التوتّر إلى القلق المفرط لكنها تختلف من شخص إلى آخر". وتضيف إنّ هناك محفّزات محدّدة لنوبات الهلع بشكل عام دون وجود سبب واضح، لذلك تؤكّد إسهام مجموعة متنوعة من العوامل في حدوث سبب نوبة الهلع أثناء النوم، وتشمل الآتي:
- وجود مشكلات في الصحة النفسية مثل اضطراب القلق الاجتماعي أو الاكتئاب.
- وجود تاريخ عائلي من نوبات الهلع الليلية أو اضطرابات الهلع.
- حدَث صادم مثل وفاة أحد أفراد الأسرة.
- مواد كيميائية غير متوازنة في الدماغ.
- حدَث حياة مُجهد بشكل كبير.
كيف أتخلص من نوبات الهلع الليلية؟
تُعتبر نوبات الهلع عند النوم مصدر انزعاج وذعر كبيرَين لمن يختبرها؛ إذ تسبّب تصعيداً حادّاً للقلق الذي يستمر عادةً لأقل من 30 دقيقة حسب ما توضّحه الطبيبة النفسية الأميركية جين إريكسون (Jen Erickson).
وبالرغم من صعوبة هذه الحالة إلا أنها تؤكّد إن هذه النوبات تميل إلى اتباع مسار يمكن التنبؤ به؛ حيث تتطوّر إلى ذروة معينة ثم تنخفض ما يتيح لأي شخص يتعرّض لها إمكانية مساعدة نفسه من خلال 3 طرائق للشعور بالهدوء واسترجاع التوازن بشكل أسرع.
- تحقّق من الواقع: من المفيد أن يتذكّر المصاب عند الاستيقاظ في أثناء نوبة الهلع أو بعدها أنه بأمان ولا شيء يستدعي القلق. يمكن أن يحدث ذلك إذا بدأ في طرح بعض الأسئلة المماثلة على نفسه: "أين أنا؟"، "ماذا يحدث هنا؟"، "هل الغرفة آمنة؟". يسهم طرح هذه الأسئلة، إلى جانب أخذ نفس عميق وإنارة ضوء الغرفة، في إعادة توجيهه إلى حقيقية الموقف الذي يختبره وهو نوبة هلع ليلية.
- شتّت انتباهك: توصي إريكسون بممارسة تقنيات التنفّس حتى يتمكّن الشخص من صرف انتباهه عن الأفكار المقلقة التي تداهمه حين يتعرّض لنوبة الهلع الليلية.
- رفقاً بنفسك: من المهم ألا ينظر الشخص الذي يتعرّض لنوبات الهلع عند النوم إلى حالته وكأنها تجربة فشل أو كارثة، لأنه يمكن أن يقلّل من احتمالات حدوثها بالانخراط في أنشطة تخفّف التوتّر مثل تمارين اليقظة والتأمل والنشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي.
يمكن أن تكون نوبات الهلع عند النوم تجربة مخيفة، فهي تسبّب تسارع ضربات القلب وسلسلة من الأفكار المقلقة لمن يختبرها عادةً؛ حيث يشعر الشخص وكأنه محاصر في كابوس لا يمكن الهروب منه. ومع ذلك تمكن السيطرة على نوبات الهلع الليلية من خلال اتخاذ بعض الخطوات لتقليل التوتّر والاسترخاء؛ وبالتالي الحصول على نوم هادئ ليلاً.