في بعض الأحيان قد يكون أحد طرفيّ العلاقة الزوجية سجيناً فيها ورهينة لتسلط الآخر وتحكمه المستمر فيه و"المراقبة المشددة" التي يفرضها عليه، ولا شك في أن الحياة في ظل علاقة سامة كهذه لا تُطاق، وإذا كنت ضحية الزوج المتسلط أو علاقة مماثلة فإن مختصة علم النفس الأميركية أندريا بونيور (Andrea Bonior) تقدم إرشادات تساعدك على تحرير نفسك منها.
يسميها بعض الناس "الشخصية التحكمية" فيما يُطلق عليها آخرون "الشخصية المتلاعبة النرجسية أو التسلطية"، وتصب هذه التسميات كلها في الاتجاه ذاته فهي تعبّر عن شخص يرغب في السيطرة على الآخر والاستئثار باهتمامه. وعلى الرغم من أن غيرته وحبه للتملك قد يظهران للضحية في بداية العلاقة كنوع من الحب والشغف الشديدَين، فإن القناع سرعان ما يسقط لتكتشف الضحية أنها سجينة وأن السجّان ليس مستعداً لإعطائها مفتاح السجن. ولذلك تؤكد مختصة علم النفس أندريا بونور التي درست هذا الموضوع لسنوات، أنه لا يمكن التحرر من قبضة الزوج المتسلط بين عشية وضحاها، فالأمر يتطلب إعداداً ووقتاً وفيما يلي الخطوات السبع التي يجب اتباعها في هذا الشأن.
1. حدّد مدى شعورك بالأمان في العلاقة
يمكنك ذلك من خلال إجابة هذه الأسئلة: هل تتعرض للإيذاء الجسدي على يد شريك حياتك؟ هل تشعر بالخوف عندما يغضب؟ هل يهددك؟ من الضروري أن تعرف بالضبط ما تعرّض نفسك له بسبب هذه العلاقة، وإذا كانت سلامتك الشخصية مهددة بالفعل فلا تتردد في الاتصال بالجمعيات والمؤسسات التي تساعد ضحايا العنف الأسري وتدعمهم، أو تقديم شكوى في مركز الشرطة.
2. احصل على دعم المقربين
وأفراد العائلة في معظم الأحيان يشعر الطرف الذي يقع ضحية للتسلط في العلاقة الزوجية أن لا أحد يقف إلى جانبه وهذه هي الحال بالفعل، فبسبب شعوره بالخوف والخجل إضافةً إلى غيرة الزوج المتسلط، يقطع علاقاته بالمقربين شيئاً فشيئاً ولكن ما تجب معرفته أن التحرر من علاقة سامة يتطلب أولاً استعادة هذه البيئة الاجتماعية والعاطفية الداعمة المفقودة.
3. أجرِ تقييماً دقيقاً لمواردك المادية والمعنوية
هل تتمتع بالاستقلال المالي؟ هل تمتلك عقاراً؟ إذا كان لديك أطفال فهل بإمكانك تأمين سكن لهم؟ هل تفكر في تغيير الحي أو المدينة التي تسكن فيها؟ هل ثمة من يمكنك الاعتماد عليه لدعمك مادياً ومعنوياً؟ قيّم مواردك المتوفرة بدقة قبل اتخاذ أي قرار.
4. اعتنِ بصحتك الجسدية والنفسية
يؤدي العيش مع الزوج المتسلط إلى توتر مزمن يؤثر في جودة نومك ويضعف شهيتك ويفقدك القدرة على الاستمتاع بأي من ملذات الحياة؛ لكن من الضروري أن تعتني بنفسك من خلال الحرص على تناول غذاء متوازن والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم وممارسة الأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء وتحسّن صحتك النفسية كالتأمل والجري. امنح نفسك العطف الحقيقي الذي تستحقه والذي أوهمك الطرف المتسلط أنه سيمنحك إياه فقط ليتمكن من إحكام قبضته عليك.
5. اتّخذ القرار
والآن بعد أن حددت مستوى الأمان في هذه العلاقة، ومواردك المتاحة واحتياجاتك الحقيقية، فقد حان الوقت لتتخذ القرار بإعلام شريكك أنك ستنفصل عنه ويمكن أن تفعل ذلك بحضور طرف ثالث إذا كنت تشعر أن سلامتك الشخصية مهددة. أعلِن قرارك دون أن تستسلم لمحاولات الطرف الآخر لإجراء المناقشات أو التفاوض بشأن ذلك، لأنك تعلم في قرارة نفسك أن لا شيء سيتغير وعليك أن تدرك أن خطوة واحدة تفصلك الآن عن حريتك وأمانك ولا يمكن لغيرك اتخاذها.
6. تقبَّل تناقض المشاعر المصاحب لقرار الانفصال
عندما تأخذ قراراك بالانفصال، يبدأ ذهنك باسترجاع اللحظات الطيبة من العلاقة وهذا طبيعي فخوف الدماغ من التغيير والتجديد يدفعه لاسترجاع ذكريات من شأنها أن تقلب الموازين لصالح الوضع الراهن، لذا احذر هذا "الفخ". من جهة أخرى لا يعني ذلك أن تشعر بالكره تجاه كل ما مررت به في هذه العلاقة أو أن تنظر نظرةً سلبيةً تماماً إلى زوجك، فلا بد أن هنالك أوقاتاً طيبةً جمعتكما معاً، ومن المؤكد أن لديه صفات محببة لك وكانت أساس ارتباطك فيه لكن هذه العلاقة تسمم حياتك رغم ذلك، وعندما تتقبل تناقض المشاعر هذا وتعي أنه أمر طبيعي سيكون الانفصال أسهل كثيراً عليك.
7. حاول مجدداً ولا تستسلم
هل حاولت الخروج من هذه العلاقة سابقاً وفشلت؟ الأمر المهم هو أنك أخذت الخطوة الأولى نحو التحرر منها لذا لا تحكم على نفسك بقسوة أو تحتقرها، ولما كان الأشخاص المتسلطون يعرفون تماماً كيفية تحديد نقاط الضعف واستغلالها فإنه عليك أن تستجمع قوتك وتطلب مساعدة مَن حولك ومشورتهم وعندما تشعر أنك جاهز جرب مجدداً، وحتى لو فشلت لا تسمح لذلك بتثبيط عزيمتك واعلم أن الوصول إلى حريتك قد يستغرق وقتاً.