هل تفتح هاتفك الذكي وتبدأ بتصفح الأخبار السيئة الخبر تلو الآخر فور استيقاظك؟ احذر هذا السلوك لأنه مؤذٍ لصحتك النفسية والجسدية.
يتحقق الكثيرون من هواتفهم فور الاستيقاظ ويشرعون في تصفح الأخبار التي فاتتهم ليلاً، ووفقاً للدراسات الحديثة فإن هذه العادة قد تزيد من مستوى القلق الصباحي، فضلاً عن استهلاكها الكثير من الوقت في بداية اليوم.
تصفح الأخبار السيئة فور الاستيقاظ يعزز ظهور اضطرابات القلق
لكن كيف يؤدي تصفح الهاتف عقب الاستيقاظ مباشرةً إلى زيادة القلق؟ يتناول الكثيرون هواتفهم بمجرد الاستيقاظ لقراءة الرسائل وتصفح الأخبار التي قد يكون الكثير منها سلبياً، وقد يقضون ساعة في ذلك قبل أن يبدؤوا يومهم.
لكن ما لا يعرفونه هو أن هذا السلوك الذي قد يبدو عادياً للوهلة الأولى، يعزز في الحقيقة فرص ظهور اضطرابات القلق لديهم؛ إذ كشفت دراسة حديثة أجراها موقع الصحة البريطاني بوبا (Bupa) أن عمليات البحث على محرك جوجل المتعلقة بالقلق الصباحي قد زادت بنسبة 247% في عام 2022. وبحسب الدراسة ذاتها، فإنّ الرغبة الشديدة في تصفح الهواتف عقب الاستيقاظ ترجع بشكل أساسي لحاجة الناس إلى الشعور بالطمأنينة، وعدم تفويت أي خبر جديد.
تقول ممرضة الصحة النفسية في بوبا، فاتماتا كامارا (Fatmata Kamara) في مقابلة مع مجلة كوزموبوليتان يو كيه (Cosmopolitan UK): "تولد القصص والأخبار السلبية أو التي تثير مشاعرَ قويةً عموماً رغبةً لدى الناس في البقاء على اطلاع دائم بما يحدث في العالم من حولهم".
ومما لا شك فيه أن هذه الظاهرة تعاظمت بشدة منذ بداية عام 2020 مع بدء جائحة كوفيد-19 والإغلاق العام وحالة عدم اليقين التي رافقت ذلك، فصارت متابعة الأخبار، للمفارقة، ملاذاً يبحث فيه الناس عن أي بصيص أمل بقرب انتهاء هذا الكابوس!
سلوك مؤذٍ للصحة الجسدية والنفسية
أظهرت دراسة أجرتها جامعة تكساس للتكنولوجيا (Texas University of Technology) ونُشرت في أغسطس/ آب عام 2022، في دورية تيلور آند فرانسيس (Taylor & Francis Online) العلمية أن 74% من الأشخاص الذين يتصفحون الأخبار السيئة بنَهَم يعانون مشكلات في الصحة النفسية؛ بما في ذلك متلازمة فومو أو "الخوف من أن يفوتنا شيء" (Fear of Missing Out. FomO) التي تتمثل بشعورهم الدائم بالقلق أو الخوف من تفويت أي حدث مهم دون التفاعل معه، بالإضافة إلى إبلاغ 61% من الأشخاص عن مشكلات جسدية أيضاً!
تقول فاتماتا كامارا: "عندما تسمع أو تقرأ أخباراً سلبية فإن جسمك يتعامل معها على أنها تهديد حقيقي وينتقل إلى وضع "الكر والفر" (Fight or Flight Mode) ومن ثم يزداد إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول) استعداداً لمواجهة التهديد المتصوَّر؛ ما يجعلك أكثر عرضةً لتقلبات المزاج أو الشعور بالغضب أو التوتر أو الاكتئاب". وتؤكد كامارا أيضاً إنّ ارتفاع مستوى الكورتيزول المستمر يمكن أن يؤثر سلباً في الصحة الجسدية بمرور الوقت.
اقرأ أيضاً: كيف توقعنا شبكات التواصل الاجتماعي في فخ الاكتئاب؟