ينظر الزوجان إلى فكرة قضاء إجازة رومانسية معاً كفرصة لإعادة الألق إلى علاقتهما، وعلى الرغم من أنها قد تبدو "مثالية" عند التخطيط لها، فإن هذه الإجازة قد لا تسير على النحو الذي تخيلاه؛ الأمر الذي يسبب إحباطاً شديداً لهما.
ومن أمثلة المنغصات التي قد يتعرض لها الزوجان خلال قضاء الإجازة معاً، رغبة كل طرف في ممارسة نشاط مختلف عن الآخر أو اضطرارهما للتعامل مع أحداث غير متوقعة.
فيما يلي تقدم مختصة التحليل والعلاج النفسي مارتين تيلاك نصائح للزوجين، تساعدهما على قضاء وقت طيب معاً وتجاوز المنغصات التي قد تتخلل الإجازة المخطط لها.
ضعا توقعات منطقية
أخيراً حان وقت الإجازة التي سيقضيها الزوجان معاً بعيداً عن الأطفال وأفراد العائلة الآخرين والأصدقاء؛ والتي ستكون فرصةً ليمنح كل منهما للآخر مزيداً من الوقت ويتعرفا إلى بعضهما بعضاً ويعززا الانسجام بينهما. في معظم الأحيان تكون لدى الزوجين تطلعات كبيرة تجاه هذه الإجازة الرومانسية.
تقول مختصة العلاج والتحليل النفسي مارتين تيلاك: "يأمل الكثير من الأزواج أن يتيح لهم قضاء هذا الوقت معاً اكتشاف تلك الحالة السحرية من المشاعر الملتهبة التي اتسمت بها بداية العلاقة؛ إذ ترغب المرأة في أن تستعيد مشاعر الحب التي شعرت بها في بدايات علاقتها بزوجها أما الرجل فهو يرغب في التوصل إلى فهم أكبر للعلاقة الحميمة مع زوجته. ولكن في أغلب الأحيان تكون التوقعات خادعةً ومبالغاً فيها، وذلك لأن الإجازة تتضمن عقبات وأحداثاً غير متوقعة تجب إدارتها، وحتى نزاعات في بعض الأحيان، وهي كلها أمور تشوه الصورة الجميلة التي رسمها الزوجان لرحلتهما هذه".
نصيحة مارتين تيلاك: "من الأفضل ألا يبالغ الزوجان في توقعاتهما فيرسمان صورة إجازة الأحلام التي سيقضيانها معاً وحدهما كما في قصة روبنسون كروزو الذي عاش حياته على جزيرة منعزلة، فنحن ننتمي في النهاية إلى عالم الواقع. لذا فإن عليهما أن يكونا مستعدين لذلك ويتخليا عن بعض توقعاتهما من هذه الإجازة".
اقرأ أيضا: كيفية التعامل مع الزوجة الغيورة.
كونا معاً لكن ضمن حدود المعقول
تتيح هذه الإجازة للزوجين أن يكونا معاً طوال الوقت لكن ذلك قد لا يكون مناسباً لبعض الأزواج؛ إذ إن الوجود مع شريك الحياة على مدار اليوم قد يشعرهم بالضيق، وحتى "الاختناق" في بعض الأحيان.
وتوضح مارتين تيلاك: "يؤدي خروج الزوجين في إجازة معاً إلى حالة من فرط الاندماج بينهما وذلك بخلاف ما كانت عليه الحال قبل الإجازة؛ الأمر الذي قد يجعل بعض الأزواج يشعرون بالضيق. لذا فإنه من المهم أن يتشارك الزوجان بعض الأوقات معاً ولكن ليس جميعها كما أن ملازمة أحدهما للآخر طوال الوقت ستجعلهما يملان بعضهما بعضاً".
نصيحة مارتين تيلاك: "إذا كانت الإجازة التي تقضيها مع شريك حياتك تمثل فرصةً لك لتتعرف إليه بطريقة أفضل، فإنها تمثل فرصة لتتعرف إلى نفسك أيضاً لأنها من الأوقات القليلة التي تتيح لك مراجعة نفسك والتعرف إلى رغباتك الحقيقية".
لكل شخص نشاطاته الخاصة
بعد أن يقرر الزوجان وجهتما خلال الإجازة، يحاولان أن يضعا قائمة بالنشاطات التي سيقومان بها مثل أخذ حمام شمس وزيارة أماكن محددة والاسترخاء وممارسة الرياضة وغير ذلك من الأنشطة التي ينويان ممارستها "معاً".
لكن في بعض الأحيان قد تختلف رغبات كل منهما عن الآخر، وبمجرد الوصول إلى هناك يمكن أن ينشب خلاف بينهما عندما يريد أحدهما ممارسة الرياضة بينما يفضل الآخر القراءة بجانب حمام السباحة.
تقول مارتين تيلاك: "من الضروري أن يعد كل من الزوجين قبل المغادرة قائمةً خاصةً به بالأنشطة التي يرغب في ممارستها. حدد النشاطات التي ترغب في ممارستها مع شريك حياتك ثم حدد تلك التي ترغب في ممارستها وحدك وتعرف أنها لا تثير اهتمامه، وبهذه الطريقة ستتمكنان من تنظيم إجازتكما بطريقة صحيحة. وعندما يذهب أحد الزوجين لممارسة نشاطه المفضل، فمن الأفضل أن يقضي الآخر هذا الوقت في ممارسة النشاط الذي يجعله سعيداً بدوره، والهدف من ذلك هو ألا يجد أحدهما نفسه ينتظر الآخر ريثما ينهي ما يقوم به لأن ذلك قد يجعله يستاء ويشعر بالتعرض للهجر في بعض الأحيان. وعندما يتقابل الزوجان مجدداً سيكون كل منهما متحمساً لإخبار الآخر بالنشاط الذي كان يمارسه وحده".
نصيحة مارتين تيلاك: "رافق شريكك عندما يريد ممارسة نشاطه المفضل إذا كانت لديك رغبة في ذلك بالفعل، بدلاً عن أن تجبر نفسك على مشاركته كل ما يفعله ثم تلومه لاحقاً لأنه يحب نشاطاً لا يروق لك".
لكل شخص إيقاعه الخاص
عند التفكير في الإجازة فقد يتبادر إلى الذهن الاستمتاع بسهرات الصيف الطويلة، والاسترخاء في السرير صباحاً، وعيش الحياة اليومية بإيقاع أبطأ من المعتاد؛ لكن هذا الإيقاع قد لا يكون ملائماً لكلا الطرفين. على سبيل المثال قد يخلد أحدهما إلى النوم باكراً بينما يرغب الآخر في السهر حتى وقت متأخر.
وعلى كل حال فإن هذا الاختلاف ليس خطأ أي منهما، فلكل شخص رغباته التي يجب أن تُحترم. ولكن ذلك لا يمنع من بذل بعض الجهد لتحقيق شيء من التناغم؛ كالنهوض أبكر من السرير لتناول الفطور مع شريك الحياة، أو اصطحابه إلى حفلة في وقت متأخر، فمعرفة أن لفتات كهذه تسعد شريك الحياة هي أكبر ما قد يحفزنا على القيام بها.
من ناحية أخرى قد يصعب على الزوجين في أثناء الإجازة تحقيق التوازن بين الرغبة في الخروج والرغبة في الاسترخاء على السرير، لذا فإنه من الأفضل مناقشة هذا الموضوع قبل الذهاب في الإجازة. ويمكن أن يتولى التخطيط للخروج الطرف الذي يتمتع بالحس التنظيمي مع تحديد الأيام لذلك والاتفاق على أيام للاسترخاء أيضاً.
نصيحة مارتين تيلاك: "من الجيد أن يسترخي المرء مع شريك حياته في وضع من الراحة وعدم التفكير في شيء آخر سوى في هذا الشخص الذي يشعر بالسعادة رفقته دون بذل أدنى مجهود".
اقرأ أيضا:
العلاقة الحميمة بين الزوجين خلال الإجازة
من أجواء الاسترخاء إلى الوقت الممتع الذي يقضيانه في الهواء الطلق، تزيد أيام الإجازة الصيفية الجميلة التي يقضيها الزوجان معاً الرغبة الجنسية لديهما؛ ولكن يجب ألا ينسيا أنهما في إجازة وأن بإمكانهما ممارسة العلاقة متى رغبا في ذلك وفي أي وقت ومن ثم دون التقيد بما اعتادا التقيد به في الحياة اليومية.
ولا مشكلة إذا لم تتكرر ممارسة العلاقة كثيراً خلال الإجازة، كما أن الوقت الذي يخصصه الزوجان في النظر إلى بعضهما وقضاء لحظات رومنسية أهم من الوقت المخصص للممارسة الجنسية في حد ذاتها.
نصيحة مارتين تيلاك: "من الضروري قبل كل شيء أن تتقرب إلى شريك حياتك عبر ابتكار طقوس جديدة للتعبير عن حبك له".
الإجازة فرصة لمناقشة العلاقة الزوجية
يتيح الإيقاع البطيء للإجازة الفرصة للزوجين للتحدث أكثر الأمر الذي قد يحفزهما لإعادة طرح بعض المواضيع الحساسة؛ إلا أنها فكرة غير صائبة وفقاً لمارتين تيلاك إذ تقول: "يجب أن يناقش الزوجان المواضيع التي تسبب توتراً في العلاقة دون تأجيل أما مضي 3 أشهر على قضية ما فهذا يعني أن الأوان قد فات على مناقشتها وطرحها في هذا الوقت لن يؤدي إلا إلى إفساد إجازة الشريك".
نصيحة مارتين تيلاك: "يمكن أن تكون الإجازة فرصةً لتبديد حالات سوء الفهم التي قد تشوب العلاقة ولكن بطريقة بنّاءة. ويمكن للزوجين أن يناقشا علاقتهما من منطلق التعبير عن المشاعر والرغبات. على سبيل المثال مناقشة كيف يمكنهما إتاحة وقت أكبر لبعضهما".
تحلّيا بالهدوء في مواجهة ما هو غير متوقع
قد تتضمن الإجازات الكثير من الأحداث غير المتوقعة كسوء الأحوال الجوية أو تعطل السيارة المستأجرة، أو اكتشاف أن الفندق الذي حجزنا غرفةً فيه دون المستوى المأمول.
إن الذهاب في إجازة لا يعني عدم التعرض لأحداث مزعجة ومن غير المنطقي الاعتقاد بأنه لن تكون هنالك أي مشكلات. وفي حالة ذهاب الزوجين في إجازة معاً فإن أي إزعاج يتعرضان له قد يؤدي إلى نشوب خلاف كبير بينهما؛ كما يميل بعض الأشخاص إلى تضخيم أي حدث وإلقاء اللوم على الشريك على الفور.
ولكن إذا كان من يلقي اللوم على الآخر لم يعبر عن رأيه حول نقطة ما مسبقاً فهذا يعني أنه كان راضياً عنها ومن ثم فإن اللوم يقع عليه لعدم إبداء أي رد فعل تجاه اتخاذ قرار ما.
نصيحة مارتين تيلاك: "حاول وضع الأمور في منظورها الصحيح، فالأحداث المزعجة هي مجرد وقت قصير وسيمر بسرعة مقارنةً بالعطلة الممتعة الطويلة التي ستقضيها كما أنها فرصة لتخوض هذا الظرف مع شريك حياتك".
لا تلوما نفسيكما على ترك الأطفال
إن ذهاب الزوجين في إجازة معاً يعني أنهما سيتركان الأطفال في هذه الفترة و"يتخليان" عن دورهما كوالدين؛ ما قد يولد لديهما شعوراً بالذنب معظم الأحيان.
سيفتقد الزوجان أطفالهما بكل تأكيد خلال هذه الفترة ولكن ما تجب معرفته هو أن قضاء هذه الإجازة سينعكس إيجاباً ليس فقط على العلاقة الزوجية بل على دور الزوجين كوالدين أيضاً.
يؤدي ازدهار العلاقة بين الزوجين بعد قضاء الإجازة معاً إلى تناغم وانسجام أكبر بينهما كوالدين عند عودتهما. ومن جهة أخرى فإن ابتعاد الوالدين عن الأطفال لفترة يمنحهم الفرصة للانفتاح على العالم من حولهما، فقضاء أسبوع لدى الأجداد والجدات أو الأقارب أو في المعسكر الصيفي سيساعدهم على تنمية شخصياتهم.
نصيحة مارتين تيلاك: "يمكن للزوجين الاتصال بأطفالهم مرةً كل يوم خلال الإجازة للاطمئنان بأنهم لا يشعرون بالتعرض للهجر وسماع أخبارهم".
الغيرة: السبب الأول للخلافات بين الزوجين في الإجازة
تقول مارتين تيلاك: "ليس هذا الأمر غريباً. ونظراً لأن الرجل يهتم بالمظهر كثيراً فإن نظره إلى سيدة جميلة قد يجعل زوجته تشعر بقلة التقدير؛ لكن هنالك فرق كبير بين الإعجاب بشخص والإعجاب بجماله".
لذا عندما تشعرين بالغيرة تعاملي مع الموقف كشريكة لزوجك؛ يمكنك أن تقولي له على سبيل المثال: "لقد رأيتك تحدق إلى تلك المرأة. نعم إنها جميلة بالفعل"، وهذا كل شيء ببساطة!
لتكن ملاحظتكِ صادقة وموضوعية فلا مشكلة بأن يعجب المرء بالجمال وتذكري أن زوجكِ سيقضي أيامه ولياليه معكِ أنتِ.