ملخص: عندما تجرح مشاعر طفلك بقول أو فعل ما، فإن ذلك قد يرافقه مدى حياته، ويظل جرحاً كامناً في صدره حتّى يبوح به. وإذا ارتكبت، باعتبارك والداً أو والدة، هذا الخطأ، فثمة عبارات قد تزيد الأمر سوءاً ويجب عليك تجنّبها عندما يصارحك طفلك بمشاعره، وينبغي لك الحذر منها من أجل تجاوز هذا الموقف دون المزيد من الأضرار النفسية. يحتاج الطفل إلى الكثير من الشجاعة أحياناً كي يبوح بالجرح الذي سبّبه له والداه؛ لذا من المهم معرفة الطريقة المناسبة للتفاعل مع هذا الموقف وإدارته.
كيف تؤثر كلماتك في مشاعر طفلك؟
يحدث أحياناً أن تكون كلماتك وأفعالك جارحة لمشاعر طفلك على الرغم من أنها قد تصدر عنك دون وعي أو إرادة.
وإذا لم يدرك الأطفال حقيقة هذه الجروح خلال طفولتهم، فمن الممكن أن يعوها بعد بلوغهم سن الرشد، ويتطلب الأمر أحياناً من الأطفال استجماع شجاعتهم لإخبار الوالدين أنهم جرحوا مشاعرهم.
وحتّى عندما يبلغون سن الرشد فإن هؤلاء الأطفال يجدون دائماً صعوبة في التشكيك في سلطة الوالدين واختياراتهما. ومثلما تفعل ذلك مع أي شخص آخر؛ من المهم أن تصغي إلى أطفالك أو أن تتعلم الاعتذار منهم أحياناً.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين عقاب الطفل وتأديبه وأيهما الأصلح؟ الإجابة من طبيب نفسي
ما العبارات التي يجب تجنّبها حفاظاً على مشاعر طفلك؟
توضح بوبي بانكس (Bobbi Banks) في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "عندما يفتح أطفالكم قلوبهم ويحكون كيف جرحهم بعض أفعالكم وأقوالكم، فإنهم لا يفعلون ذلك للتهجم عليكم؛ بل يحاولون التقرب منكم، والشعور بإصغائكم إلى ما يعبرون عنه وموافقتكم عليه، وربّما من أجل البدء في بناء علاقة مختلفة معكم".
وقد يكون من الصعب تقبّل فكرة الإصغاء إلى الانتقادات التي يعبر عنها أطفالكم؛ لكنها ربما تكون ضرورية من أجل إعادة التوازن إلى العلاقة بين الوالدين والأطفال.
وتؤكد بوبي بانكس في هذا الإطار إن: "عدم أخذ مشاعر الأطفال بعين الاعتبار أو تحسيسهم بالذنب لأنهم تشارَكوها معنا لن يزيدهم إلا ابتعاداً عنّا". ومثلما هناك عبارات يجب تجنّبها عند التعبير عن الاعتذار؛ فإن هناك عبارات أخرى مناسبة للرد على الانتقادات التي توجَّه إليكم من أطفالكم؛ بمن فيهم الأطفال الأصغر سناً.
- العبارة الأولى: "انظر إلى كل ما قدمناه لك". ليس الغرض من النقد أو الملاحظة التشكيك في كل ما بناه الوالدان من أجل أطفالهما؛ لذلك لا جدوى من المقارنة بينهما.
- العبارة الثانية: "هل تستوعب ما أشعر به وأنا أسمع منك مثل هذا الكلام"؟ تهدف هذه العبارة إلى قلب الأدوار، وهي تدل على أن الجرح طال مشاعرك أولاً.
- العبارة الثالثة: "أعتذر لأنني أم سيئة أو أب سيئ". عندما تبالغ في تقييم النقد الذي وُجّه إليك من طرف أحد أطفالك، فإن ذلك يمثل طريقة لتحسيسه بالذنب تجاه ما قد يشعر به.
- العبارة الرابعة: "لقد فعلنا ما بوسعنا من أجلك. أنت جحود"! لا يعني بَذلك ما في وسعك من أجل أطفالك أنك لم ترتكب الأخطاء في حقهم.؛ كما أن الاعتراف بهذا الخطأ لا يقلل أبداً من الجهود التي بذلتها.
- العبارة الخامسة: "هذا جزائي بعد كل ما فعلته من أجلك"! يجب أن تنظر إلى صدق طفلك معك وسعيه إلى الحفاظ على علاقتكما باعتبارهما مكافأة.
- العبارة السادسة: "طفولتي كانت أسوأ من طفولتك، توقف عن أنانيتك". تهدف هذه العبارة إلى التقليل من أهمية مشاعر طفلك وتحسيسه بالذنب.
اقرأ أيضاً: ما العوامل المؤثرة في الصحة النفسية للطفل؟