5 عبارات تؤكد معاناتك قلق الانفصال

3 دقيقة
قلق الانفصال
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: القلق من الانفصال عن شخص نحبه سواء كان صديقاً أو شريكاً قد يمسنا جميعاً دون استثناء، لكن عندما يصبح مسيطراً على صاحبه فإنه يتحول إلى حالة مرَضية تحتاج إلى علاج بسبب تبعاتها النفسية والاجتماعية المؤثرة. كيف نميز إذاً بين القلق العابر وقلق الانفصال المزمن؟ هناك عبارات يستخدمها عادة الأشخاص الذين يعانون هذا النوع من القلق. تعرّف إليها في المقال التالي.

هناك عبارات تبدو عادية لكنها تخفي في الحقيقة اختلالات في العلاقة أو اضطرابات نفسية. إذا كنت تستخدم 5 عبارات على وجه التحديد فقد تكون مصاباً بقلق الانفصال. إليك توضيحات المختصة النفسية مارغريت جيراردان هيرسن (Marguerite Girardin Hersen).

يصف قلق الانفصال حالة الخوف غير المنطقي من مفارقة شخص نحبه سواء كان شريكاً أو صديقاً. يظهر هذا القلق عادة في العلاقة التي ننخرط فيها بقوة ونعطيها حيزاً كبيراً في نظامنا العاطفي وتقديرنا الشخصي. وإذا كان هذا القلق علامة على قوة العلاقة فقد يمنعك في المقابل من التمتع بعلاقة مُرضية.

يعاني بعض الناس قلق الانفصال دون أن يدرك ذلك. وقد يكون هذا القلق معوقاً لحياته اليومية أو حياة من حوله. إذا كنت معتاداً أنت أو شريك حياتك على استخدام هذه العبارات فقد تكون معنياً بهذا النوع من القلق. لنفهم إذاً هذه المشكلة من خلال التوضيحات التالية التي تقدمها المختصة النفسية.

"ماذا لو قابلتَ شخصاً آخر؟"

يسيطر الخوف من الأسوأ على عقول بعض الأشخاص في إطار علاقاتهم الزوجية. وقد تحول هذه النظرة حيواتهم إلى معاناة، إذ لا يشعرون أبداً بالاطمئنان ويتخوفون باستمرار من حدوث أسوأ السيناريوهات بما في ذلك التعرض إلى هجر الشريك. تقول المختصة النفسية مارغريت جيراردان هيرسن: "قلق الانفصال لدى البالغ يرتبط كثيراً بتوقع مخاطر الانفصال أو عواقب الهجر من الشخصية التي تمثل نموذج الارتباط بالنسبة إليه".

إن سيطرة وهم حدوث الأسوأ أو سؤال "ماذا لو؟" على هذا الشخص يولد نوبات الغيرة الزائدة التي قد تؤدي على المدى الطويل إلى انهيار العلاقة. يخفي هذا السلوك قلقاً من الانفصال يمكن علاجه والسيطرة عليه بمساعدة المختص النفسي.

اقرأ أيضاً: لا تُرسل هذه الرسالة النصية أبداً إلى شريك حياتك إذا كان مصاباً بالقلق

"أشعر بألم في البطن بسبب فكرة رحيلك"

إذا كان التفكير في رحيل شريك حياتك أو الانفصال المخطط له يسبب لك انزعاجاً عضوياً وجسدياً، وكنت تشعر فعلاً بألم في البطن بسبب فكرة مغادرته، فقد تكون معنياً بهذا النوع من اضطراب القلق. توضح المختصة النفسية مارغريت جيراردان هيرسن: "في الحالات القصوى عندما يرحل الشريك أو يعلن نية الرحيل فقد يثير ذلك لدى الآخر أعراضاً جسدية مثل تسارع دقات القلب أو التعرق أو اضطراب النوم أو ألم في المعدة أو صعوبة في التنفس". من الضروري إذاً استشارة مختص نفسي للتخلص من هذا القلق المرهق.

"أنا لا أستحق حبك"

الأشخاص الذين يجدون صعوبة في الثقة بالآخرين أو الثقة بذواتهم، يجدون أنفسهم في مواجهة صعوبات بالغة في التمتع بقصة الحب باطمئنان. ويسيطر عليهم هذا الخوف من الهجر الذي يذكّرهم بتجارب التعلّق بالآخرين خلال الطفولة. تضيف المختصة النفسية: "إذا لم نشعر خلال الطفولة بالأمان العاطفي الضروري فقد تظهر بعض العواقب في سنّ الرشد من خلال هذا الخوف الدائم من الهجر، والسؤال الذي يتكرر لا شعورياً باستمرار: هل أستحق حب الآخرين؟".

يرتبط قلق الانفصال في الواقع بنظرية الارتباط التي بلورها المختص النفسي جون بولبي (John Bowlby) ومفادها أن ما نعيشه خلال الطفولة من أحداث يؤثر في علاقاتنا بعد البلوغ. من الممكن إذاً الخضوع إلى علاج يساعد على الوعي بهذه الأحداث وتقبلها للتعافي من هذا القلق.

"أنا في حاجة إليك طوال الوقت"

توضح المختصة النفسية مارغريت جيراردان هيرسن: "يضطر معظم الأشخاص الذين يعانون قلق الانفصال إلى البحث عن علاقات اندماج متبادل مع الآخر". عندما نحافظ على علاقة اندماج شديد مع الآخر سواء تعلق الأمر بعلاقة حب أو صداقة، فإننا نجد صعوبة في العيش بطمأنينة لأن العلاقة غالباً ما تكون مشوبة بمخاوف الانفصال والهجر. فلا نشعر أبداً بالطمأنينة لأننا سنجد باستمرار موضوعاً يثير قلقنا.

قد يساعد علاج هذه المخاوف على التحرر ولو جزئياً من هذا القلق وذلك الميل إلى الاعتماد المفرط على الآخر، والوصول إلى بناء علاقة مُرضية وصحية.

"لا هوية لي دونك"

عندما تشعر بأن نظرة الآخر هي المرآة التي تحدد أصالتك وكينونتك، فهذا دليل على أن علاقة الاندماج التي تنخرط فيها لا تتيح لك توازناً عاطفياً وتقديراً راسخاً للذات.

الشخص الذي لا يشعر بأصالته وعفويته إلا في وجود الآخر، هو شخص لم يعد قادراً على تحقيق تطوره الشخصي على حساب الذات الزائفة. توضح المختصة النفسية مارغريت جيراردان هيرسن قائلة: "بسبب سيطرة الخوف من فقدان الآخر يمكن أن نختلق ذاتاً زائفة تتصرف وفقاً لما يريده الآخر وطمعاً في إرضائه، وعادة ما تكون الفجوة النرجسية لدى الأشخاص الذين يعانون هذه المشكلة كبيرة إلى درجة أنها تحتاج إلى طرف ثالث يسدّها بأيّ ثمن".

إذا كنت تستخدم هذه العبارات أو تمارس هذه السلوكيات فقد تجد النصائح والحلول المفيدة لدى المختصين. والهدف من ذلك هو أن تتمكن من إدارة هذا القلق كي تصبح قادراً على التعايش معه، ويسمح لك بعلاقة مُرضية مع شريك حياتك. لذا؛ تستنتج المختصة في النفسية ما يلي: "إن الأشخاص الذين يأتون لاستشارتي بسب هذا النوع من القلق يفعلون ذلك عندما يشعرون بأن غيرتهم الزائدة أصبحت خطراً محدقاً قد يؤدي إلى الانفصال، أو عندما يقررون التخلص من تبعيتهم إلى الآخر".

اقرأ أيضاً: كيف تعرف أن شريك حياتك ينوي الانفصال عنك؟ وماذا تفعل حينها؟