5 مفاهيم خاطئة عن النوم

4 دقائق
مفاهيم خاطئة عن النوم
shutterstock.com/Master1305

كثيرة هي المفاهيم المتداولة حول النوم؛ ومنها: "النوم في بداية الليل له فائدة مضاعفة"، و"الأرق علامة على القلق"، و"الليل مخصص للنوم" وغيرها الكثير من الأفكار الجاهزة الأخرى حول هذا الموضوع. إذاً ما مدى صحة كل منها؟ يوضح لنا الأستاذ ميشيل بيلارد المتخصص في النوم واضطراباته بشكل دقيق أن هناك العديد من المفاهيم هي مفاهيم خاطئة عن النوم ويشرح لنا مدى صحة هذه المفاهيم.

  • النوم في بداية الليل له فائدة مضاعفة
  • الأرق علامة على القلق
  • طريقة "عد الخراف" تساعد على النوم
  • يُعتبر الشخير أثناء النوم دلالةً على النوم العميق
  • الليل مخصص للنوم

النوم في بداية الليل له فائدة مضاعفة

ميشيل بيلارد: "هذا صحيح، فالنوم في بداية الليل يكون أكثر عمقاً منه في أواخر الليل. ومن هنا نستنتج أن الثلاث أو الأربع ساعات الأولى من الليل هي الفترة الأهم بالنسبة للنوم"، ويتابع: "وتبقى الحقيقة الأساسية أننا يجب أن ننام 7 أو 8 ساعات في المجموع يومياً. وأظهرت الدراسات أن النوم خلال الجزء الثاني من الليل، حتى لو كان أقل عمقاً، فهو ليس عديم الفائدة".

الأرق علامة على القلق

ميشيل بيلارد: "ليس بالضرورة، فهناك العديد من أشكال الأرق؛ منها عدم القدرة على النوم، أو انخفاض جودة النوم، وهي ترجع في كثير من الأحيان إلى عوامل متغيرة بشكل كبير. ورغم أن ظاهرة الشعور بالقلق توجد بشكل متكرر لدى من يعانون من الأرق؛ لكن ليس بالضرورة أن يكون المرء قلقاً عندما يصيبه الأرق.

على سبيل المثال: يعاني 10% من المصابين بالأرق من صعوبة في التنفس أثناء النوم، دون أن يعانوا من أي قلق. ويعاني البعض الآخر من حركات الأطراف السفلية أثناء النوم، وسواء تسببت بإيقاظهم أم لا، فإن هذه الحركات تزعج لياليهم، رغم أنهم لا يعانون من القلق أيضاً.

لذا؛ نعم، يظل الشعور بالقلق مساهماً رئيسياً في الإصابة بالأرق؛ لكنه ليس العامل الوحيد له، وهذا يوصلنا إلى نتيجة مباشرة مفادها أنه لا يمكن اعتبار الأدوية المضادة للقلق العلاج الوحيد للأرق".

طريقة "عد الخراف" تساعد على النوم

ميشيل بيلارد: "تبدو هذه الفكرة كإحدى الأفكار المتلقاة والمضحكة؛ ولكن لها ميزة وهي لفت الانتباه إلى علاجات الأرق".

باختصار؛ العلاج الأكثر شيوعاً هو العلاج الدوائي؛ إذ يتناول الحبوب المنومة اليوم 95% من الأشخاص الذين يشكون من الأرق، وذلك لأننا في فرنسا -على غرار العديد من البلدان الأخرى في الغرب للأسف- نولي أهمية قصوى للأدوية.

من جهة أخرى؛ يستخدم 5% من الأشخاص طرقاً غير دوائية لعلاج الأرق. ما هي هذه الطرق؟

هي مجموعة قواعد بسيطة تسمى "نمط النوم الصحي"؛ أهمها: عدم شرب القهوة مساءً، وينطبق الشيء نفسه على الكحول، لأنك عندما تشرب الكحول في المساء، فإنك تغفو أسرع كثيراً؛ ولكنك للأسف تستيقظ بشكل أسرع أيضاً، وبحالة جسدية سيئة. أما النصيحة الثالثة فهي تجنب مشاهدة كرة القدم في منتصف الليل، وإلا فلن تتمكن من النوم قبل الثالثة أو الرابعة صباحاً بسبب حالة الحماس الشديدة التي تدخل بها.

وتشمل العلاجات الأخرى العلاج السلوكي المعرفي؛ والذي يسمح للشخص المصاب بالأرق بتعلم السلوكيات والأفكار التي ستساعده على العودة إلى النوم. ونذكر هنا عادةً منتشرةً بين الأشخاص الذين يعانون من الأرق؛ وهي البقاء في السرير عند الاستيقاظ صباحاً لأطول فترة ممكنة، في محاولة منهم لتعويض النوم الذي لم يحصلوا عليه أثناء الليل، إنما ما يجب القيام به هو العكس تماماً، فعندما نطيل الوقت الذي نقضيه في السرير، نواجه صعوبةً أكبر في النوم ليلاً. وكطريقة للحد من وقت البقاء في السرير؛ يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الأرق بالقيام بالتالي: بدلاً عن الذهاب إلى الفراش في الساعة 9 مساءً، والاستيقاظ في الساعة 8 صباحاً؛ يُنصح بالذهاب إلى الفراش في منتصف الليل والاستيقاظ في الساعة 6 صباحاً، النتيجة: اقتصار الوقت الذي نقضيه في السرير على الـ 6 ساعات التي نمنا خلالها.

يُعتبر الشخير أثناء النوم دلالةً على النوم العميق

ميشيل بيلارد: "ليس بالضرورة؛ بل على العكس من ذلك، فقد يكون الشخير في بعض الأحيان دلالةً على أن الشخص يعاني من انقطاع التنفس أثناء نومه، فهو لا يشخر فقط بل يتوقف عن التنفس بشكل دوري خلال النوم. وقد يصل عدد هذه الانقطاعات في التنفس خلال النوم إلى 200 أو 300 مرة، وحتى 400 مرة، وهي تسبب في كل مرة اختناقاً بسيطاً يوقظ الشخص من نومه، ورغم أنه قد لا يلاحظ ذلك عند كل انقطاع في التنفس؛ لكنه سيعاني من نوم متقطع".

ويمكن أن يكون الشخير خفيفاً؛ ولكن يجب أن تكون حذراً دائماً، وأن تتأكد من عدم وجود صعوبة في التنفس خلفه. ويعد تشخيص هذا الاضطراب أمراً سهلاً، ويمكن للطبيب العام الكشف عنه بسهولة؛ إذ دائماً ما يكون اضطراب توقف التنفس أثناء النوم مصحوباً بعلامات أخرى.

الليل مخصص للنوم

ميشيل بيلارد: "هذا صحيح، فطبيعة الإنسان هي أن ينشط في أثناء النهار وينام خلال الليل؛ لكن وبسبب أسلوب الحياة المعاصرة التي تفرض تشغيل العديد من الخدمات على مدار الساعة، مثل الخدمات الطبية، والشرطة، والإطفاء، وما إلى ذلك؛  يعمل 15 إلى 20% من الأفراد ضمن جداول عمل تتعارض مع ساعات نومهم. ورغم أنه ليس من الطبيعي أن يعمل الفرد في الساعة الثالثة صباحاً، فإن البعض يتكيف بشكل جيد مع نظام العمل هذا، بينما يواجه البعض الآخر صعوبةً أكبر؛ تتمثل في عدم قدرتهم على النوم بشكل طبيعي دائماً.

السبب؟ لم يعد النوم في أثناء النهار منظماً كما ينبغي، فإما أن هؤلاء الأشخاص يجدون صعوبة في النوم، أو أنهم لا يحصلون على الساعات الكافية منه. على سبيل المثال: رجل يعمل من الساعة 9 مساء حتى الساعة 5 أو 6 صباحاً، وينام 4 أو 5 ساعات فقط خلال النهار؛ بدلاً عن النوم 8 ساعات يومياً، وهو أقل بساعتين إلى ثلاث ساعات من معدل نوم الشخص الذي يعمل في أثناء النهار. ولا ترجع قلة عدد ساعات النوم خلال النهار إلى مؤثرات معينة كالضوضاء أو تسلل ضوء النهار إلى الغرفة؛ إنما يرجع ذلك ببساطة إلى أننا لا نستغرق في النوم خلال النهار كما نفعل خلال الليل.