4 عوامل أساسية للعثور على شريك حياتك المناسب

4 دقائق
شريك الحياة المناسب
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: لا يفهم الكثيرون أسباب فشل حياتهم العاطفية على الرغم من قناعتهم بأنهم وجدوا شريك الحياة المناسب؛ لكن ما تجب معرفته هو أنه حينما تتحكم مشاعرنا فينا يصعب علينا اتخاذ قرار عقلاني وتقييم شريك الحياة المحتمل بطريقة صحيحة. فعلى الرغم من أن الحب بين الطرفين عامل أساسي لنجاح العلاقة، ثمة عوامل أخرى من الضروري أخذها بعين الاعتبار لتأسيس علاقة حب متينة تتسم بالديمومة، ونعرفكم إليها في المقال التالي.

وفقاً للأبحاث العلمية؛ ثمة 3 عوامل يجب أخذها بالاعتبار خلال البحث عن شريك الحياة المناسب، وهي غالباً غير معروفة للناس حتى الآن.

يمثل العثور على شريك الحياة المناسب أحياناً رحلة مليئة بالمزالق وخيبات الأمل، فعلى الرغم من الوسائل المختلفة المتاحة للعُزّاب في هذا العصر، ولا سيما تطبيقات المواعدة الكثيرة، فإن إنشاء علاقة صحية تتسم بالديمومة اليوم قد يكون أصعب من أي وقت مضى.

وقد كانت للعلم كلمته في هذا الموضوع؛ إذ تناوله العديد من الأبحاث ومن بينها دراسة جديدة كشفت عن عوامل ذات تأثير كبير في نجاح العلاقة العاطفية لكننا نتجاهلها، ونُشرت هذه الدراسة التي تتحدث عما يسمَّى "نظرية تقييم الشريك" في المجلة العلمية "سايكولوجيكال ريفيو" (Psychological Review)، في أبريل/ نيسان 2023.

حلل الباحثون عقوداً من الدراسات حول المواعدة والعلاقات العاطفية، وتوصلوا إلى وجود 3 عوامل رئيسة مختلفة لها دور جوهري في نجاح هذه العلاقات؛ ولكنها تفوت العديد من الأزواج في كثير من الأحيان ما يؤدي إلى خيبات الأمل والحسرات، فما هي هذه العوامل التي تجب مراعاتها؟ وكيف يمكنك اغتنامها لتعزيز فرص نجاح حياتك العاطفية؟ إليك الإجابة فيما يلي.

أهم 4 عوامل للعثور على شريك حياتك المناسب

لا يفهم الكثيرون أسباب فشل حياتهم العاطفية على الرغم من قناعتهم بأنهم وجدوا شريك الحياة المناسب؛ لكن ما تجب معرفته هو أنه حينما تتحكم مشاعرنا فينا يصعب علينا اتخاذ قرار عقلاني وتقييم شريك الحياة المحتمل بطريقة صحيحة، فعلى الرغم من أن الحب بين الطرفين عامل أساسي لنجاح العلاقة، ثمة عوامل أخرى من الضروري أخذها بعين الاعتبار لتأسيس علاقة حب متينة تتسم بالديمومة.

يقول الدكتور إيستويك (Dr. Eastwick) وهو أحد مدراء البحث: "كشف البحث عن 4 جوانب رئيسة على المرء مراعاتها عند البحث عن شريك حياة مناسب"، وهي كما يلي:

الصفات الملائمة

من البديهي أن تكون الصفات التي نرغب في وجودها لدى شريك الحياة أولوية بالنسبة إلينا، وهي تمثل ما نحب أن يتمتع به الآخر ونراه ضرورياً بالنسبة إلينا لنشعر أننا عثرنا على الشخص المناسب ولنجاح العلاقة. نضع جميعاً، بوعي أو غير وعي، قائمة الصفات التي نرغب في وجودها لدى شريك الحياة المستقبلي ونرتكز على هذه القائمة حينما نود الاختيار؛ لكن الأبحاث أثبتت أن هذا غير كافٍ وأن الاعتماد على قائمة الصفات المرغوبة فقط سيؤدي إلى فشل العلاقة، وفي ما يلي المعايير الثلاثة الأخرى التي يجب أخذها بعين الاعتبار لبناء علاقة عاطفية ناجحة.

البيئة الاجتماعية والثقافية

في أغلب الأحيان نتجاهل هذا المعيار، وبخاصة في بداية العلاقة العاطفية، ومع ذلك فهو أساسي، وتُقصد به مجموعة القواعد الثقافية والدينية والبيولوجية التي تشترك فيها مجموعة اجتماعية. ويقول الدكتور إيستويك: "في أغلب الأحيان، تحدد بيئتنا الاجتماعية الثقافية الصفات والمعايير المطلوب توافرها لدى شريك الحياة دون أن نعي ذلك"، وهو عامل يؤكد المختص ضرورة أخذه في الاعتبار عند اختيار شريك الحياة؛ لأن الاختلافات الكبيرة جداً في هذا الجانب، تخلق عدم توافق على المدى الطويل، وهو ما أكده العديد من الأبحاث.

التاريخ الشخصي

يُقصد بالتاريخ الشخصي شخصية المرء الفريدة والتطلعات العاطفية التي كوّنها استناداً إلى علاقاته السابقة والمشكلات التي واجهها؛ مثل الاعتماد العاطفي والحساسية المفرطة تجاه الرفض وتدني مستوى تقدير الذات. تمثل تجارب المرء وشخصيته ونظرته إلى الحياة عاملاً حاسماً في تحديد اختياراته العاطفية؛ ومن ثَمّ فمن المستحسن أن يكون على دراية بهذه النواحي واستشارة مختص نفسي بشأنها إذا لزم الأمر.

التاريخ العاطفي

يشمل هذا الجانب علاقات المرء العاطفية السابقة والتجارب التي خاضها مع شريك معين والأنماط العاطفية التي اتبعها، يقول مدير الدراسة المشارك، الدكتور فينكل (Dr. Finkel): "مع نمو العلاقة واستمرارها، تزداد الألفة بين الطرفين ويكشف كل منهما للآخر عن الجوانب المخفية من نفسه، وبمرور الوقت تحدد هذه الجوانب مدى التوافق والتقارب بينهما". لذلك؛ فإن الصفات التي نحبها ونتمنى وجودها لدى الآخر تتحدد من تجاربنا الخاصة السابقة، سواء تركت في أنفسنا أثراً إيجابياً أو سلبياً.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر حس الفكاهة في علاقتك بشريكك؟

كيف توظف العوامل السابقة لتجد شريك حياتك؟

يركز الناس بمعظمهم على عامل التوافق الأول في العلاقة العاطفية؛ أي صفات الشريك المثالي فقط، في حين أنهم يهملون العوامل الثلاثة الأخرى؛ ما يؤدي إلى فشل العلاقة فالشريك الذي تختاره قد لا يتوافق معك ثقافياً أو دينياً. من جهة أخرى، قد تؤدي أحياناً الفجوة بين التوقعات الشخصية من العلاقة وبين حقيقتها إلى الانفصال، فالاعتماد على الصفات المثالية للشريك المحتمل فقط حين اختياره يعني إهمال العناصر الأخرى التي لها دور معين في التوافق العاطفي أو في الحفاظ على انجذاب قوي ومستمر بين الطرفين، ولتجنب خيبات الأمل والحسرات، إليك كيفية تطبيق نظرية تقييم شريك الحياة المحتمل وفقاً لما أورده المختص النفسي جيريمي نيكلسون (Jeremy Nicholson) في دورية "سايكولوجي توداي" (Psychology Today):

العامل الاجتماعي والثقافي

تترسخ الأفكار الاجتماعية والثقافية في كل منا؛ إذ نتشبع بها بشدة دون أن نعي ذلك تماماً وهكذا فقد نقع في حب الآخر بسهولة بميزاته وعيوبه، لما يتمتع به من جمال أو ذكاء أو كاريزما، ومع ذلك، فإن التوافق الفكري والثقافي سيُحدث فرقاً في جودة العلاقة ومدى استمراريتها على المديَين المتوسط ​​والطويل. ويقول مختص علم النفس: "الشعور بالسرور من العلاقة شيء، وبناء حياة مشتركة شيء آخر".

تاريخك الشخصي

تكشف مشاعرك وتجاربك السابقة الكثير عنك؛ إذ إن تدني احترام الذات أو الميل إلى الاعتماد العاطفي مثلاً، يؤثر مباشرة في اختيارك للشريك ومدى رضاك عن العلاقة في نهاية الأمر؛ ومن ثَمّ من المهم أن تعي ذلك وتتأمل نفسك بجدية لتتمكن من تطويرها وتحريرها من الماضي. وعلى هذا النحو، لن تؤثر علاقاتك العاطفية السابقة في حاضرك بعد الآن وستتبنى نظرة جديدة مختلفة إلى شريك الحياة المحتمل.

اعلم أنه لا وجود للشريك المثالي

من الحسَن أن نحدد الصفات التي نريدها في شريك الحياة، وعلى الرغم من ذلك فإنه من الضروري أن ندرك أن لكل منا ميزاته وعيوبه وأن العلاقة الصحية والناجحة تتطلب بعض التنازلات؛ لذلك حدد الصفات الأساسية التي ترغب في وجودها لدى الطرف الآخر لكن تذكر أنه لا شخص كامل.

ويضيف المختص النفسي جيريمي نيكلسون: "المهم هو أن تعثر على الشخص الذي تتواءم عيوبه مع ميزاتك والعكس بالعكس؛ أي لا تنشد الكمال في علاقتك بالآخر بل التكامل". خلاف ذلك، فإنك قد تعاني حالة دائمة من عدم الرضا العاطفي ولن تتمكن من إنشاء العلاقة التي تحلم بها.

اكتب مع شريكك قصة حبكما الفريدة

حينما تتعرف إلى شريكك حياتك، حدد الفارق المميز الذي يحدثه في علاقتكما، ما قصة الحب التي تكتبانها معاً؟ ما الصفات التي يحبها كل منكما في الآخر ويقدرها؟ من خلال المضي قدماً في العلاقة مع وضع هذه النقاط في الاعتبار، ستتمكنان من إنشاء رابطة خاصة بينكما تمنح علاقتكما قيمة لا تقدر بثمن، وتعزز نجاحها وديمومتها.

اقرأ أيضاً: 3 نصائح لتتغلب على خوفك من عدم عثورك على شريك حياتك.

المحتوى محمي