الانفصال في العلاقات الزوجية أو العاطفية واقع لا يمكن الهروب منه في بعض الأحيان. قد تفرض الظروف على أحد الشريكين أن يقرر الانفصال عن الآخر لأسباب عديدة؛ لكن لحظة إعلان هذه القطيعة تمثل اختباراً صعباً للطرفين معاً. فكيف يمكن إخبار الشريك بهذا القرار دون ترك أمل زائف أو التعبير عن تعاطف وهمي؟ إليك الإجابة.
خلافاً لما قد نعتقده، من الممكن أن ننهي العلاقات الزوجية بإحسان. هناك عبارات يجب تجنّبها لأنها تبدو لطيفة لكنها ليست كذلك في الحقيقة ولا تسمح بهذا الانفصال الودي.لا أحد منّا يحب أن يمر بهذه المرحلة المؤلمة؛ لكن قد يتعين علينا أحياناً التعامل مع حتمية الانفصال عن شريك الحياة. لإنهاء العلاقة بطريقة ناجحة وتجنب معاناة الشريكين، من الضروري أن يبحثا عن أفضل أسلوب.
إذا كانت فرصة "الانفصال الناجح" ممكنة، فقد يحدث ذلك أيضاً بطريقة سيئة، حتى لو كان كل من الاحترام والمودة والتعاطف جزءاً من هذه العملية؛ بل قد نظن أحياناً أننا نُحسن صنعاً فنسقط في فخ استخدام بعض العبارات المبتذلة التي يكون أذاها أكثر من فائدتها. إليك بعض الأمثلة.
3 عبارات تعاطف مزيفة يجب تجنبها عند القطيعة
سمعنا جميعاً من قبل في الأفلام السينمائية أو القصص التي يرويها الأصدقاء، أو خلال تجاربنا الشخصية أسوأ عبارات الانفصال والقطيعة. نقصد بها تلك العبارات التقليدية الأكثر استخداماً لإعلان إنهاء علاقة معينة. هناك عبارات صادقة، ربما أكثر من اللازم، وقد تكون قاسية أحياناً؛ مثل تلك التي تعبر عن غياب الأحاسيس أو حاجة الشريك إلى التحرر أو عثوره على شريك آخر. لكن هناك أيضاً عبارات غامضة لا معنى لها، ينتشر استخدامها على نطاق واسع مثل عبارة: "لستَ السبب؛ بل أنا السبب".
مع ذلك، فإن أكثر العبارات غير الصحية هي تلك التي نعتقد خطأً أنها تعبر عن التعاطف. تقول المختصة في علم النفس ليزا ماري بوبي (Lisa Marie Bobby) في تصريح لقناة سي إن بي سي (CNBC): "التعبير عن الحب والاهتمام الحقيقيين يرتكز على التحدث بصدق حول مشاعرك والأسباب التي قادتك إلى هذه النتيجة". لخوض هذه المحادثة الصريحة، تنصح الخبيرة بتجنب 3 عبارات:
- "لستُ في وضع يسمح لي بالانخراط في علاقة حالياً": ترى ليزا ماري بوبي أن هذه العبارة المستخدمة في إعلان القطيعة مجرد عذر لإخفاء الحقيقة؛ إذ يتجنب قائلها تقديم الأسباب الواضحة لقراره؛ وهذا ما يدفع شريكه إلى طرح العديد من الأسئلة. علاوة على ذلك، فإن الإشارة في هذه اللحظة إلى عدم الاستعداد لبناء علاقة قد تمنح أملاً زائفاً للشريك في المستقبل.
- "أرجو أن نظل أصدقاء": تتطلب القطيعة فرض الحدود بين شخصين، ويؤدي اقتراح استمرار الصداقة بينهما إلى غموض هذه الحدود وترك بعض الأمل على المدى الطويل؛ وهذا ما قد يكون مؤذياً.
- "تستحق الأفضل": توضح خبيرة العلاقات ريتشل دي آلتو (Rachel DeAlto) في تصريح لقناة سي إن بي سي: "قد تبدو هذه العبارة غير صادقة ومعبرة عن نوع من التعالي ومحاولة للتنصل من مسؤولية القطيعة".
5 قواعد يجب احترامها من أجل قطيعة ناجحة
سواء كانت القطيعة بعد اتفاق بين الطرفين أو أحادية الجانب، أو كانت هادئة أو مفجعة، فإنها تظل مؤلمة في الأحوال كلها، وإن أصعب مرحلة فيها هي خطوة المحادثة الخاصة بإعلان إنهاء العلاقة. متى يمكننا خوضها؟ وكيف نفتح موضوع القطيعة؟ وماذا نقول عنها؟ ومتى نترك الشريك يعبّر عن رأيه؟
إذا كانت القطيعة إجراء تصعب السيطرة عليه، فثمة قواعد يجب احترامها لتجنب المعاناة وسوم الفهم وكتمان بعض المشاعر والأفكار:
- توقفْ عن تأجيل الأمر: يجب أن تعرف منذ البداية أنه لا يوجد وقت أمثل للانفصال عن الشريك. إذا أجلت الأمر فستسجن نفسك في علاقة فاشلة ستسبب لكما التعاسة.
- تحمّل شعورك بالذنب: اِنس الرسائل النصية أو أساليب التلاعب بالظهور والاختفاء، وواجه هذا الشريك الذي تريد الانفصال عنه، ولا تحاول حماية نفسك وتجنّبَ الشعور بالذنب.
- اشرح الأسباب: تقول المختصة في علم النفس ليزا لوتيسييه (Lisa Letessier): "كلما شرحت أسباب القطيعة أكثر، سهُل على شريكك تجاوز الأمر، إنّ ما يولد المعاناة البالغة هو غياب الفهم والغرق في دوامة الأسئلة المستمرة".
- واجِه شريكك: تعاطفْ مع شريكك وأظهر استعدادك للإصغاء إليه وتفهّمك لمشاعره.
- كن صريحاً: "من المهم أن تكون صريحاً ما أمكن في كلامك عندما ترغب في الانفصال عن شخص ما، وإلّا ستمنحه أملاً وتمنعه من تجاوز مرحلة الحداد وطي صفحة الماضي".