ملخص: في بعض الأحيان، قد تشعر أنك مستَبعد من المجموعة التي تنتمي إليها، سواء كنا نتحدث عن زملاء العمل أو الأصدقاء أو حتى ضمن العائلة، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع التهميش واستعادة مكانك بين أفراد المجموعة مجدداً.
من الطبيعي أن تشهد العلاقات ضمن المجموعة بعض التقلبات، وقد يبدو الترابط بين أفرادها ضعيفاً فيجد بعضهم نفسه مُهمَلاً من قِبل الآخرين، وسواء كان هذا التهميش متعمَّداً أو لا فإن شعور المرء بأنه مستبعد لا يسره، وقد يدفعه إلى الظن بأنه لا يعني شيئاً لهؤلاء الأشخاص.
وعن ذلك، قالت عالمة النفس هولي شيف (Holly Schiff) في مقابلة لموقع "سايك سينترال" (PsychCentral): "يؤثر شعور المرء بالاستبعاد أو الرفض أو الإهمال سلباً في تقديره لذاته؛ الذي يبنيه من خلال علاقاته الشخصية مع الآخرين".
لكن على الرغم من أن إحساسك بالاستبعاد حينما يتعامل معك أفراد المجموعة بهذه الطريقة هو إحساس صحيح تماماً، فإن هذا لا يعني أنه لا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك، فثمة عدة طرائق للتعامل مع المشكلة.
الأسباب الثلاثة المحتمَلة لتعرضك إلى التهميش
في دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي" (Personality and Social Psychology)، حدد باحثون سويسريون 3 تفسيرات محتمَلة لتعرض الفرد إلى التهميش ضمن المجموعة؛ الأول هو شعور أفراد المجموعة بأنه انتهك قواعد العلاقة بينه وبينهم. وتقول أستاذة علم النفس سوزان كراوس وايتبورن (Susan Krauss Whitbourne) لموقع "سايكولوجي توداي" (Psychology Today): "على سبيل المثال؛ أعطيتَ رأيك في مسألة خاصة دون أن يطلبه الشخص المعنيّ".
التفسير الثاني يتعلق بتطلعات أفراد المجموعة من الشخص؛ أي ما يمكنه تقديمه لعلاقته بهم وللمجموعة ككل، أما التفسير الأخير فهو تعرض الفرد إلى الوصم الذي يؤدي إلى استبعاد الآخرين له. حينما تحدد سبب استبعادك ستتمكن من معرفة كيفية تصحيح الموقف، إذا كان ذلك ضرورياً، فقد تتعرض لتهميش متعمّد ولا مبرر له أحياناً؛ ومن ثم من المهم أن تنتبه إلى أي سلوك مؤذٍ قد تتعرض له.
تواصَل مع الآخرين
جاء على موقع "هليث لاين" (Healthline): "إذا كنت تشعر بعدم الأمان وتقلل من قيمتك الذاتية حينما تتعرض للرفض في المجموعة، فحاول ألا تدع انطباعك الأول يقودك"، وأفضل طريقة لكي تتجنب الافتراضات تكون التواصل مع الشخص المعنيّ، فحينما تثق بمشاعرك وتطلب تفسيرات منه ستتمكن من معرفة أسباب تعرضك للتهميش.
إذا كان ثمة سبب محدد فاعمل على إصلاح الأمر؛ مثلاً إذا انتقدك الآخر لعدم الاتصال به أو منحه الاهتمام والوقت الكافيين، فستتضح لك الرؤيا بما يسمح لك بتغيير الموقف.
تأمَّل الموقف ملياً
إذا لم تحصل على تفسير واضح، فحاول أن تستجوب نفسك، وليس الهدف من هذا الاستجواب الحط من شأنك؛ بل تحليل الإشارات التي قد ترسلها إلى الآخرين: هل تبدأ المحادثات عادة؟ هل توجه حديثك إلى أفراد المجموعة جميعهم؟ هل أنت شخص منفتح على الآخرين؟ هل تتسم بسرعة الانفعال؟ ستساعدك هذه الأسئلة على فهم سبب تهميشك.
وجاء في موقع "هيلث لاين": "وإذا لم تتمكن من الإجابة عنها بطريقة موضوعية، فاطرحها على شخص تثق به". وكذلك، يمكن أن يكون هذا السؤال فرصة لتسأل نفسك عما تقدمه لك المجموعة؛ إذ قالت هولي شيف، ضمن حديثها لموقع "سايك سينترال": "اغتنم الفرصة لتحدد ما يمثل لك أولوية في العلاقة وتعرف أهمية محيطك الحالي بالنسبة إليك".
اقرأ أيضاً: لماذا يزداد ألم الرفض عند البعض؟ وكيف يمكنه تجاوزه؟