ما هو “وجه الكورتيزول” الذي تصدر ترند تيك توك؟ وكيف تتجنب الإصابة به؟

5 دقيقة
وجه الكورتيزول
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: تصدر ترند "وجه الكورتيزول" (Cortisol Face) منصة تيك توك، وذلك حين تحدثت المؤثرة الأميركية ماندا زارغامي عن تجربتها مع وجه الكورتيزول، وكيف أدى التوتر إلى انتفاخ وجهها، والحقيقة أن ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول قد يؤدي إلى حدوث "وجه الكورتيزول" أو "وجه القمر". ويمكن القول إن الضغط النفسي قد يؤدي إلى انتفاخ الوجه بسبب عملية تكوين الدهون. علاوة على ذلك، فإن المستويات المرتفعة من الكورتيزول تسبب احتباس الماء والصوديوم في أنسجة الوجه؛ الأمر الذي يجعل الوجه يبدو منتفخاً. وحتى تتجنب الإصابة بوجه الكورتيزول، عليك كتابة ما يشغل تفكيرك حتى تحد من تعرضك إلى التوتر، وحاول الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية لأنها تقلل التوتر وتجدد حالة دماغك وجسدك، ويمكنك أيضاً فعل الأشياء التي تحبها، إلى جانب ممارسة اليقظة الذهنية بتركيزك على الاستغراق في اللحظة الحالية.

"اطمئن، ملامحك ليست سيئة؛ الأمر كله أنك تعاني الإصابة بوجه الكورتيزول"! وجهت مؤثرة الصحة الأميركية، ماندانا زارغامي (Mandana Zarghami)، هذه الكلمات عبر فيديو على منصة تيك توك؛ حيث أكدت للمشاهدين إنها بدأت رحلة تعافيها بعد زيارة الطبيب في عام 2020؛ حيث أخبرها طبيبها في ذلك الوقت بأن التوتر هو المسؤول عن انتفاخ وجهها على نحو واضح، فما المقصود بوجه الكورتيزول (Cortisol Face)؟ وهل يمكن أن ينعكس الضغط النفسي على ملامح وجهك؟ الإجابة من خلال هذا المقال.

ما هو وجه الكورتيزول (Cortisol Face) ؟

عُرف مصطلح "وجه الكورتيزول" للمرة الأولى عبر ترند تصدر على منصة تيك توك، وهو يشير إلى الانتفاخ الذي يحدث في الوجه بسبب ارتفاع مستويات الكورتيزول، ويمكن القول إن الجسم عندما يتعرض إلى التوتر، فإنه يفرز الكورتيزول المعروف أيضاً باسم "هرمون التوتر".

وفي هذا السياق، توضح طبيبة الأسرة، برينا كونور (Brynna Connor)، إن الوظيفة الرئيسة للكورتيزول هي تنظيم استجابة الجسم للتوتر؛ لأنه يساعد أجسامنا على التعامل مع حالات الطوارئ، ويمكن أن تتسبب المستويات المرتفعة منه في الجسم بعض الانتفاخ والتورم بسبب التوتر. وفي سياق متصل، يؤكد المختص النفسي أسامة الجامع إن التعرض إلى الضغوط المستمرة يظهر أثره في مظهرك، فمن الممكن أن تجعلك تبدو بسن أكبر من سنك الفعلية. علاوة على ذلك، فإن تعرضك إلى ضغوط مستمرة مدةً لا تقل عن عامين، يظهر أثره في مظهرك بعد مدة، وينصح الجامع بضرورة تعلم مهارة إدارة الضغوط والانتباه إلى نمط الحياة التي تعيشها.

ما هو الفرق بين "وجه الكورتيزول" و"وجه القمر"؟

وجه القمر هو تورم يتراكم على جانبي وجهك؛ ما يجعله يبدو منتفخاً ومستديراً مثل القمر المكتمل. ويمكن أن يؤدي تراكم رواسب الدهون في جانب الجمجمة إلى جعل وجهك مستديراً إلى درجة أنك لا تستطيع رؤية أذنيك من الأمام، وتجدر الإشارة إلى أن "وجه القمر" ليس مؤلماً أو خطِراً؛ ولكن نظراً إلى أنه يغير مظهرك، فقد يؤثر في احترامك لذاتك، وعادة ما يحدث وجه القمر بسبب إفراز كمية عالية من الهرمونات مثل الكورتيزول. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الخلل الهرموني إلى زيادة الوزن واحتباس الماء؛ ما يسبب تورم ورواسب دهنية في وجهك وحوله، وقد يبدو وجهك مثل وجه القمر.

ويمكن القول إن كلاً من "وجه الكورتيزول" و"وجه القمر" ينبعان من وجود كمية مرتفعة من الكورتيزول في الجسم بسبب الإجهاد والتوتر. وعلى الرغم من ذلك، فإن "وجه الكورتيزول" مؤقت ويمكن تجنبه باختيارات نمط حياة أفضل مثل ممارسة الرياضة أو التأمل؛ أما "وجه القمر" فهو أحد أعراض مشكلة طبية كامنة أعمق وتجب معالجته مع طبيب متخصص.

اقرأ أيضاً: نصائح ذهبية للسيطرة على الضغط النفسي والسكري

لماذا قد يؤدي الضغط النفسي إلى إصابتك بوجه الكورتيزول؟

عندما يزيد مستوى هرمون الكورتيزول في الجسم، تحدث عملية تكوين الدهون؛ ما يؤدي إلى وجود أنسجة دهنية خاصة حول الوجه والرقبة والبطن. علاوة على ذلك، يمكن أن تسبب المستويات المرتفعة من الكورتيزول احتباس الماء والصوديوم في أنسجة الوجه؛ الأمر الذي يجعل الوجه يبدو منتفخاً.

ومن الجدير بالذكر إن "وجه الكورتيزول" لا يوجد لدى كل من يعاني الإجهاد والتوتر، وفي بعض الأوقات، قد يحدث لأسباب مختلفة بعيداً عن التوتر مثل تناول المنشطات والإصابة بمتلازمة كوشينغ (Cushing Syndrome)؛ وهي اضطراب هرموني يسبب أعراضاً تُعرف باسم "وجه كوشينغ". تشمل هذه الأعراض زيادة الوزن والالتهاب والتورم وانتفاخ الوجه وضعف العضلات، وعادة ما تحدث هذه المتلازمة حين ينتج الجسم الكثير من الكورتيزول. ويضيف مورثي، إن "وجه الكورتيزول" يكون أكثر وضوحاً إذا كان الشخص يعاني التوتر المزمن.

ويتعقد الموقف في المرحلة الأخيرة من التوتر المزمن؛ إذ تستنفد الغدد الكظرية من الطلب المستمر على إنتاج الكورتيزول، ويمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى نمط غير منظم لإطلاق الكورتيزول، مع ارتفاعات وانخفاضات محتملة؛ ما يسبب بدوره تورم الوجه. علاوة على ذلك، فإن ارتفاع الكورتيزول فترةً طويلة يثبط الجهاز المناعي؛ وهذا يزيد قابلية الإصابة بالعدوى والالتهابات التي يمكن أن تسهم أيضاً في تورم الوجه.

ما هي الأسباب الأخرى المحتملة التي قد تؤدي إلى انتفاخ وجهك؟

إذا لاحظت أن وجهك يبدو منتفخاً أكثر من المعتاد، فقد تتساءل عما يمكنك فعله لعلاجه، أولاً وقبل كل شيء، عليك معرفة الأسباب التي تسهم في انتفاخ الوجه؛ مثل:

1. العوامل الغذائية: يؤدي تناول كميات كبيرة من الملح إلى احتباس الماء ومن ثَمّ تورم الوجه.

2. الإصابة بالحساسية: يمكن أن تسبب ردود الفعل التحسسية تورم الوجه.

3. الأدوية الطبية: يسبب بعض الأدوية؛ مثل الستيرويدات (steroids)، احتباس السوائل والانتفاخ.

4. الحالات الطبية: يسبب بعض الحالات الطبية؛ مثل قصور الغدة الدرقية أو أمراض الكلى، تورم الوجه.

5. اضطرابات النوم: يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم إلى احتباس الماء ومن ثَمّ تجعل وجهك يبدو منتفخاً.

اقرأ أيضاً: كيف يؤدي الضغط النفسي إلى الإصابة بالبهاق؟وكيف تتعامل معه؟

كيف تحد من الضغط النفسي وتتجنب وجه الكورتيزول؟

يعد الضغط النفسي والتوتر جزءاً من الحياة اليومية؛ بداية من المواقف البسيطة وحتى الأزمات الكبرى، وعلى الرغم من أنك لا تستطيع التحكم في ظروفك، يمكنك التحكم في طريقة استجابتك لها. وحتى لا يتجسد الضغط النفسي في ملامح وجهك، حاول اتباع النصائح التالية:

1. اكتب ما يشغل تفكيرك

ينصح الطبيب النفسي، بندر آل جلالة، بضرورة كتابة ما يشغل تفكيرك حتى تتعامل مع الضغوط النفسية. ويضيف آل جلالة، في أثناء الكتابة، حاول تقسيم المشكلات إلى مشكلات تتطلب حلولاً، وأمور لا يمكنك أن تفعل حيالها شيئاً. فيما بعد، قسّم المشكلات إلى عاجلة وأخرى غير عاجلة، وركز على إيجاد حلول لتلك المشكلات، وحوّل تركيزك إلى أفعال وأفكار.

2. ابدأ ممارسة التمارين الرياضية

ادمج التمارين الرياضية في روتينك اليومي، ونفّذ تغييرات عملية مثل المشي إلى محل البقالة عوضاً عن استقلال السيارة، وتذكر أن المشي يسمح لك بالاستمتاع بتغيير المشهد؛ ما يجعلك في حالة ذهنية مختلفة، ويجدد عقلك وجسدك.

3. مارس اليقظة الذهنية

حاول أن تعيش اللحظة الحالية؛ انتبه إلى ما تراه وتسمعه وتتذوقه وتلمسه وتشمه، وعندما تركز على الحاضر، فلن تتمكن من التفكير في شيء حدث بالفعل، ولا يمكنك القلق بشأن شيء في المستقبل. يتطلب التأمل واليقظة الذهنية التدريب؛ لكنهما قد يُحدثان فرقاً كبيراً في مستوى التوتر والضغط النفسي لديك لأنهما يعيدانك إلى الحاضر.

4. افعل الأشياء التي تجلب لك السعادة

اكتب الأشياء التي تجلب لك السعادة مثل الأنشطة المرحة، واسأل نفسك عن آخر مرة فعلت تلك الأشياء. بعد أن تضع قائمتك، ابدأ بتنفيذ بنودها وتذكر أن السعادة تُمكنها مقاومة التوتر والضغط النفسي.

5. احصل على قسط كافٍ من النوم

يمكن أن يقلل وجود روتين ليلي ثابت التوتر على نحو كبير؛ لهذا اذهب إلى السرير في الموعد نفسه، وافعل بعض الأنشطة التي يمكن أن تريح جسدك؛ مثل التأمل والاستحمام الدافئ وتناول كوب من البابونج، وتجنب تناول القهوة قبل النوم بوقت كافٍ، ولا تتصفح هاتفك في ذلك الوقت تجنباً للضوء الأزرق.