هل ينسيك حبك الجديد علاقتك القديمة؟ خبراء يجيبون

2 دقائق
علاقة تضميد الجراح
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ليس هناك جرح أكثر إيلاماً من جرح الانفصال العاطفي. إنه يولد انكسار القلب والحزن والأسى، ويحتاج التعافي منه إلى بعض الوقت، وقد يطول أحياناً عمراً كاملاً. لكن بعض الأشخاص يلجؤون إلى حل سريع يتمثل في الانخراط في علاقة جديدة مباشرة بعد الانفصال. يسمي الخبراء هذا النوع من العلاقات "علاقة تضميد الجراح"، فهل تمثل علاجاً حقيقياً أم مجرد مشكلة جديدة؟ إليك الإجابة.

يسعى الكثيرون عندما يغرقون في الدوامة العاطفية التي يثيرها الانفصال عن الشريك إلى تضميد جراحهم النفسية بعلاقة جديدة. فهل يمثل هذا الحل المعروف باسم "علاقة تضميد الجراح" نهجاً فعالاً يساعد على تجاوز آثار العلاقة السابقة؟الانفصال عن شريك الحياة تجربة مؤلمة يسعى الكثيرون إلى تخفيف آلامها من خلال الانخراط بسرعة في علاقة جديدة.

تبدو هذه الاستراتيجية المعروفة باسم "علاقة تضميد الجراح" واعدة بالحصول على المواساة السريعة والنسيان المطلوب في مواجهة معاناة الانفصال. لكن وفقاً لما ذكرته المختصة النفسية، راندي غونتر (Randi Gunther)، في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)؛ فإن هذا النهج يمكن أن يكون مضللاً، وقد لا يعالج بالضرورة الجراح العاطفية التي تركتها العلاقة السابقة.

تشير غونتر إلى أن البحث عن علاقة جديدة للتعافي من أحزان الحب السابق يشكل ضغطاً على الشريك الجديد؛ إذ ليس من العدل أبداً أن تطلب منه علاج جراح لم يكن سبباً فيها. وبحسب المختصة النفسية؛ فإن الشفاء الحقيقي يجب أن ينبع من الذات قبل الانخراط في علاقة جديدة.

فهم الحداد العاطفي وتجاوزه

يبرز المقال الذي نشره موقع سايكولوجي توداي أهمية فهم الحداد العاطفي الشخصي وتجاوزه قبل الانخراط في علاقة عاطفية جديدة. فتحليل العلاقات السابقة بعمق قد يساعد على كشف السلوكيات غير الصحية المتكررة منذ الطفولة أو خلال هذه العلاقات الماضية، فقد يكون لهذه التصرفات اللاواعية في الغالب تأثير سلبي في العلاقات الجديدة إذا لم نأخذ الوقت الكافي لتحديدها وفهمها.

علاوة على ذلك، فإن كسر هذه الدورات السلبية يمكن أن يساعدنا على تجنب تكرار الأخطاء نفسها، والاستعداد جيداً لعلاقة صحية وأكثر توازناً في المستقبل. وترى راندي غونتر أن أخذ الوقت الكافي للتفكير في جوانب النجاح والفشل في العلاقات السابقة مفيد للفرد، وأفيد لشريك المستقبل. فهذه الخطوة لا تساعد على التعافي من جروح الماضي فحسب؛ بل تعين هذا الفرد على بناء علاقة جديدة على أسس متينة؛ ومن ثمّ تسهم في زيادة مستوى الرضا الشخصي والعاطفي.

مواجهة الواقع في أقرب وقت ممكن

تنبه المختصة النفسية راندي غونتر إلى نقطة مهمة: من الخطأ التركيز على الجوانب الإيجابية للعلاقة الجديدة فقط، وتجاهل الإشارات السلبية. تتسم بدايات العلاقة في الغالب بنظرة مثالية إلى الشريك؛ لكن هذه البداية الوردية لا تعني غياب المشكلات.

لذا؛ فإن التعامل مع هذه الجوانب السلبية منذ البداية عندما يكون بالإمكان حلّها ضروري لرفاهية الزوجين. في المقابل، قد يؤدي تجاهل هذه الجوانب السلبية إلى خيبة الأمل وتكرار حالات الفشل السابقة.

الحفاظ على شبكة دعم خارجية

الحفاظ على الصلات مع الأصدقاء وأفراد العائلة ضروري عندما ننخرط في علاقة عاطفية جديدة، فهؤلاء الأشخاص هم الذين يقدمون لنا أكبر دعم عاطفي، ولا سيّما في حال الانفصال عن الشريك. بفضل هذه الشبكة الداعمة، تتجنّب مواجهة فترة الحداد على العلاقة بمفردك، علاوة على أنها تتيح لك وجهات نظر موضوعية حول علاقتك الزوجية، وتساعدك على أن تظل متصلاً بالواقع.

على الرغم من قوة إغراء علاقة تضميد الجراح بعد الانفصال عن الشريك، من الضروري أن تتريث قليلاً وتأخذ الوقت الكافي للتعافي بمفردك، قبل البحث عن مواساة نفسك في أحضان شريك جديد. فالتعافي من الجروح العاطفية يجب أن ينبع من ذاتك، وألّا تفرضه على شريكك الجديد. إذا اتّبعت نصائح الخبيرة النفسية راندي غونتر، من الممكن أن تنشئ قاعدة صلبة ومتينة لبناء علاقات مستقبلية صحية ودائمة.