انتهى زواج ماجد وسهام بالانفصال ولكن المميز في حالتهما هو أن طلاقهما لم يشهد نزاعات مالية أو نزاعات بشأن الأطفال؛ أي أنه كان ودياً تماماً ويرجع ذلك إلى نضجهما والاحترام المتبادل بينهما. نتعرف فيما يلي إلى قصة هذا الطلاق "الناجح".
لقد قابلنا الكثير من الأزواج المطلقين الذين خاضوا تجارب طلاق ناجحة وأبدوا حماساً للتحدث عن تجاربهم شريطة عدم تصويرهم وذلك حفاظاً على مصلحة أطفالهم.
ومع ذلك فقد شعروا بالتردد والارتباك والضيق في أثناء الكلام ولم يتمكنوا من الاستمرار، فعلى ما يبدو أن استحضار تلك المرحلة من حياتهم قد أصابهم بالضيق وأحيا في أنفسهم مشاعر ندم وأسى وخيبة كانت أشد إيلاماً مما توقعوا؛ وكأنه لا مفر من هذا الألم بصرف النظر عن الطريقة التي انفصل بها الطرفان والوقت الذي مضى على ذلك! وإذا تمكن بعض الأزواج من تجنب أسوأ ما في معارك الطلاق فإن قليلين منهم تمكنوا من قول إن طلاقهم كان "ناجحاً"، وتُعد حالة ماجد وسهام من ضمن هذه الأمثلة النادرة، وهما معنا اليوم ليخبرانا تفاصيل "طلاقهما الناجح".
سهام: "لدى أولادي صورة حسَنَة عني وعن والدهم".
تقول سهام: "أظن أننا انفصلنا بطريقة سليمة لأنه لم تكن لدي أي شكوى من ماجد بخلاف أن حياتنا معاً كانت رتيبة وهذا ما أصابني بالملل وأفقدني الشعور بلذة الحياة. لقد تجادلنا كثيراً حول أمور تافهة لا يمكننا تسميتها بالمشكلات لأن مشكلتي الحقيقية كانت أنني لم أعد أحتمل الحياة الزوجية؛ ولكن شعوري بالذنب تجاه أطفالي منعني من التحدث عن الطلاق، وعندما تحلى ماجد بالنضج والوعي الكافيَين لفتح الموضوع لم أعد أنظر إليه كعدو بل على العكس من ذلك فقد استعدت مشاعر الاحترام والمودة التي كنتُ أكنها لها فيما سبق.
لقد رتب الأمور المالية للطلاق بطريقة رائعة وخصص لي تعويضاً شهرياً، وأنا أسمح له بأخذ الأطفال لزيارته وقتما شاء ولا أتدخل في علاقته بهم بما في ذلك كيف يطعمهم أو كم من الهدايا يحضر لهم أو متى يذهبون إلى النوم ولا أبدي أي آراء سلبية عن زوجته الجديدة، والأهم هو أن لدى أطفالي صورة حسنة في أذهانهم عني وعن والدهم. وأعتقد أن أكبر مكسب لي كان حينما قال لي طفلي ذو الـ 8 سنوات ذات مرة بينما كنا نمشي في الشارع: "أنا سعيد جداً يا أمي"، حينها عرفت أنني وماجد تجنبنا أسوأ ما قد يجلبه الطلاق فعلاً".
ماجد: "موقفي من سهام هو هدية أقدمها لنفسي وأطفالي".
يقول ماجد: "كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياتنا معاً مليئة بالخلافات لدرجة أن كلينا شعر بالارتياح عندما فتحت موضوع الانفصال، ومن ثم فقد كان إنهاء زواجنا بطريقة صحيحة أمراً مهماً لنا ولأطفالنا حتى لو كنتُ أرى أن اللوم يقع على سهام فيما وصلنا إليه. ولكن لأنها من النوع الذي يرفض القيود فقد عرفتُ أن تشبثي بمواقفي يعني اندلاع معركة بيننا. وتعبيراً عن حبي لها فقد تركت لها إعداد ترتيبات الطلاق وفق ما تراه مناسباً، فتركت لها الشقة نزولاً عند رغبتها ولكيلا يشعر الأطفال بالضياع بسبب الانتقال إلى مكان جديد كما خصصت لها مبلغاً شهرياً مجزياً لأنها لا تملك دخلاً ثابتاً، وعلى الرغم من أنني قد وجدت ذلك مجحفاً بحقي نوعاً ما فقد قبلتُ تحمّل المسؤولية.
وصفني أصدقائي بالجنون لكنني لم أرغب في اتباع ترتيبات مماثلة لتلك التي يتبعها الآخرون عند الانفصال والتي تتخللها نزاعات مالية دائماً، فهذا الإنصاف أكبر هدية أقدمها لنفسي وأطفالي وأنا فخور بموقفي لأنه جنّبنا نزاعات عنيفة للغاية، وحتى اليوم أقابل سهام في جو يسوده الود".