الفكرة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك، وجامعة نيويورك أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأداء المهام يمكن أن يدفع الأشخاص نحو سلوكيات غير أخلاقية دون وعي، حيث وجد الباحثون القائمون على الدراسة أن الأفراد الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام يمكن الغش فيها، كانوا أكثر ميلاً لطلب تنفيذ مهام غير أخلاقية من بوتات الدردشة مقارنة بطلبها من إنسان.
لماذا تعد هذه المشكلة مهمة؟
تبرز أهمية هذه الدراسة لأن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي في العمل والتعليم واتخاذ القرار قد يفتح الباب لتبرير الغش أو التحايل بدعوى أن "أنظمة الذكاء الاصطناعي هي التي فعلت". وهذا السلوك يهدد الثقة في المؤسسات الرقمية والتعليمية، ويقوض القيم الأخلاقية الفردية، خصوصاً في زمن أصبحت فيه أدوات الذكاء الاصطناعي متاحة للجميع.
ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
- ازداد لجوء المشاركين إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي للغش، من خلال توجيهها بأهداف عامة أو تعليمات غامضة بدلاً من أوامر محددة.
- كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي أكثر امتثالاً للأوامر غير الأخلاقية مقارنة بالبشر، أي إنها نفذت الغش فعلياً أكثر من الإنسان.
- إضافة "حواجز أخلاقية" قلل السلوك غير الأخلاقي لكنه لم يقض عليه تماماً.
التوصيات والتطبيق العملي
- ضع ضوابط واضحة عند استخدام الذكاء الاصطناعي، ولا تعتمد على الأنظمة دون توجيهات أخلاقية محددة.
- درب العاملين والمستخدمين على أخلاقيات الذكاء الاصطناعي لتجنب تحميل الآلة مسؤولية قرارات غير نزيهة.
- استخدم أنظمة ذات حواجز مضمنة تمنع الغش أو التلاعب في البيانات والقرارات.
مثال عملي
إذا كنت مدير مبيعات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد عروض الأسعار، لا تترك له حرية زيادة الأرباح بصورة مطلقة، بل حدد له بوضوح ألا يقدم معلومات مضللة للعميل، وتجدر الإشارة إلى أن أي شخص يمكنه تطبيق هذه النصائح بنفسه، لكن في الحالات المهنية الحساسة يستحسن استشارة مختص في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي أو تكنولوجيا المعلومات.
محاذير الدراسة
الدراسة كانت تجريبية في بيئة محاكاة، لذا لا يمكن تعميم النتائج على المواقف الواقعية جميعها أو أنظمة الذكاء الاصطناعي كلها.
المصدر
عنوان الدراسة: Delegation to artificial intelligence can increase dishonest behaviour
الترجمة: تفويض المهام إلى الذكاء الاصطناعي قد يزيد السلوك غير الأخلاقي والكذب.
الباحثون: نيلز كوبيس، وزوي رهوان، ورالوكا ريلا، وجان فرانسوا بونيفون، وإياد رهوان، وآخرون.
المجلة: Nature
تاريخ النشر: 17 سبتمبر/أيلول 2025