كشفت دراسة بحثية حديثة أجرتها جامعة كوانتلين بوليتكنيك في كولومبيا البريطانية بكندا، شارك فيها ما يزيد على 300 شخص أكثرهم من النساء بنسبة 65%، أن ثمة ارتباطاً بين موسم الولادة وظهور أعراض الاكتئاب خلال مرحلة البلوغ، وقد صمم الباحثون المشاركون في الدراسة استقصاء مقطعياً لاختبار إذا ما كان موسم الولادة مرتبطاً بأعراض القلق أو الاكتئاب لدى البالغين، وقد جمعت بيانات المتطوعين عبر الإنترنت، وركزت الدراسة على معرفة العلاقة بين فصل الميلاد والإصابة بالقلق أو الاكتئاب، فماذا وجدت؟
ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
يعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً في أنحاء العالم جميعها، حيث يؤدي إلى تفاقم مشاعر الحزن، علاوة على ذلك، فإن انخفاض الإنتاجية بسبب الاكتئاب واضطرابات القلق يكلف الاقتصاد العالمي ما يقرب من تريليون دولار أميركي كل عام، وقد أظهرت دراسات سابقة ارتفاع خطر الإصابة بالفصام لدى الأفراد المولودين في أشهر الشتاء والربيع، وتحديداً بين ديسمبر ومارس في نصف الكرة الشمالي، ولهذا برز سؤال الدراسة الرئيسي عن العلاقة بين موسم الولادة وارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
وقد خضع المتطوعون المشاركون في الدراسة إلى استبيان مدته 20 دقيقة، وذلك من أجل تقييم شدة أعراض القلق والاكتئاب وفقاً لموعد الولادة، وقد أظهرت نتائج الدراسة ما يلي:
- ظهرت أعراض الاكتئاب لدى الرجال المولودين في الصيف أكثر من الرجال المولودين في فصول أخرى.
- تعاني الإناث مستويات أعلى من الاكتئاب إذا ولدن خلال فصلي الشتاء والربيع.
- لم تظهر أي علاقة بين موسم الولادة وارتفاع خطر الإصابة بالقلق لدى كل من الرجال والنساء.
- أظهر المشاركون العازبون أو المرتبطون درجات من الاكتئاب أعلى بكثير مقارنة بالمشاركين المتزوجين أو المطلقين أو الأرامل.
تجدر الإشارة إلى أن الدراسة، وجدت اختلافاً واضحاً بين الذكور والإناث فيما يتعلق بأعراض الاكتئاب؛ وأحد التفسيرات المحتملة هو التعرضات البيئية المرتبطة باختلاف الفصول، مثل تغير فترة التعرض لضوء الشمس، وتغذية الأم، والجينات، ومستوى الهرمونات، والإصابة بالأمراض المعدية الموسمية التي تؤثر في النمو العصبي، وتسهم في قابلية كل جنس للإصابة بالاضطرابات النفسية، هذا بالإضافة إلى عوامل أخرى ترتبط بالجغرافيا والبيئة، وطبيعة التنشئة الاجتماعية.
التوصيات والتطبيقات العملية
1- تعزيز التوعية بالصحة النفسية لدى الأشخاص المولودين في فصل الصيف، ومراقبة حالتهم النفسية خاصة في بداية البلوغ.
2- إدراج موسم الميلاد باعتباره عاملاً إضافياً في تقييم المخاطر النفسية في العيادات ومراكز الاستشارات النفسية.
3- إجراء أبحاث إضافية لفهم آليات التأثير البيولوجية والبيئية وراء هذه الظاهرة.
مثال عملي
إذا كنت مولوداً في الصيف وتشعر بانخفاض المزاج أو فقدان الحافز، فاحرص على متابعة صحتك النفسية بانتظام، خصوصاً في فترات الإجهاد، واستشر طبيباً نفسياً في حال ظهرت عليك أعراض الاكتئاب.
محاذير
اعتمدت الدراسة على بيانات مسحية ذاتية من عينة صغيرة نسبياً، ما يجعل النتائج غير قابلة للتعميم الكامل، كما أن التصميم المقطعي يمنع إثبات علاقة سببية مباشرة بين موسم الميلاد والاكتئاب.
المصدر
عنوان البحث: Investigating the association between season of birth and symptoms of depression and anxiety in adults
الترجمة: دراسة العلاقة بين موسم الميلاد وأعراض الاكتئاب والقلق لدى البالغين.
الباحثون: أرشديب كور، وميكائيل موكونين، وكايلي فيلاسكيز.
المجلة: PLOS Mental Health
تاريخ النشر: 30 يوليو/حزيران 2025