هل أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم؟

3 دقائق
دعاة التغيير

تشير عبارة "دعاة التغيير" إلى الرجال والنساء الذين يسوؤهم ما آل إليه العالم اليوم ويحاولون بدأب كل يوم تغييره إلى الأفضل. اكتشف إن كنت واحداً من هذه الشخصيات التي تَنشُد التناغم والتوازن في هذا العالم.

عوضَ أن يقف هذا النوع من الأشخاص كشأن بقية الناس مكتوفي الأيدي أمام مآل العالم؛ فإنهم قرروا محاولة تغييره بطريقتهم الخاصة. ما الذي يميّز هؤلاء الناس عن غيرهم؟ إنهم يشعرون باتصالهم الوثيق بقوة إلهية عُظمى تجعلهم يجدون في وجودهم في العالم غاية واحدة ألا وهي نشر الوعي والحب في حياتهم وحياة غيرهم دون تزمّت أو تعصّب. ربّما سرَت في قلبك رعشة خفيفة وأنت تقرأ هذه السطور؛ ولعلها إشارة إلى أن من المحتمل أن تكون أحد دعاة التغيير، لكن في البداية تأكد من أن المؤشرات التالية تنطبق عليك:

الشعور بفجوةٍ هائلة بينك وبين العالم في وضعيته الحالية

حين تناهض استغلال الإنسان والحيوان والأرض فأنت تفعل لا لدوافع أخلاقية فحسب؛ بل لأنك مدرك أن من شأن أفعال كهذه أن تجلب الدمار للجميع، بمن فيهم المروّجين والمنتفعين من هذا الاستغلال أنفسهم. تلمس فجوة هائلة بينك وبين سوق العمل الذي تحكمه الفردانية والمنافسة وعلاقات القوى؛ كما يؤلمك رؤية دخول الناس في صراع محتدم وتلاعبهم ببعضهم بعضاً واستعدادهم للدهس على الآخرين في طريقهم إلى الصدارة و إثبات الوجود.

الحساسية والتَقمّص الوجداني المُفرطان

وكما بوسع أصغر الأشياء أن إدهاشك وإدخال البهجة إلى قلبك؛ فإن بمقدور أصغرها أيضاً أن يجرحك ويؤذي روحك، كأن ترمومتر حساسيتك وتعاطفك قد ضُبط على أقصى درجة منذ أول يوم أبصرت فيه النور. فنجدك على اتصال مباشر مع كائنات العالم، فأنت تحس بالروح المختبئة في الأشجار والحيوانات، وتحدس آلام واحتياجات الآخرين دون أن يتكلموا، وتجسّ تقلبات الأرواح والمشاعر على الفور. ولأن مستقبلاتك الحسية والشعورية متيقظة على الدوام، فمن شأن هذه الكثافة الشعورية أن تُصعّب الحياة عليك أحياناً. وهذا لا يثنيك عمّا أنت فيه؛ إذ لست مستعداً للتنازل عن هذه الحساسية مقابل حساسية البشر العادية، لأنها وإن كانت مؤلمة فهي تخوّل لك الوصول إلى عمق الحياة.

الانشغال بالتحوّل الشخصي

حياتك عبارة عن طريق روحي وتوحد بين الجسد الروح ورحلة علاجية وجودية ينطبق عليها قول غاندي: "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم". أنت مقتنع أن تغلّبك على ما تواجهه من صعوبات في الحياة لا يتأتى إلا بالاشتغال الجادّ والدؤوب على الذات؛ فهذه الورشة الروحية هي الباب الذي يقود لا إلى نسختك المثالية فحسب بل إلى اكتشاف الطريق التي ستجعل الخير يعمّ عليك وعلى الآخرين.

الرغبة في إنقاذ الآخرين

دون تفكير، تضع رهن الإشارة وقتك وكل ما تملك، للقريب والبعيد على حد سواء. ولعل هذا يفسر لِمَ يجد أغلب دعاة التغيير أنفسهم ينتمون إلى شخصية ”المُعالج” (INFP) ضمن الشخصيات الـ 16 حسب مؤشر مايرز بريغز (MBTI)1. فأنت أول شخص يطرق بالنا ونلجأ إليه حين نحتاج إلى المساعدة لأننا متأكدون أن بابك لن يُغلَق في وجه السائل. أنت وسيط روحي؛ تجيد تخفيف التوترات وحلّ النزاعات، ويدفعك إلى ذلك رغبتك في تحقيق التناغم في العالم وإقامة العدل. تجد متعتك في تشجيع الآخرين والإطراء عليهم وإعادة الثقة إليهم والتعبير لهم عن الامتنان، فشعارك الذي تحمل هو العلاقة الإنسانية المثالية؛ المثالية بشكل مبالغ فيه أحياناً!

استُحدِث مؤشر مايرز بريغز للأنماط سنة 1962 من طرف إيزابيل بريغز ماير وكاثرين كوك بريغز، وهو استبيان للتقييم النفسي يرمي إلى بناء ملف نفسي للشخص.

الوعي بمهمة المرء في العالم

سواء أكانت "مهمتك في الحياة" هذه مرتبطة بوظيفة عملٍ أو أخذت شكل مَيل فني؛ سواء أكانت تندرج ضمن إطار العمل التطوعي أو ببساطة تُمثل الطريقة التي تعيش بها حياتك يوماً بيوم، فأنت تشعر أن ثمة من يأخذ بيدك ويلهمك ويرشدك إلى غايتك الكبرى المتمثلة في عيش الجميع بسلام. سواء أأخذ هذا العيش المشترك شكل المساعدة أو الإنقاذ أو الحماية أو تنوير الضمائر، أو تعزيز قيم العدل أو الجمال.

الرابطة القوية مع الطبيعة

ما يربطك بالطبيعة نابع من أعماقك وتُغذيه عاطفتك ومشاعرك. وهي علاقة وثيقة بدأت منذ الطفولة، حيث اختبرت تجربة التسامي والاتصال والتناغم مع مكوّنات الطبيعة. تمثل الطبيعة ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها تُمكِّنك من التطهر وجدانياً وتسمح لك بالهرب من زمن المدينة الضاغط. تنتهج "فرضية غايا" التي صاغها مهندس البيئة البريطاني جيمس لوفلوك إذ يعتبر الأرض كائناً حياً أو على حد تعبيره "كياناً ضخماً" ينظم نفسه ذاتياً لضمان استمرارية الحياة، ولهذا لا تتحمّل أي أذى يُلحقه بها البشر.

الروحانية العالية

تجربتك الروحية شديدة الثراء تتوزع ما بين استكشاف للذات وإبداع فني وتأمل وصلاة وإعمال للفكر وأحلام واعية. يعتنق بعض دعاة التغيير ديناً، أما آخرون فيعتنقون أفكاراً وعادات وشعائر تعود إلى تقاليد روحية مختلفة. أياً كان الشكل الذي اتخذته حياتك الروحية، فأنت تشعر ومنذ الطفولة بوشيجة تربطك بقوة إلهية عظيمة الشأن تسيّر وجود هذا الكون.

المحتوى محمي