نظرية التواقيع: كل نبات يعالج العضو الذي يشبهه في الجسم

2 دقائق
نظرية التواقيع
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

تعتمد نظرية التواقيع على استخدام النباتات والأغذية لعلاج أعضاء الجسم بالنظر إلى وجه الشبه بين النبتة وعضو معين من الجسم، وعلى الرغم من أنها موضع انتقاد كبير فإن الكثير من المعالجين يعتمد هذه النظرية ويؤمِن بأن لدى الطبيعة الكثير من الأسرار العلاجية التي علينا اكتشافها.

"لكل شيء علامة مميزة"، هكذا عرف الطبيب وعالم اللاهوت السويسري باراسيلسوس في القرن السادس عشر نظريته التي طبقها الأطباء وعلماء النبات حتى أواخر القرن السابع عشر، ففي أثناء بحثه عن علاجات من الطبيعة لاحظ باراسيلسوس أن خصائص النباتات كالشكل واللون والرائحة والبيئة وطريقة الإزهار، تسمح لنا باكتشاف خصائصها الطبية وهو ما سماه "التواقيع"؛ وهو مبدأ معروف منذ العصور القديمة يتلخص في أن كل نبات يعالج العضو الذي يشبهه. على سبيل المثال فإن زهرة نبات الخشخاش التي تشبه في شكلها تاجاً موضوعاً على الرأس لها قدرة على علاج الصداع. أما عشبة القديس يوحنا (العرن) فيوصى بها لعلاج الحزن والاكتئاب، فهي زهرة شمسية تتفتح بعد الانقلاب الصيفي، وهذا هو سر قدرتها العلاجية. وتمتلك عشبة ذيل الحصان خصائص تساعد على علاج آلام الظهر وهشاشة العظام وفقدان الوزن.

يقول الأستاذ الصيدلاني بيير بابتيست لوران: "قد نستهين بنظرية التواقيع بسبب المعلومات المحدودة حولها وذلك على الرغم من أنها كانت مصدراً للعديد من العلاجات التي ما يزال بعضها يُستخدم حتى اليوم". لنأخذ على سبيل المثال المورفين الذي يُستخدم في تسكين الآلام الشديدة وهو جزيء مشتق من نبات الخشخاش، أو الأسبرين المشتق من نبات الصفصاف الذي ينمو في أماكن المستنقعات ويُستخدم في علاج الحمى ونزلات البرد. يقول المعالج النباتي إريك لورين: "بالاستناد إلى العلوم القديمة يمكننا أن نعثر على ميزات علاجية كبيرة للنباتات". ويوضح لورين إن نظرية التواقيع تساعدنا على فهم العلاج الذي يقدمه النبات من خلال شكله، ويتابع: "على الطبيب أن يهتم بتفسير أشكال النباتات ذلك أن هذه الأشكال هي الطريقة التي تحاول الطبيعة من خلالها التواصل مع الإنسان".

الجوز والدماغ

تشبه ثمرة الجوز نصفيّ الدماغ، وبالفعل فقد أظهر العديد من الدراسات أن تناولها يزيد من إفراز السيروتونين، وهو ناقل عصبي له دور في تعديل المزاج والحد من الاكتئاب وتنظيم الشهية والنوم. كما أن للجوز تأثيراً إيجابياً في حالة الإصابة بآلزهايمر الذي يعاني فيه المريض ضعفاً في التواصل بين الخلايا العصبية.

الطماطم والقلب

عندما نقطع ثمرة الطماطم إلى نصفين فإننا سنلاحظ وجود تجاويف تشبه تلك الموجودة في القلب. الليكوبين هو أحد مضادات الأكسدة الموجودة في الطماطم وكلما ازدادت نسبته في الدم قلّ خطر الإصابة بأمراض الجهاز القلبي الوعائي، ولزيادة معدل امتصاص الليكوبين يُنصح بتناول الطماطم مطبوخةً بالقليل من زيت الزيتون.

الزنجبيل والمعدة

بسبب التشابه بينهما، فإن الزنجبيل فعال في علاج اضطرابات المعدة، وكان العديد من الدراسات قد أثبت فعالية الزنجبيل ضد بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري وهي بكتيريا مسؤولة عن قرحة المعدة؛ كما أُثبت أن له خصائصَ مضادة للغثيان.

الكرفس والعظام

تشبه العظام السيقان الطويلة التي يتميز بها هذا النبات والتي تحتوي على السيليكا (الشكل الطبيعي لثاني أكسيد السيليكون) الموجودة بشكل طبيعي في العظام والغضاريف والعضلات، ولها دور رئيسي في تثبيت الكالسيوم والمغنيزيوم في الجسم وهما عنصران ضروريان لصحة العظام.

الجزر وقزحية العين

عند تقطيع الجزر إلى حلقات سنلاحظ الشبه الكبير بين أليافه وقزحية العين. يمتاز الجزر بغناه بالبيتا كاروتين، وهي صبغة مضادة للأكسدة تمنحه لونه البرتقالي، ويحول الجسم هذه الصبغة إلى فيتامين أ المعروف بدوره في تعزيز صحة العينين، ولا سيما الرؤية في الليل.

العنب والرئتان

تشبه أكياس الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئتين عناقيد العنب، وتوصف هذه الفاكهة في العلاجات التقليدية جميعها ضد التهابات الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى. وأظهرت الدراسات الحديثة دور مضادات الأكسدة القوية التي يحتوي عليها العنب وبذوره في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان؛ بما في ذلك سرطان الرئة وكذلك الربو والتهاب الشُّعُب الهوائية المزمن.

المحتوى محمي