7 نصائح نفسية مفيدة قبل اتخاذ قرار إجراء جراحة تجميلية

الإجراءات التجميلية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قبول نفسك كما هي، والشعور بالرضا عن سنك، والتصالح مع صورتك الذاتية؛ هي كلها من القيم الأساسية التي يدعو إليها المختصون النفسيون. وعلى الرغم من ذلك، فإن زيارة عيادات الطب التجميلي تغري الكثيرين، ولا سيما أن المجتمع الذي نعيش فيه بات يولي أهمية كبيرة لتحسين الصورة الذاتية؛ كما يرى الخبراء أن الحاجة إلى تغيير شكل الجسد موجودة منذ القِدم وليست وليدة اليوم، وإذا كنت تفكر في زيارة عيادة تجميلية، فإليك مجموعة من النصائح قبل اتخاذ قرار إجراء بعض الإجراءات التجميلية.

قبول نفسك كما هي، والشعور بالرضا عن سنك، والتصالح مع صورتك الذاتية؛ هي كلها من القيم الأساسية التي يدعو إليها المختصون النفسيون. وعلى الرغم من ذلك، فإن زيارة عيادات الطب التجميلي تغري الكثيرين؛ إذ إننا نعيش في مجتمع يولي المظهر دوراً جوهرياً، وفي ما يلي نقدم لكم تفاصيل موسعة حول هذا الموضوع، ونصائح قبل زيارة هذه العيادات.

كل ما عليك فعله هو تشغيل التلفاز أو قراءة مجلة أو تصفح الشبكات الاجتماعية لتعي كم بات المجتمع يولي أهمية لتحسين الصورة الذاتية؛ وهو ما أدى إلى ازدياد الإقبال على عيادات الطب التجميلي، حتى أن المشاهير لم يعودوا يترددون في الحديث عن عمليات حقن مادة البوتوكس وزراعة الشعر التي أجروها! وإضافة إلى دور الشبكات الاجتماعية في اتساع هذه الظاهرة، فإن تطور أساليب الطب التجميلي زاد مجال الإمكانات المتاحة في هذا الخصوص.

تشهد الإجراءات التجميلية غير الجراحية تطوراً مستمراً؛ ومنها الحقن وتقشير البشرة والعلاج بالليزر وغيرها، وهي لا تحتاج إلى غرفة عمليات وتخدير عام كما هي الحال في الجراحات التجميلية مثل زراعة الثدي وشد الوجه وتجميل الجفن وشفط الدهون.

ما الأسباب النفسية للعمليات التجميلية؟

تقول المختصة النفسية جوليان كاسارين (Juliane Casarin: “ليست الحاجة إلى تغيير شكل الجسد وليدة اليوم إذ إنها موجودة منذ القدم، وتختلف الرغبات والمعايير في هذا الخصوص باختلاف البلدان والثقافات؛ لكن يمكننا القول إن البشر ينظرون دائماً إلى صورتهم الذاتية بطريقة إيجابية إلى حد ما، أما مقارنة المرء صورته الذاتية بصور الآخرين فهي ضرورية لبناء نظرته إلى نفسه ومن ثَم بناء شخصيته”.

لكن إذا كان الأمر كذلك، فلمَ بقي الحديث عن عمليات التجميل من المحظورات لمدة طويلة؟ في يونيو/ حزيران 2022 ، دافعت المختصة النفسية جوليان كاسارين في جامعة باريس الثامنة عن أطروحة بعنوان “الجراحة التجميلية: تعديل الجسد وتغييره، دراسة نفسية” (Chirurgie esthétique : corps modifiés, corps métamorphosés, une étude psychanalytique)، وترى المختصة أن علينا العودة بالزمن إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى حيث حقق الطب التجميلي تقدماً كبيراً، وكان الغرض منه حينئذ علاج إصابات الوجوه وتشوهاتها التي خلفتها الحرب، وليس تعديل المظهر؛ إذ إن فكرة إجراء تعديلات على ما يُفترض أنه جسد سليم لم تكن مقبولة لدى الناس، وهي نظرة سلبية استمرت حتى العقود الأخيرة.

وتقول المختصة: “ومع ذلك، أوضحت الدراسات التي بدأت تظهر في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، التأثير الإيجابي لعمليات التجميل في الصحة النفسية والجسدية، المتمثل في تعزيز حب الذات أو النرجسية الحميدة”. من المهم جداً أن يصغي الطبيب إلى المريض باهتمام وأن يمنح مرحلة رعاية ما بعد الجراحة التجميلية حقها، وتوضح المختصة النفسية جوليان كاسارين: “لإنجاز رسالتي، اتبعتُ تدريباً داخلياً في مستشفى سانت لويس بباريس حيث كان المختصون يتعاملون مع الطب التجميلي بوصفه علاجاً نفسياً، وكانوا يدرسون طلبات المرضى بعناية؛ إذ يجب على المختص التزام المعايير الأخلاقية والقوانين المتبعة في بلاده، وتُعد قوانين بعض البلدان أكثر مرونة من غيرها في ما يخص الطب التجميلي؛ ما يفرض على الطبيب واجب الإصغاء إلى مريضه بعناية وألا يقتصر الأمر بالنسبة إليه على مجرد إجراء ما يطلبه منه الأخير”.

في الحقيقة، تُخفي الرغبة في تجميل الأنف (وهي تقنية لم تعد تتطلب دائمًا اللجوء إلى الجراحة) أو في تنعيم الجلد في حالة ظهور حب الشباب الشديد، أزمة نفسية أشد يمكن احتواؤها. وتقول الصحفية السابقة ومؤلفة كتاب “أتذهب إلى العيادة تجميلية أم لا؟ كل ما تريد معرفته عن الطب التجميلي والجراحة التجميلية” ( J’y vais, j’y vais pas, tout ce que vous avez toujours voulu savoir sur la médecine et la chirurgie esthétiques)، إيزابيل سانسونيتي (Isabelle Sansonetti): “من خلال المقابلات التي أجريتها من أجل مدونتي الصوتية، عرفتُ أن المرء يلجأ إلى الطب التجميلي بغية تحقيق شعور بالرضا قبل كل شيء، ففي بعض الأحيان قد لا نتقبل ما نراه في المرآة لأننا نشعر في داخلنا أننا أصغر سناً مما نبدو عليه مثلاً، وحتى إذا كان الآخرون ينظرون إلى صورتنا ككل في حين أننا نركز على أصغر عيوبنا الجسدية، فإن حقيقة وجود حلول لهذه العيوب تبعث الراحة في أنفسنا”.

اقرأ أيضاً: هل تحقق عمليات التجميل الرضا عن النفس؟

الإجراءات التجميلية بين الملامح المثالية والطبيعية

مع تطور الطب التجميلي، تطورت الآمال المعقودة عليه أيضاً، ومن المسلَّم به أن النساء الشابات يبحثن عن الكمال في الملامح وهو ما تجسده المؤثرات على الشبكات الاجتماعية مثل كارولين ريكيفور أو نابيلا، في حين تفضل النساء الناضجات الإجراءات التجميلية التي تمنحهن مظهراً طبيعياً أكثر، وهو ما أصبح ممكناً الآن بفضل وجود أدوات وتقنيات أكثر كفاءة. تشتهر فرنسا أيضاً في أنحاء العالم جميعها باللمسة الخاصة جداً في الطب التجميلي، ولا سيما الإجراءات التجميلية التي تؤدي إلى نتائج طبيعية جداً.

وتقول مديرة علامة إنيرسكين (Innerskin) التجارية، دلفين غبلين (Delphine Giblin): “يُقدِّم الطب التجميلي ما هو أفضل من الملامح الجامدة”؛ إنه يمنح المرء مجموعة متنوعة من الخيارات للعناية بالبشرة والكشف عن الذات الحقيقية بدلاً من إجراء تغييرات مبهرة، ويجب أن تكتنف الإجراءات التجميلية قدراً كبيراً من الوعي والروية لأن فكرة التحكم في السن والزمن مغرية، فهي تمنح المرء شعوراً بالقوة، وهنا يأتي دور الطبيب؛ ومن ثَم فإنه من المهم جداً اختياره بعناية.

يساعد الطب التجميلي على الاهتمام بالنفس بأساليب جديدة، وتقول دلفين غبلين: “تقدم عيادات الطب التجميلي مجموعة متنوعة من التقنيات المتطورة”. وتتابع: “من الضروري أن يكون الطب التجميلي متاحاً من ناحية أنه يمكن أن يساعد الناس على حب ذواتهم وقبولها“؛ لكنها تشير في الوقت ذاته إلى أن الأمر ليس سهلاً على الجميع لأن هذه التقنيات باهظة الثمن غالباً وتتطلب وقتاً، حتى أن بعض الإجراءات يتطلب عدة جلسات مثله كمثل التدريب الرياضي، وهذا يعني التزاماً حقيقياً من جانب الشخص؛ ومن ثَم ضرورة التحلي بالوعي”.

العمليات التجميلية الوقائية

تشير إيزابيل سانسونيتي إلى ما تسميه “العمليات التجميلية الوقائية”، وتقول: “الفكرة هي ألا ينتظر المرء إلى حين ظهور علامات التقدم في السن على البشرة؛ إذ يتخذ إجراءات تجميلية وقائية تؤخر تدخلات أكثر تعقيداً أو حتى تجنبه إياها”.

على سبيل المثال؛ حينما تصبح تجاعيد البشرة شديدة فإن علاجها لن يعود سهلاً، وتتابع: “ولذلك يُقبل المزيد من الشباب ممن هم في الثلاثينيات من العمر على استخدام التقنيات التجميلية المختلفة التي تتيح لهم الحصول على بشرة مُرضية”. تقول منى ذات الـ 36 عاماً: “تشكلت تجاعيد الجبين لدي بسرعة وكنتُ أبدو بسببها وكأنني عابسة حتى حينما أكون سعيدة؛ لذلك لجأتُ إلى إجراء حقن البوتوكس منذ كنت في سن الـ 32 لإزالة هذه العلامات ومنعها من الازدياد بمرور الوقت، لقد صارت بشرتي أجمل وشعرتُ براحة نفسية كبيرة”.

تكنولوجيات تجميلية متقدمة

يستخدم الطب التجميلي تكنولوجيات تقدمية ومتاحة بسهولة أكبر لكنها أقل إثارة للإعجاب مقارنة بالجراحات التجميلية؛ ومنها: التقشير الخفيف، والمصابيح الثنائية الباعثة، والليزر، والموجات فوق الصوتية، والترددات الراديوية، وغيرها، وتهدف جميعها إلى العناية بالسطح الخارجي للبشرة وعمقها؛ إذ تعمل هذه التقنيات على تحفيز الخلايا الليفية وهي المصانع الطبيعية لبروتينَيّ الكولاجين والإيلاستين اللذَين يُستنفدان بمرور الوقت.

كما أنه ثمة ما يسمَّى “التجميل المعزز” أو “تكنولوجيا التجميل”، وهي تكنولوجيات مصممة لزيادة الخيارات التجميلية دون الحاجة إلى إجراءات جراحية، وتقول مؤسسة شركة سي ماي كوزماتيكس (See My Cosmetics) في باريس، ومستشارة مجموعة لوريال وهي رائدة في ترويج أحدث أدوات التجميل المعززة التي أصبحت أساسية فيما تسميه “مستحضرات التجميل المتقدمة”: “يعجبني جداً المظهر الطبيعي الذي يمكن للطب التجميلي أن يقدمه”، ولا شك في أن مهارة الخبراء ضرورية دائماً، لكن التقنيات الجديدة ستزيد معرفتهم وإمكانياتهم أضعافاً.

بالإضافة إلى ذلك، أصبح العملاء بدورهم خبراء حقيقيين، فهم يعرفون أن بإمكاننا الذهاب إلى أبعد من ذلك في العناية بالبشرة، لقد تكوّنت معرفة كبيرة لدى الناس حول هذه الموضوعات، وهم ما زالوا يتعلمون ويتابعون بأنفسهم كتابة تاريخ الطب التجميلي”.

7 نصائح قبل زيارة عيادات التجميل

  1. لا تتسرع.
  2. انظر إلى نفسك ككل وبحب.
  3. اسأل نفسك عن أسباب رغبتك في زيارة عيادة التجميل.
  4. تحدث عن رغبتك في الذهاب إلى عيادة التجميل مع قريب تثق به.
  5. أعِر انتباهك إلى ما يقوله الآخرون عن تجاربهم لتعثر على أفضل مختص.
  6. اطرح أسئلتك جميعها على المختص.
  7. فكر ملياً قبل أن تتخذ قرارك.

اقرأ أيضاً: أسباب انتشار عمليات التجميل وعلاقتها بالثقة بالنفس.

error: المحتوى محمي !!