كم تبلغ نسبة الشفاء من الاضطراب الثنائي القطب؟

2 دقيقة
ثنائي القطب
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: الاضطراب الثنائي القطب اضطراب نفسي يسبب تقلبات مزاجية شديدة، وغالباً ما يتناوب الأفراد الذين يعيشون مع هذه الحالة بين الهوس والاكتئاب، وتحدث هذه التقلبات المزاجية على مدار عدة أسابيع أو أشهر، ولا يوجد سبب محدد للإصابة بالاضطراب الثنائي القطب؛ لكن يُعتقد أنه اضطرب وراثي، وهناك بعض الحالات التي تعزز الإصابة به مثل أحداث الحياة الصعبة والإجهاد وخلل توازن المواد الكيميائية في المخ. والحقيقة أنه لا يوجد شفاء كامل من الاضطراب الثنائي القطب، وتختلف نسب الشفاء وفقاً للمدة الزمنية والانتظام على تناول الأدوية، وعادة ما يُعالج هذا الاضطراب بمثبتات المزاج، ومضادات الذهان والعلاج المعرفي السلوكي (CBT)، والعلاج بين الشخصي والإيقاع الاجتماعي (IPSRT).

تصل نسبة الشفاء الجزئي من الاضطراب الثنائي القطب إلى 48%، وذلك وفق دراسة بحثية نشرتها المكتبة الوطنية الأميركية للطب (National Library of Medicine). ويمكن القول إن ثنائي القطب هو اضطراب مزاجي مزمن يسبب تحولات شديدة في الحالة المزاجية ومستويات الطاقة والسلوك، والمصابون بالاضطراب الثنائي القطب يعانون نوبات اكتئاب ونوبات هوس، ويمكن التحكم في الحالة بالأدوية والعلاج النفسي بالكلام وتغيير نمط الحياة والعلاجات الأخرى، ومن الجدير بالذكر إنه لا يوجد شفاء كامل من هذا الاضطراب.

كم تبلغ نسبة الشفاء من الاضطراب الثنائي القطب؟

وفقاً للدراسة البحثية السابق ذكرها التي تابعت حالات مرضى الاضطراب الثنائي القطب بعد مرور عام من تناول الأدوية، فقد أظهرت بيانات الدراسة أنه بعد مرور عام واحد، تعافى 48% من المرضى تعافياً متلازماً، و26% تعافياً عرضياً، و24% تعافياً وظيفياً.

وبعد مرور عامين من الالتزام بتناول الأدوية، تعافى 98% تعافياً متلازمياً، و72% تعافياً عرضياً، و43% تعافياً وظيفياً. يُذكر إن الدراسة لم تصل إلى نسب الشفاء النهائية لأنها توقفت عن متابعة المرضى بعد مرور عامين، ويمكن تعريف "التعافي الوظيفي" (Functional recovery) على أنه استعادة أعلى مستويات الأداء المهني؛ أما "التعافي العرضي" (symptomatic recovery) فيُقصد به انخفاض حدة أعراض الاضطراب الثنائي القطب. وبالنسبة إلى التعافي المتلازمي (syndromal recovery)، فإنه يعني أن الشخص قد يعاني بعض الأعراض المتبقية؛ لكنه لم يعد يفي بمعايير تشخيص الاضطراب وفقاً لما ذُكر في الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (DSM-5).

اقرأ أيضاً: 3 علامات في رحلة الشفاء من الاضطراب ثنائي القطب

كيف تُمكن إدارة أعراض الاضطراب الثنائي القطب؟

لا يعرف الأطباء النفسيون حتى الآن السبب الدقيق للاضطراب الثنائي القطب؛ لكن يُعتقد أنه ينتقل بالوراثة؛ إذ تُقدر نسبة انتقال هذا الاضطراب عبر العوامل الوراثية بنحو 60% إلى 80%. وهناك بعض العوامل الأخرى التي تزيد فرص الإصابة بهذا الاضطراب؛ مثل التعرض إلى الصدمات النفسية والإجهاد وتغيرات كيمياء الدماغ.

ووفقاً لما أكدته الطبيبة النفسية، ومؤلفة كتاب "فهم الاضطراب الثنائي القطب" (Understanding Bipolar Disorder)، إيمي داراموس (Aimee Daramus)، لا يوجد علاج في الوقت الحالي للاضطراب الثنائي القطب. وعلى الرغم من ذلك، يمكن أن تساعد الأدوية والعلاج النفسي على استقرار الأعراض، وعادة ما يرتكز علاج الاضطراب الثنائي القطب على:

1. مثبتات المزاج: تساعد أدوية تثبيت المزاج على التحكم بنوبات الهوس. علاوة على ذلك، قد تساعد في حالات نوبات الاكتئاب. تشمل الأدوية الليثيوم (Lithium)، وحمض الفالبرويك (Valproic acid)، وديفالبروكس الصوديوم (Divalproex Sodium)، وكاربامازيبين (Carbamazepine) ولاموتريجين (Lamotrigine).

2. مضادات الذهان: تمتلك الأدوية المضادة للذهان خصائص مثبتة للمزاج، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (Food and Drug Administration) على العديد منها لعلاج نوبات الهوس، ويمكن استخدام مضادات الذهان بمفردها أو مع مثبتات المزاج. ومن أمثلة الأدوية المضادة للذهان أولانزابين (Olanzapine)، وريسبيريدون (Risperidone)، وكويتيابين (Quetiapine).

3. العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعدك المعالج أو الطبيب النفسي من خلال هذا العلاج على إلقاء نظرة فاحصة على أفكارك وعواطفك، ثم إعادة هيكلتها عبر التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية وتعلم تبني أنماط وعادات تفكير أكثر صحة.

4. العلاج البين شخصي والإيقاع الاجتماعي (IPSRT): صُمم هذا العلاج لمساعدتك على تحسين مزاجك من خلال فهم إيقاعاتك البيولوجية والاجتماعية والعمل معها، ويعد هذا العلاج فعالاً للأشخاص الذين يعانون اضطرابات المزاج؛ حيث يهدف إلى إدارة الأحداث الحياتية المجهدة، ويسمح لك بحماية نفسك من تطور نوبات الهوس والاكتئاب المستقبلية.