ملخص: لا يمتلك بعض الأشخاص الجرأة الكافية من أجل إعلان القطيعة وإنهاء علاقاتهم على نحو علني وصريح، فيلجؤون إلى الاختفاء المفاجئ عن الأنظار، والتحول إلى شبح ثم يظهرون فجأة للسؤال من جديد دون سابق إنذار. هذا ما يسمى التحوّل إلى ميت حي، وهذا ما سيوضحه هذا المقال.
محتويات المقال
ثمة طرق عديدة لإنهاء علاقة معينة. وتتنوع وسائل التواصل التي تؤدي هذا الغرض بغض النظر عن الخطاب المستخدم أو الأسباب المُثارة. وبينما يفضل بعض الناس المواجهة المباشرة كأسلوب لإعلان القطيعة، يميل آخرون إلى اللجوء للمكالمات الهاتفية أو الرسائل القصيرة، بل إن بعض الناس قد تغريهم طريقة إرسال رسالة بالطريقة التقليدية. لكن مسألة طريقة التواصل غير مطروحة بالنسبة إلى بعض الأشخاص. فلا يلجؤون لا إلى الرسائل ولا المكالمات ولا اللقاء المباشر، بل لا يستخدمون أيّ وسيلة تواصل تذكر. وهذا ما يسمى "التحوّل إلى شبح" (ghosting ).
ويصف هذا المصطلح السلوك الذي يهدف إلى الاختفاء تماماً عن نظر الشريك أو الصديق السابق، دون تقديم أيّ تفسير لذلك. ويمكن أن يتلو هذا الموقف الصعب على الشخص الذي يتعرّض له سلوك آخر أكثر إضراراً بالصحة النفسية؛ ألا وهو: التحوّل إلى ميت حيّ (زومبي).
ما المقصود بالاختفاء والظهور المفاجئ في العلاقات؟
يعبر مفهوم التّحول إلى شبح عن اختفاء الشريك على طريقة الأشباح. لكن عندما يعود هذا الشخص إلى الظهور فإنه يتحول من شبح إلى ميت حي (زومبي). وفي مثل هذه الحالة نتحدث عن ظاهرة التحوّل إلى ميت حيّ أو "زومبيينغ" (zombieing) كما هو متداول باللغة الإنجليزية.
وقد يظهر ذلك من خلال إرسال رسالة للسؤال عن أخبار الآخر، أو توجيه دعوة له من أجل اللقاء أو التعبير عن الإعجاب بصورة له على مواقع التواصل الاجتماعي بعد فترة من الغياب. وتكمن المشكلة الأساسية في حالة الارتباك التي يعيشها الشخص الذي يقع ضحية هذا الاختفاء أو التحوّل. إذ تسبب له هذه الطريقة المعاناة وتؤدي إلى فقدانه تقديره لذاته، وتصبح مصدر توتر وتؤثر في راحته النفسية العامة.
ما أسباب هذا السلوك؟
ثمة تفسيرات عديدة لظاهرة التحوّل إلى ميت حي. وبعضها أكثر وجاهة من الأخرى. ففي الحالات التي يكون فيها هذا السلوك مؤذياً جداً، يمكن أن يعود الشخص المختفي إلى ربط الاتصال لأنه يشعر بالملل ويبحث عن التسلية. وقد تكون عودته بسبب حاجته إلى اهتمام الآخرين.
تقول المعالجة المختصة في المشكلات الجنسية كايت باليستريري (Kate Balestrieri) في تصريح لموقع ريفينيري29 (Refinery29): "يريد هؤلاء الأشخاص أن يعرفوا إن كانوا ما يزالون قادرين على إثارة تفاعل الآخرين، ويستخدمون هذا الأسلوب وسيلة للحصول على دعم عندما يعانون نفسياً".
وعندما يكون هذا السلوك بنية حسنة، فقد تكون العودة إلى ربط الاتصال تعبيراً عن الندم على الطريقة التي انتهت بها العلاقة. وفي أحسن الأحوال يكون هذا الشخص الذي تحوّل إلى ميت حي قد تعلم من أخطائه ويحرص على نيل الصفح من الشريك.
كيف يمكنك التعامل معه؟
عندما تقع ضحية هذه الظاهرة فأنت حر في التصرف كما تريد. يمكنك أن تتجاهل هذا الشخص أو تطلب منه تفسيراً لاختفائه أو أن تنتظر منه الاعتذار إلى غير ذلك. المهم أنك وحدك من يعرف الموقف المناسب الذي يجب اتخاذه. لهذا السبب من المهم أن تنتبه إلى مشاعرك وإلى المثيرات المحتملة لها.
تقول المدربة المختصة في قضايا العلاقات كينغسلي مويو (Kingsley Moyo) في تصريح لموقع مايند بادي غرين (MindBodyGreen): "هذا النوع من المواقف قد يذكرك بمواقف شعرت فيها بالرفض من الآخر، وبعدم التقدير، وإذا بدا لك أنها ستوقظ الصدمات النفسية التي تعرضت لها، فثق بنفسك وتجنّب هذه العلاقة".
كما يرى جيمي زوكرمان (Jaime Zuckerman) في تصريح أيضاً لموقع مايند بادي غرين أن على الشخص الذي تحوّل إلى ميت حيّ أن يشرح على الأقل وبوضوح أسباب اختفائه ويعتذر ويعبر عن ندمه. وإذا قلّل من خطورة سلوكه ومن أهمية مشاعرك، أو منهما معاً، فمن حقك أن ترد عليه أيضاً بالتحوّل إلى شبح.