الفكرة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ولاية أريزونا عن تلازم وثيق بين منصات التواصل وحالتك النفسية؛ إذ تبين أن المحتوى المنشور يحمل دلالات لغوية وعاطفية ترتبط بحالات مثل الاكتئاب والأفكار الانتحارية.
واعتمدت الدراسة على تحليل المنشورات كبيانات حية ومستمرة، مشيرة إلى أن سهولة التعبير الرقمي جعلت من هذه المنصات مصدراً غنياً لفهم معاناة الأفراد، مما يفتح الباب لاستخدام البيانات الضخمة في استيعاب التحديات النفسية بشكل أدق.
لماذا هي مشكلة مهمة؟
تعد الصحة النفسية قضية حساسة وغالباً ما تخفى بسبب الوصمة الاجتماعية، لكن استخدام الناس لمواقع التواصل الاجتماعي يمنح الأشخاص نافذة مباشرة من أجل مشاركة ما يمرون به، وهذا النوع من التحليل يساعد المجتمعات على فهم حجم المشكلة، ورصد التغيرات في رفاه الأفراد، وقد يسهم في تحسين خدمات الدعم النفسي.
ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
1- تشير الدراسة إلى أن البيانات اللغوية والبصرية والعاطفية التي يشاركها المستخدمون تحمل ارتباطات واضحة مع مشكلات مثل الاكتئاب والقلق، ما يسمح بالتعرف المبكر على الضيق النفسي.
2- تكشف الدراسة أن الحضور الدائم للمستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي يجعل من هذه المنصات مصدراً فعالاً لرصد تغيرات الصحة النفسية دون قيود زمانية أو مكانية.
3- وجدت الدراسة أن النماذج التحليلية وتقنيات الذكاء الاصطناعي تساعد على تحليل سلوك المستخدمين بطريقة أعمق، ما يمكن من توفير دعم صحي في الوقت المناسب.
مثال تطبيقي
مستخدم يكتب منشورات متكررة تحمل نبرة حزن أو انسحاب اجتماعي، في هذه الحالة، يمكن لخوارزميات التحليل اللغوي اكتشاف ذلك، وتوجيهه نحو مصادر دعم أو تنبيه جهات الاختصاص، وهذه الخطوات يمكن للفرد الاستفادة منها، لكنها لا تغني أبداً عن مراجعة مختص نفسي عند الشعور بأي علامات غير مريحة.
التوصيات والتطبيق العملي
1- استخدم منصات التواصل لرصد مزاج المستخدمين وتقديم محتوى توعوي مخصص.
2- طور أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على اكتشاف مؤشرات الضيق النفسي مبكراً.
3- فعل تعاون المؤسسات الصحية مع منصات التواصل الاجتماعي لتوفير تدخل فوري أو إحالات للدعم.
محاذير الدراسة
تعتمد النتائج على بيانات منشورة طوعياً وقد لا تمثل الفئات جميعها، كما أن الارتباط اللغوي أو البصري لا يعني بالضرورة وجود حالة نفسية مؤكدة، ولا يمكن الاعتماد على الخوارزميات وحدها لتشخيص الأفراد، بل يجب استخدامها باعتبارها مؤشراً مبدئياً فقط.
المصدر
عنوان الدراسة: Social Media for Mental Health: Data, Methods, and Findings
الترجمة: وسائل التواصل الاجتماعي للصحة النفسية: البيانات، والمنهجيات، والنتائج
الباحثون: نور شازواني قمر الدين، وغزالة بيجي، وليديا مانيكوندا، وهوان ليو، وآخرون
تاريخ النشر: نوفمبر/تشرين الثاني 2025