ملخص: هل أنت من المدافعين عن حقوق الحيوانات وضرورة التوقف عن تعذيبها والقسوة عليها؟ إذا كنت كذلك فلا شك أنك تتابع صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي تهتم بالقضية نفسها، وستلاحظ أن بعضها ينشر مقاطع ومشاهد صادمة تكشف هذه الممارسات القاسية. قد يعتقد البعض أن هذه المشاهد تسهم في نشر الوعي بعدالة هذه القضية؛ لكنها قد تؤدي في المقابل إلى أضرار نفسية بالغة وفقاً لدراسات علمية. إليك التفاصيل.
ندرك جميعاً أن المحتوى الذي يظهر لنا في مواقع التواصل الاجتماعي ناتج عن خوارزميات معينة. تسجل هذه الخوارزميات ما تحب متابعته أو مشاركته أو إرساله إلى أصدقائك كي تقترح عليك محتوى آخر يمكن أن يثير إعجابك.
يُستخدم العديد من الحسابات على مواقع إنستغرام وإكس وتيك توك لتوعية الجمهور ببعض القضايا. في قضايا الدفاع عن حقوق الحيوانات والحدّ من معاناتها مثلاً، نلاحظ نشر بعض الجمعيات أو الأفراد محتوىً صادماً لإثارة انتباه هذا الجمهور وتوعيته وطلب مساعدته. قد يبدو هذا النهج فعالاً لكنّ مشاهدي هذه الصور ومقاطع الفيديو قد يتعرّضون إلى بعض الأضرار النفسية.
صدمة مشاهدة مقاطع فيديو معاناة الحيوانات
سواء تعلق الأمر ببعض المقاطع المسجلة في المسالخ مثلاً لإظهار العنف الذي ينتشر في قطاع إنتاج اللحوم، أم إثبات المعاملة السيئة التي تتعرض إليها الحيوانات الأليفة من مالكيها ودعوة المستخدمين إلى تبنيها، فإن بعض هذه الصور ومقاطع الفيديو المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون مزعجاً للغاية.
وعلى الرغم من النية الحسنة للأشخاص الذين يبثون هذه المقاطع أو الصور فقد تُسبب أضراراً بالغة لمشاهديها. يقول المختصان في الطب النفسي السريري، داستن كيشنيك (Dustin Kieschnick) وكاتي لاولور (Katie Lawlor)، في مقال نشره موقع ويمنز هيلث (Women’s Health): "درسنا في إطار أبحاثنا نتائج مشاهدة الفظاعات التي تُرتكب بحق الحيوانات على الإنترنت، ولاحظنا أن تفاعلنا مع مشاهدة أيّ محتوى يعرض المعاملة السيئة للحيوانات قد يكون فورياً وبالغاً وقد يؤدي إلى شعور بالصدمة".
يمكن أن تحدث الصدمة بعد تجربة مباشرة تعرضت إليها أو تعرّض إليها أحد المقربين منك أو بسبب التعرض المتكرر إلى تفاصيل مزعجة لحدث أو سلسلة أحداث وفقاً لما كتبه الباحثان: "التعرض إلى الصدمة يمكن أن يتخّذ أشكالاً عديدة ولا سيّما من خلال الصور ومقاطع الفيديو".
من الممكن إذاً أن يؤدي هذا المحتوى على الرغم من فائدته إلى توليد الشعور بالضيق لدى الأشخاص الذين يشاهدونه. وعموماً، فقد تعرّض المحتوى العنيف في مواقع التواصل الاجتماعي إلى الانتقاد مراراً باعتباره سبباً في الشعور بالقلق، ولا سيما لدى الشباب وفقاً لما أثبتته مثلاً دراسة علمية أُنجزت سنة 2013 ونشرتها دورية الشباب والمراهقة (Journal of Youth and Adolescence).
كيف تحمي نفسك من المحتوى العنيف؟
لحماية نفسك من أضرار مشاهد المعاملة السيئة للحيوانات، لست مجبراً على التوقف عن الدفاع عن هذه القضية المهمّة بالنسبة إليك. وإذا كان عرض هذه المشاهد على الإنترنت سيستمر، فبإمكانك أن تتحكّم في طريقة تفاعلك معها. تنصح خبيرة علم النفس الإعلامي، سينثيا فيني (Cynthia Vinney)، في مقال لها على موقع ويل آند غود (Very Well Good) بوقف متابعة الحسابات والصفحات التي تبثّ هذا المحتوى المضرّ. قاطع هذه المواقع إذاً وتابع بدلاً منها حسابات أو صفحات أخرى ملتزمة بقضايا حماية الحيوانات لكنّها تنشر الوعي بأسلوب مختلف.
وينصحك الباحثان داستين كيشنيك وكاتي لالور بالانتباه إلى مشاعرك الشخصية في مواجهة هذا النوع من المحتوى، من خلال طرح الأسئلة المناسبة حتّى تكون أكثر وعياً بتأثيره في صحتك النفسية. وتشمل هذه الأسئلة ما يلي:
- هل تنتابك مشاعر قوية بعد مشاهدة هذا المحتوى؟
- هل تذكّرك بعض مشاهد هذا المحتوى بأحداث صادمة في حياتك؟
- هل يستمر انزعاجك ساعات وأياماً بعد مشاهدة المحتوى أولّ مرة؟
- هل تشعر ببعض الأعراض الجسدية المزعجة تّجاه ما شاهدته؟
إذا كان جوابك بالإيجاب عن سؤال أو أكثر من هذه الأسئلة فعليك أن تتوقّف عن متابعة هذه المواقع وتأخذ قسطاً من الراحة، بالاعتماد على أنشطة أخرى مثل الكتابة أو التواصل الاجتماعي المباشر أو التنزّه في الطبيعة أو التمارين الرياضية لتفريغ ذهنك.
اقرأ أيضاً: