مرض المنخوليا أو الاكتئاب السوداوي (Melancholia) هو نوع خطير من الاكتئاب يؤثر تأثيراً مباشراً في الجهاز العصبي المركزي، ويندرج هذا المرض ضمن فئة اضطراب الاكتئاب الشديد (Major Depression Disorder) الذي يتسم بفقدان المتعة في كل شيء تقريباً، ووفقاً للجمعية الأميركية للطب النفسي (American Psychological Association)، فإن المنخوليا كلمة قديمة لوصف الاكتئاب؛ حيث يعدّها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية - الطبعة الخامسة (DSM-5) أحد أنواع اضطراب الاكتئاب الشديد. وإليكم أعراض مرض المنخوليا، وأسباب الإصابة به وطرق العلاج من خلال هذا المقال.
محتويات المقال
10 أعراض تؤكد الإصابة بمرض المنخوليا
تتشابه أعراض المنخوليا مع الأعراض العامة للاكتئاب لكنها عادة ما تكون أكثر حدة، ومن أهم تلك الأعراض:
- التوقف التام عن الاستمتاع بالأنشطة.
- اضطرابات النوم.
- الشعور المفرط بالذنب وانعدام القيمة.
- الإحساس بالفراغ.
- الأفكار الانتحارية.
- عدم القدرة على التركيز.
- اضطرابات الشهية.
- تباطؤ الحركة الطبيعية.
- تغيرات في الكلام مثل التحدث بمستويات صوت مختلفة أو التوقف في أثناء التحدث.
- الصداع أو آلام المعدة.
اقرأ أيضاً: هل كثرة النوم من أعراض الاكتئاب؟
لماذا قد يصيب مرض المنخوليا بعض الأفراد؟
الأسباب الدقيقة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالمنخوليا أو "الاكتئاب السوداوي" غير معروفة، لكن هناك بعض العوامل التي تؤدي دوراً مهماً، منها على سبيل المثال:
1. التغيرات الهرمونية
يمكن أن تسهم التغيرات الهرمونية في إصابتك بالاكتئاب، وفي حالة المنخوليا لا تعمل منطقة تحت المهاد والغدة النخامية والغدد الكظرية ومناطق الدماغ الأخرى المرتبطة بالذاكرة والتفكير وتنظيم العواطف على نحو صحيح، ويُطلق على هذا المسار محور تحت المهاد والغدة النخامية والغدة الكظرية (HPA).
2. ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول
الأشخاص المصابين بالمنخوليا لديهم مستويات مرتفعة جداً من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يؤثر في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الشهية، والتمثيل الغذائي، والذاكرة.
3. العوامل الوراثية
يميل هذا النوع من الاكتئاب إلى الانتشار في العائلات، ولذلك إذا كان أحد الأشخاص يعاني الاكتئاب الشديد أو المنخوليا فقد يُصاب أفراد عائلته بالحالة نفسها.
اقرأ أيضاً: لماذا يؤثر الاكتئاب الشديد في النساء والرجال بشكل مختلف؟
ما هي طرق علاج المنخوليا؟
غالباً ما يرتكز علاج المنخوليا أو الاكتئاب السوداوي على الأدوية بسبب الجذور البيولوجية القوية، ولأن الإصابة بالمنخوليا ترجع في الأساس إلى التركيب الجيني ووظائف المخ، ما يستلزم استخدام دواء يعمل على الأسباب البيولوجية مثل وظائف المخ، ومن أهم طرق علاج المنخوليا:
1. العلاج الدوائي
عادة ما تعالج المنخوليا عبر الأدوية المضادة للاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تغّير مستويات الناقل العصبي السيروتونين في المخ، ومن ثم تُحسّن الحالة المزاجية، ومن أشهر هذه الأدوية بروزاك (Prozac)، وقد يستجيب العديد من الأشخاص المصابين بالمنخوليا على نحو أفضل لمضادات الاكتئاب القديمة؛ مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs) أو مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs).
بالإضافة إلى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين، مثل فينلافاكسين (Venlafaxine)، حيث تؤثر هذه الأدوية في طريقة عمل كل من السيروتونين والنورأدرينالين في الدماغ، ما يؤدي إلى الشعور بالسعادة، لكن من الضروري التنبيه هنا إلى عدم تناول أي دواء نفسي دون استشارة الطبيب المختص.
2. العلاج النفسي
يرتكز العلاج النفسي، أو العلاج الكلامي، على التحدث إلى طبيب نفسي أو غيره من المتخصصين في الصحة النفسية حول المشاعر والأفكار والسلوكيات، وعادة ما يستخدم هذا النوع من العلاج بهدف تعلم كيفية الاستجابة لتحديات الحياة الصعبة بطرائق صحية، وعلى الرغم من ذلك يجب القول إن العلاج النفسي ليس مفيداً في التعامل مع المنخوليا مثل أنواع الاضطرابات النفسية الأخرى، وحتى بعد العلاج، قد تعود الأعراض مرة أخرى، ولكن من الممكن الاستعانة بالطبيب النفسي من أجل إدارة الفترات الصعبة التي يمر بها المريض.
اقرأ أيضاً: كيف تقنع شخصاً عزيزاً عليك بأن يبدأ رحلة علاجه النفسي؟