ملخص: يحدّثنا كل من سالم وسمير ورائف ومازن عن أفكاره حول المرأة؛ إذ تركنا لهم الفرصة ليبوحوا بما في أنفسهم فتضمن كلامهم شيئاً من الخوف وكثيراً من النقد ولكن كثيراً من المودة تجاهها أيضاً. يقول سمير: "ألوم المرأة على أخذ موقف المتفرج مما يحدث لها لا بل إنها تكون شريكةً فيه أحياناً"، ويقول سالم: "تنظر المرأة نظرة مادية بحتة إلى الأمور فالتخطيط لمستقبلها هو شغلها الشاغل ومصدر الشعور بالطمأنينة بالنسبة إليها".
يحدّثنا كل من سالم وسمير ورائف ومازن في هذا المقال عن أفكاره حول المرأة؛ إذ تركنا لهم الفرصة ليبوحوا بما في أنفسهم فتضمن كلامهم شيئاً من الخوف وكثيراً من النقد ولكن كثيراً من المودة تجاهها أيضاً.
أبحث عن امرأة بعقل رجل
يقول سالم وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 22 عاماً: "تنظر المرأة نظرة مادية بحتة إلى الأمور فالتخطيط لمستقبلها هو شغلها الشاغل ومصدر الشعور بالطمأنينة بالنسبة إليها، ولأنني لا أرى نفسي تاجراً أو موظفاً في مصرف فإن النساء يهربن مني، إذ إنني لا ألبي تطلعاتهن المستقبلية ولا أملك القدرة على تحقيق الأمان المادي الذي يسعَين إليه. تلومنا النساء دائماً لأننا لا نبوح بخبايا أنفسنا لهن؛ لكن الفتاة التي أحببتها كانت تنهي الحديث كلما عبرت لها عن مشاعري، وفتحت لها قلبي وأظهرت نقاط ضعفي، فليس هذا ما تود سماعه. وفي الحقيقة ألاحظ أنني أكثر انجذاباً للنساء اللواتي يكبرنني سناً ويتمتعن بنضوج فكري، وأقولها بصراحة: أنا أبحث عن امرأة بعقل رجل ولكن الأمر يبدو صعباً بالفعل"!
المرأة ليست بريئة مما تتعرض له
يقول سمير ذو الـ 45 عاماً وهو مختص في الفنون البصرية: "لا أعتقد أن المرأة بريئة تماماً من المحن التي تصيبها، وأنا ألومها على أخذ موقف المتفرج مما يحدث لها لا بل إنها تكون شريكةً فيه أحياناً. المرأة البالغة ليست طفلاً لتعتمد على حسن نية الرجل تجاهها مثلاً وتضمن بذلك عدم أذيته لها ولذلك فهي مسؤولة جزئياً عن هذه الأذية، كما أن أول رد فعل تتخذه عندما تتعرض للإساءة هو الشعور بالكره تجاه ذاتها؛ تجاه أنها أنثى، وإذا كانت تكره أبرز ما فيها فكيف لها أن تؤكد ذاتها في وجه من آذاها؟ تنكر المرأة القوة المطلقة التي تتمتع بها في داخلها ما يبقيها في حالة دائمة من الخوف وهذا ما جعلني أتغاضى عن فكرة الارتباط لأنني أريد زوجة تُظهر قوتها وتمنحني الطمأنينة تماماً كما سأفعل معها وليس زوجة تنقل مخاوفها إليّ؛ لكن النساء اللواتي تدركن مدى قوتهن نادرات بالفعل".
المرأة المتفهمة هي التي تقدر ضعف الرجل
يقول رائف ذو الـ 50 عاماً وهو مستشار إداري: "سمحَت لي علاقتي بزوجتي بالتخلي عن نموذج الرجل القوي الذي لا يهزه شيء فكلما فتحت قلبي لها وأظهرت رهافة إحساسي عبرَت عن حبها لي كما أنا وأكدت لي أنها لا تريدني أن أكون بطلاً خارقاً. إن المرأة التي تسمح للرجل بالتعبير عن عواطفه هي محط إعجاب وتقدير بحق، فهي تمنحه الفرصة للتعافي من أسوأ الأفكار التي رُسخت في ذهنه منذ الصغر ومنها: "كن قوياً"، "الصبيان لا يبكون"، ويمكن القول إن هذا الدعم الذي تقدمه المرأة للرجل هو الوجه الجديد للنسويات اللواتي لم يعدن مدفوعات برغبتهن في "الانتقام" منه. لديّ شعور أننا نعيش اليوم في زمن محوري أصبحت فيه العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل لا صدام، فالرجل من حقه أن يفتح قلبه للمرأة ويحظى بتسامحها وحنانها وهذا هو الدور الذي بدأت المرأة تستعيده تدريجياً والذي سيزيح عن كاهل الرجل عبء أن يكون البطل الخارق على الدوام".
أخاف من نظرة النساء الناجحات إليّ
يقول مازن ذو الـ 35 عاماً وهو مدرس: "كنت كلما قابلت امرأة جميلة وذكية ولامعة تساورني المخاوف من نظرتها إليّ كرجل ربما أقل نجاحاً منها. لدى زوجتي صديقات صحفيات ومحاميات وكنت أتجنب الجلوس معهن دائماً عندما يحضرن لزيارتها لأن ثقتي بنفسي كانت تهتز عند رؤيتهن وأخاف بشدة من نظرتهن إليّ. وحتى عندما كنت أقابلهن مصادفة كنت أتحدث عن السياسة أو الرياضة أو الاقتصاد أو أي شيء آخر بخلاف أموري الشخصية والمهنية. ولكن رغم كل ذلك فإنني اليوم أقل خوفاً من النساء الناجحات وأكثر ثقة بنفسي فقد بدأت أدرك أنّ تفكيري ليس سليماً وأن الصواب يتمثل في قبول المرء نفسه كما هي".