ملخص: تشير متلازمة الأخت الكبرى إلى العبء الأسري العاطفي والنفسي الذي تتحمّله الأنثى التي تكبر إخوتها وأخواتها؛ إذ تجد نفسها مسؤولة عن تسيير شؤون العائلة ورعاية أفرادها منذ مرحلة مبكرة من حياتها، فما سبب هذه المتلازمة؟ وكيف يمكن للمرأة التي تعانيها التحرر منها ومنح نفسها الاهتمام الذي تستحق؟
محتويات المقال
هل يلجأ إليكِ أفراد العائلة لتحلي لهم مشكلاتهم؟ وهل أنتِ المسؤولة عن تسيير الأمور المهمة للعائلة؛ مثل ترتيب حفلات أعياد الميلاد والمناسبات العائلية الأخرى؟ وخلال طفولتكِ ومراهقتكِ، هل تحملتِ عبء الاعتناء بإخوتك وأخواتك الأصغر سناً؟ إذا كانت هذه هي حالك فإنك تعانين بكل تأكيد "متلازمة الأخت الكبرى".
وفي حين أنه ليس لهذه الظاهرة اسم رسمي حتى الآن ولا أي حالة نفسية محددة سريرياً، فإن الحديث عنها يثير اهتماماً كبيراً بين الناس، فما هي إذاً متلازمة الأخت الكبرى؟ وكيف يمكنكِ إدارتها والتعايش معها بطريقة أفضل؟ هذا ما نُطلعكِ عليه في المقال التالي.
ما هي متلازمة الأخت الكبرى؟
كيف تعرفين أنك تعانين متلازمة الأخت الكبرى؟ أنتِ مسؤولة عن مرافقة الوالد المريض إلى الطبيب، وتذكير أفراد العائلة بعيد ميلاد جدتك وشراء الهدية المشتركة، وفي كثير من الأحيان تؤدين دور الوسيط بين والديكِ وبين إخوتكِ وأخواتكِ الأصغر سناً الذين وجدت نفسكِ مسؤولة عن الاعتناء بهم منذ كنت في سن المراهقة! هذا بعض الأمثلة على المهمات التي تُفوَّض بها الأخت الكبرى، فهل هذه الحال نعمة أم نقمة؟ على ما يبدو أنها نقمة؛ لكن لماذا؟ تُمثل متلازمة الأخت الكبرى إجماعاً ضمنياً على صلاحيات الأخت الكبرى وواجباتها الضمنية أيضاً، وإضافةً إلى تسيير أمور العائلة فإنها تضطلع بعبء أسري نفسي وعاطفي، فتتعلم في سن مبكرة أن عليها الاعتناء بأفراد الأسرة وتأمين راحتهم ومن ذلك أداء بعض الأعمال المنزلية مثلاً أو حماية إخوتها الأصغر سناً في المدرسة. وتقول مدربة مهارات الحياة ميشيل إلمان (Michelle Elman): "يرى الإخوة الأصغر أختهم الكبرى والدة أخرى؛ ما قد يرتب عليها الكثير من المسؤوليات".
ومع تحمل المسؤوليات المبكر، يظهر اختلاف المعايير التي يتبعها الوالدان في تربية الأولاد وفقاً لترتيبهم، ففي الواقع، لا يربي الوالدان الطفل الأول بالطريقة ذاتها التي يربون فيها الأخير وهو سلوك غير واعٍ. تقول المؤلفة والمتحدثة: "يتعلم الوالدان دورهما مع إنجاب الطفل الأول ويتسمان حينئذ غالباً بالكثير من الصرامة والحذر، في حين أن أساليبهما التربوية تصبح مرنة أكثر مع إنجاب الطفل التالي؛ إذ يكتشفان في هذه المرحلة ما يصلح وما لا يصلح في التربية ومن ثم فإن الولد الأصغر سيتلقى تربية مختلفة جداً عن تلك التي تلقاها الولد الأكبر".
مسؤولية على عاتق المرأة
لا شك في أن الأكبر بين إخوته سيمر بهذا الوضع بصرف النظر عن نوعه الاجتماعي، وعلى الرغم من ذلك فإن تعبير متلازمة الأخت الكبرى يرجع إلى أن المجتمع يعلق على الأنثى آمالاً أكبر بكثير من تلك التي يعلّقها على الذكر فيما يخص تحمّل المسؤوليات العائلية والمنزلية، وكما ذكرنا آنفاً؛ فإن المرأة هي التي تتحمل العبء الأسري النفسي. وتقول ميشيل إلمان: "يُتوقع أن تؤدي البنات دور مقدمات الرعاية حتى وهن ما زلن طفلات أكثر مما قد يفعل الصبيان؛ وقد يتمثل ذلك في رعايتهن لإخوتهن الأصغر سناً أو أحد أفراد العائلة من ذوي الاحتياجات الخاصة والسهر على تأمين راحتهم". ويبدو أنه من الصعب حقاً التحرر من النظام الأبوي الذي ترسخ على مدى قرون، واقتصر فيه دور المرأة على رعاية الآخرين وتكريس نفسها لهم؛ الأمر الذي يسبب لها معاناة كبيرة ويُنسيها الاهتمام بنفسها".
إذاً ما الذي يمكنكِ فعله إذا أدركتِ أنك تعانين متلازمة الأخت الكبرى؟ وهل يمكنكِ التحرر منها دون إيذاء أحبائك؟
قد تكون المسؤوليات الملقاة على عاتقكِ بسبب هذا الوضع أكبر من قدرتكِ على التحمل، ولتحافظي على صحتكِ النفسية تُقدّم لك مدربة مهارات الحياة النصائح التالية:
ضعي حدوداً لمسؤولياتكِ: ضعي حدوداً للمسؤوليات التي ترتبينها على نفسك وتلك التي يرتبها عليكِ أفراد عائلتكِ لتخلقي توازناً بين مساعدة الآخرين والحصول على الراحة.
اطلبي الدعم العاطفي: إذا كنتِ لا تجدين الدعم العاطفي الكافي في محيطك العائلي لا تترددي في طلبه من أصدقائكِ، فهم سيستمعون إليكِ ويتفهمون المشكلات والإحباطات التي تواجهينها.
لا تُقدّمي النصيحة إلا إذا طُلب منكِ ذلك صراحة: يتدخل بعض أفراد العائلة في حياة آخرين من باب "الحرص على مصلحتهم"؛ لكن هذا السلوك مؤذٍ على المدى الطويل فاحترام خصوصية الآخر وحدوده أول خطوة نحو علاقات عائلية صحية ومستقرة.
لتكن نفسكِ أولوية لكِ: اعتني بنفسك ودلليها تماماً كما فعلتِ لأحبائكِ لسنوات طويلة.