ملخص: لا يسلم الكثير من الأطفال من التعرّض إلى صدمات خطيرة؛ غير أن الأخطر منها هي آثارها النفسية البليغة على المدى البعيد. هذا ما تُظهره العلاقة المؤكدة اليوم بين صدمات الطفولة والإصابة بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة، ويعرّفك هذا المقال إلى أعراض متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة وأسبابها الرئيسية.
لا يظهر بعض الاضطرابات النفسية إلا بعد سن البلوغ على الرغم من أنه نتيجة مباشرة لصدمات الطفولة.
كيف تؤثر صدمات مرحلة الطفولة في الصحة النفسية؟
تتأثر مرحلة الطفولة بالعديد من الصعوبات، وقد يعود بعض أحداثها إلى الظهور بآثار عنيفة أحياناً بعد سن البلوغ. يمكن أن يعاني الطفل الذي تعرض إلى الإهمال مثلاً نقص التقدير الذاتي ومشكلات الارتباط وصعوبات الثقة بالآخرين.
وقد تترك أحداث مثل الطلاق أو الوفاة أو التحرش آثاراً سلبية في حياة الأطفال على المدى البعيد بعد بلوغهم. عندما يتعرّض الطفل إلى سوء المعاملة أو العنف اللفظي أو الجسدي أو الجنسي، فقد تنجم عن ذلك صدمات تؤدي إلى اضطرابات نفسية. أمراض مثل الاكتئاب واضطراب القلق المعمّم وأشكال الرّهاب والإدمان المختلفة قد تكون نتيجة مباشرة لهذه المعاملة السيئة، ومن بين نتائج هذه الصدمات أيضاً متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة.
وقد أورد موقع وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية وفقاً لدراسات عدّة حول الموضوع، أن نحو 15% إلى 43% من البنات و14% إلى 43% من الأولاد يتعرّضون إلى صدمة واحدة على الأقل. ويُصاب ما بين 3% و15% من البنات، وما بين 1% و6% من الأولاد، بمتلازمة اضطراب ما بعد الصدمة.
تعرف إلى متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة
متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة مرض نفسي يظهر بعد التعرّض إلى حدث صادم وفقاً للمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي في فرنسا (Inserm). هذا ما يحدث مثلاً عندما نتعرّض إلى خطر الموت الوشيك أو الجروح الخطيرة أو المسّ بالسلامة الجسدية أو نرى شخصاً آخر تعرّض إلى ذلك.
قد يتعلق الأمر بحدث فريد أو حدث تكرّر مرات عدّة. تظهر المتلازمة بعد هذا الحدث الصّادم ببضعة أشهر أو سنوات عدة. لتمييز متلازمة اضطراب ما بعد الصدمة يجب أن تستمر الأعراض أكثر من شهر وتشمل 3 فئات: أعراض الذكريات الملحّة وأعراض التجنب والانعكاسات السلبية على الأفكار والمزاج والتغيرات في مستوى الحذر وصور الاستجابة. إليك بعض الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود هذه المتلازمة وفقاً لموقع سايك سنترال (PsychCentral):
- الأفكار الملحّة.
- استرجاع الذكريات.
- فرط الحذر.
- تجنّب الأشخاص والأماكن والمواقف التي تذكّر بالحدث الصّادم.
- العجز عن تذكّر تفاصيل الحدث الصّادم.
- المعتقدات المحرّفة حول الذات والآخرين.
- الشعور بالذنب.
- عدم الاستعداد العاطفي.
- غياب العواطف الإيجابية أو الانفعال العصبي أو غيابهما معاً.
- السلوكيات المتهورة.
- اضطرابات النوم.
اقرأ أيضاً: كل ما تود معرفته عن علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)