ما هو اضطراب الاجترار؟

2 دقائق
اضطراب الاجترار

يعرّف موقع "مايو كلينيك" (Mayo Clinic) اضطراب الاجترار بأنه أحد اضطرابات الطعام التي يكرر فيها المصابون بصق الطعام غير المهضوم وإعادة مضغه، ثم إعادة بلعه أو بصقه. ويحدث الاجترار بعد الأكل مباشرةً نظراً لأن الطعام لم يُهضم بعد، فيكون طعمه طبيعاً وليس حامضياً مثل القيء.

يؤدي اضطراب الاجترار إلى انقباض عضلات المعدة، ويُعد مرضاً نادراً بسبب غياب البيانات الصحيحة المتعلقة بهذا المرض، ذلك لأن أعراضه تتشابه مع أمراض أخرى. ويمكن تفريق اضطراب الاجترار عن اضطرابات الطعام الأخرى بغياب الهوس بالوزن وشكل الجسم.

ويرتبط اضطراب الاجترار بالأطفال والرضع والأشخاص الذين يعانون من مشكلات في النمو؛ لكنه يمكن أن يحدث في أي عمر، وقد يكون الأطفال والبالغون المصابون بالقلق أكثر عرضة لاضطراب الاجترار. ولسوء الحظ لا يمكن منع حدوث اضطراب الاجترار عند الأطفال والرضع؛ لكن عليكم مراقبة عاداتهم الغذائية بدقة لمنع حدوث مضاعفات.

ما أسباب اضطراب الاجترار؟

يُعتبر اضطراب الاجترار عادةً مكتسَبةً بدون قصد. ويُعد السبب الدقيق وراء اضطراب الاجترار غير معلوم؛ لكن يرجّح العلماء زيادة ضغط البطن كسبب لاضطراب الاجترار. كما قد يحدث اضطراب الاجترار عند البالغين المصابين بالقلق أو الاكتئاب أو الوسواس القهري أو كرب ما بعد الصدمة، أو أي أمراض نفسية أخرى.

أما عند الرضع فيرجّح البعض أن السبب هو الإهمال العاطفي، وقد يستغرق تشخيص الاضطراب ما بين 21 إلى 77 شهراً في المتوسط

وبحسب موقع "الصحة الوطنية الأميركية"، فقد يحدث اضطراب الاجترار بعد مرض فيروسي أو ضغوط عاطفية أو إصابة جسدية.

اقرأ أيضاً: اضطراب التشنجات اللاإرادية العصبية عند الأطفال: متى يجب أن أقلق؟

ما أعراض اضطراب الاجترار؟

قد تشمل أعراض اضطراب الاجترار ما يلي:

  1. اجترار الأكل غير المهضوم وإعادة مضغه.
  2. مشاكل في الجهاز الهضمي؛ مثل عسر الهضم وآلام المعدة.
  3. تشقق الشفتين.
  4. الإجهاد وتقوّس الظهر عند الأطفال.

كيف يمكن تشخيص اضطراب الاجترار؟

يقوم الطبيب بأخذ تاريخكم الطبي المفصل لأن بعض المرضى لا يستطيعون التفريق بين الاجترار والقيء؛ ويشمل التاريخ الطبي عادةً الاكتئاب والقلق والاضطرابات النفس-جسمية، ثم تخضعون للفحص الإكلينيكي، ويُشخَص اضطراب الاجترار إذا كنتم تجترون الطعام غير المهضوم ثم تمضغونه وتبصقونه أو تبتلعونه مرة أخرى، لمدة 3 أشهر على الأقل.

ولكي يُشخص المريض باضطراب الاجترار؛ يجب ألا يكون الاجترار راجعاً لحالة طبية أخرى مثل الارتجاع المعدي المريئي، وألا يتزامن مع اضطرابات أخرى للطعام مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره العصبي.

وقد يستخدم الطبيب الاختبارات التالية للتاكد من التشخيص:

  1. اختبار تفريغ المعدة.
  2. المنظار الداخلي.
  3. الأشعة السينية.

ما مضاعفات اضطراب الاجترار؟

يمكن أن يؤدي اضطراب الاجترار إلى تلف المريء إذا تُرك دون علاج، كما قد يؤدي إلى عدد من المشكلات مثل:

  1. فقدان الوزن.
  2. سوء التغذية.
  3. تآكل وتسوس الأسنان.
  4. رائحة الفم الكريهة.
  5. أمراض المعدة مثل القرحة.
  6. العزلة الاجتماعية.
  7. مشاكل النمو.
  8. الموت.

ما علاج اضطراب الاجترار؟

يعتمد علاج اضطراب الاجترار على وجود اضطرابات أخرى وعمر المريض. ويعد العلاج الأساسي لهذا الاضطراب هو العلاج المعرفي السلوكي؛ ويشمل التنفس البطني الذي يوصي به الأطباء بعد الانتهاء من تناول الطعام والإحساس بأنكم على وشك اجتراره.

ومن المهم جداً تعليم المرضى كيفية القيام بالتنفس البطني لأن العلاج المعرفي السلوكي قد يستغرق وقتاً طويلاً. ويمكن القيام به عن طريق الخطوات التالية:

  1. الاستلقاء على الظهر على سطح مستوٍ مع ثني الركبتين، كما يمكن وضع وسادة تحتهما.
  2. وضع إحدى اليدين أعلى الصدر، والأخرى أسفل القفص الصدري للشعور بحركة الحجاب الحاجز أثناء التنفس.
  3. التنفس ببطء من الأنف حتى تتحرك المعدة مقابل اليد، ثم وضع اليد على الصدر.

أما العلاجات الأخرى فتشمل العلاج الدوائي، ويوصي بعض الأطباء بتناول باسط للعضلات؛ والذي يساعد على ارتخاء العضلة العاصرة للمريء ويحد من الاجترار. كما تنبغي محاولة تقليل التوتر بممارسة اليوغا أو المشي لمسافات طويلة، وإذا لم ينجح الأمر فالجؤوا لمختص.

وختاماً؛ إذا كنتم تعانون من اضطراب الاجترار فلا داعي للحرج أو العزلة. اطلبوا الدعم والمساعدة قبل أن تتفاقم الحالة.

المحتوى محمي