ملخص: لماذا يدمرّ بعض الأشخاص علاقاتهم الزوجية بأنفسهم؟ تبدو هذه الظاهرة غريبة ومثيرة للدهشة، لكن هناك علامات كثيرة تدلّ عليها. يتجلى التدمير الذاتي على المستوى الشخصي في تبني أنماط تفكير تضرّ برفاهيتنا مثل التفكير المنحصر في المستقبل أو الماضي أو الأعذار المبرّرة للعادات غير الصحية، أو غياب التواصل الصحي مع الآخرين. ويتجلى التدمير الذاتي للعلاقات الزوجية في تبني سلوكيات واعية أو لا واعية تؤدي إلى إنهاء العلاقة. قد تتجلى هذه السلوكيات في محاولة إبعاد الشريك أو البحث عن مبررات للانفصال عنه، أو الغيرة الزائدة أو الحقد أو الانتقاد أو الخيانة المتكررة. وهناك 3 أسباب أساسية وراء هذه المشكلة: اتخاذ موقف دفاعي: بسبب الخوف من التعرّض إلى الرفض أو جرح المشاعر. غياب الثقة: وهذا ما يولد أيضاً الخوف من الرفض، أو التسلّط على الآخر، أو هما معاً. الافتقار إلى مهارة العلاقات الاجتماعية: قد تكون العلاقات محفوفة بالكثير من الأوهام والتوقعات المثالية، وقد يدفع ذلك أحد الزوجين إلى الابتعاد بمجرد حدوث خلل ما.
إذا كانت هناك علاقات زوجية لا تدوم طويلاً، فهناك علاقات أخرى لديها كل مقومات الاستمرار. لكن قد يحدث أحياناً أن يتورط أحد الزوجين في تدمير هذه العلاقة بنفسه.
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى الانفصال بين الزوجين، مثل اختلاف أهدافهما في الحياة، ونزاعاتهما المستمرة، وفتور مشاعرهما، إلى غير ذلك من الأسباب. وعلى الرغم من النوايا الحسنة، ثمة عقبات قد تعترض قصص الحبّ وتحطم آمال بناء علاقات مثالية.
لكن قد يكون أحد الزوجين أحياناً مسؤولاً عن تدمير العلاقة. على سبيل المثال قد تبدو علاقتك في البداية على ما يرام. تنمو المشاعر بمرور الوقت وتتعمّق الروابط ويتحقق التناغم والانسجام بينك وبين شريك حياتك، ومع ذلك هناك خطأ ما يمنعكما من الاستمرار في قصة حبكما. إذا حدث ذلك فربّما كان أحدكما يدمر هذه العلاقة بنفسه.
العلامات التي تدل على أنك تدمّر علاقتك الزوجية
لا يظهر التدمير الذاتي في العلاقات الزوجية والعاطفية فقط. وعادةً ما نقصد بهذا المفهوم تبني سلوكيات وعادات وأنماط تفكير تضرّ برفاهيتنا أو تعوق نموّنا. من منظور شخصي، فإن التدمير الذاتي قد يتجلى في التفكير المنحصر في المستقبل أو الماضي بدلاً من الانغماس في الحاضر، أو تبني بعض المعتقدات المعوقة أو الأعذار لتبرير العادات غير الصحية، أو قبول أي طلب وعدم القدرة على قول لا، أو غياب التواصل الصحي مع الآخرين، وفقاً لما ذكرته طالبة الدكتوراة المختصة في علوم الأعصاب نوال مصطفى (Nawal Mustafa) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام.
من منظور عام يمثل التدمير الذاتي، حسب نوال مصطفى، "فعل خيانة لذاتك، يتجلى في إقناع نفسك برفض الأشياء التي تعرف يقيناً أنها ستكون مفيدة لك". وفي العلاقات الزوجية يتمثل التدمير الذاتي في تبني سلوكيات واعية أو لا واعية تؤدي إلى إنهاء العلاقة. تقول الباحثة في الصحة الإنجابية والجنسية أنابيل بيرنارد فورنييه (Anabelle Bernard Fournier) في مقال لها على موقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "قد يتعلق الأمر مثلاً بإبعاد الشريك أو البحث عن مبررات للانفصال عنه". وقد يتجلى هذا السلوك أيضاً في الغيرة الزائدة أو الانتقاد أو التجنّب أو الحقد أو المواعدات المتكررة.
اقرأ أيضاً: لماذا يخاف البعض من الالتزام في العلاقة الزوجية؟
أسباب التدمير الذاتي للعلاقات الزوجية
سواء على المستوى الشخصي أم في إطار العلاقات الزوجية، يمثل التدمير الذاتي "آلية دفاعية تنشئها نفسيتك لحمايتك من أيّ خطر أو ضرر محتمل"، وفقاً لما أوضحته المعالجة النفسية شيراني باتهاك (Shirani Pathak) في تصريح لموقع سايك سنترال (PsychCentral). قد يبدو سلوك التدمير الذاتي مثيراً للشعور بالذنب وقد نعزوه إلى الذات فقط، لكن السلوكيات وأنماط التفكير المرتبطة به لا تأتي من فراغ.
في دراسة نشرتها مجلة بي إم سي سايكولوجي (BMC Psychology) حدّدت الباحثتان راكيل بيل (Raquel Peel) ونيرينا كالتابيانو (Nerina Caltabiano) الأسباب التي تدفع الفرد إلى تدمير علاقته العاطفية بنفسه، وميّزتا 3 عوامل أساسية:
- اتخاذ موقف دفاعي: الأشخاص الذين يمارسون التدمير الذاتي، يضرّون بعلاقاتهم عموماً خوفاً من الرفض أو جرح مشاعرهم.
- مشكلة غياب الثقة: تدفع هذه المشكلة أصحابها إلى الخوف من الرفض، أو التسلّط على الآخرين، أو كليهما معاً.
- الافتقار إلى مهارة العلاقات الاجتماعية: قد تكون العلاقات محفوفة بالكثير من الأوهام والتوقعات المثالية، وقد يدفع ذلك أحد الزوجين إلى الابتعاد بمجرد حدوث خلل ما.
مهما كان الأمر، يمكن أن نجد هذه الأسباب كلّها في مراحل مختلفة من حياتنا. وتؤكد أنابيل بيرنارد فورنييه ذلك قائلة: "تؤثر تربيتنا وطفولتنا وعلاقاتنا الجادة الأولى في سلوكياتنا الحالية".
اقرأ أيضاً: ما هي المشاعر السلبية التي تعد اعتيادية في العلاقة الزوجية؟