لماذا نميل أحياناً لاختيار ما يؤذينا على الرغم من معرفتنا ما يفيدنا؟

1 دقيقة
لماذا نميل أحياناً لاختيار ما يؤذينا على الرغم من معرفتنا ما يفيدنا؟
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

الفكرة

كشفت دراسة حديثة من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا عن آليتين نفسيتين تفسران لماذا يواصل بعض الأشخاص ممارسة سلوكيات مضرة على الرغم من معرفتهم خطورتها. وقد اعتمدت الدراسة على لعبة تعليمية تفاعلية عبر الإنترنت تقيس مدى قدرة المشاركين على ربط أفعالهم بعواقبها، سواء كانت مكافأة أم عقاباً. وشملت أكثر من مائة مشارك قسموا إلى ثلاث فئات سلوكية متميزة.

لماذا هي مشكلة مهمة؟

تكرار السلوكيات السلبية على الرغم من معرفة أثرها الضار ظاهرة شائعة في الحياة اليومية، سواء في تأجيل المهام، أو تخريب العلاقات، أو التهرب من الالتزام بالعادات الصحية. لذا فإن فهم جذور هذه السلوكيات على المستويين العصبي والنفسي يساعد على تصميم أدوات فعالة للتغيير الذاتي وتحسين جودة الحياة.

ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟

  • توجد ثلاث فئات سلوكية متميزة:

الحساسون: أدركوا نتائج أفعالهم سريعاً وغيروا سلوكهم.

غير المدركين: لم يلاحظوا الخطأ إلا بعد تدخل خارجي ساعدهم على التصحيح.

القهريون: واصلوا السلوك الضار على الرغم من وعيهم الكامل بتبعاته.

  • المعرفة لا تؤدي دائماً إلى التغيير: بعض المشاركين، خصوصاً في الفئة القهرية، فشلوا في تعديل سلوكهم على الرغم من إدراكهم الخطأ وامتلاكهم الدافع والانتباه، ما يشير إلى خلل أعمق في قدرة الدماغ على ربط الأفعال بنتائجها.
  • الوعي وحده لا يكفي: تشير النتائج إلى أن التغيير السلوكي يتطلب إعادة تشكيل الروابط العصبية، وليس مجرد الإدراك المعرفي.

التوصيات والتطبيقات العملية

  • أنشئ نظام تعزيز فورياً: اربط كل سلوك سلبي بعاقبة مباشرة، سواء كانت تذكيراً أم تنبيهاً أم مكافأة صغيرة، لتقوية الرابط بين الفعل والنتيجة.
  • اطلب دعماً خارجياً: وجود مدرب أو صديق يمكنه الملاحظة والتدخل في الوقت المناسب يساعد على كسر الحلقة السلوكية السلبية.
  • ابدأ بتحديات واقعية: مثلاً، إذا كنت تؤجل ممارسة التمارين الرياضية، اربطها بمثير ثابت في روتينك اليومي، مثل الاستيقاظ صباحاً أو انتهاء العمل، لتسهيل بناء عادة منتظمة يسهل تذكرها وتكرارها.

محاذير

نفذت الدراسة في بيئة افتراضية، ما يجعل من الضروري اختبار النتائج في مواقف واقعية ومع شرائح سكانية متنوعة قبل تعميمها.

المصدر

عنوان الدراسة: Knowing better, doing worse: the science behind self‑sabotaging behaviour

الترجمة: معرفة أفضل، وفعل أسوأ: العلم خلف السلوكيات الذاتية الهدامة

المجلة: Nature Communications Psychology

الباحثون: فيليب جان ريتشارد ديه بريسل وأندرو ستيغ وألكسندر واثن وأليس أوبراين وغافان مكنالي.

تاريخ النشر: 9 يوليو/تموز 2025

المحتوى محمي