الفكرة
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أم القرى في مكة المكرمة أن اللغة العربية، وخاصة لهجة الحجازيين في السعودية، تعبر عن الزمن بطريقة خاصة. فبينما نرى عادة أن المستقبل "أمامنا"، وجدت الدراسة أن بعض التعبيرات العربية تضع المستقبل "وراءنا". وقد حلل الباحث 100 مثال واقعي من اللغة اليومية المنشورة على الإنترنت، ثم تحقق من صحتها مع متحدثين أصليين للهجة الحجازية. وركز البحث على سؤال: كيف يتصور العرب الزمن؟
لماذا هي مشكلة مهمة؟
تصورنا للزمن يحدد طريقة تفكيرنا في العمل، والمسؤوليات، وحتى القرارات اليومية. إذا كان المستقبل أمامنا، نتعامل معه كهدف يمكن الوصول إليه. أما إذا كان وراءنا، فقد نشعر أنه مسؤولية تطاردنا. إن فهم هذه التصورات مهم لأنه يفسر كيف يبني المجتمع العربي علاقته مع الإنجاز، والعمل، والتخطيط للمستقبل.
ما هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة؟
- معظم التعبيرات العربية ترى المستقبل "قدامنا"، أي في الأمام، مثل "قدامك مستقبل باهر".
- بعض التعبيرات القليلة ترى المستقبل "ورانا"، أي وراءنا، خصوصاً حين يرتبط بالمسؤوليات مثل الدراسة أو تربية الأبناء.
- التصور بأن "المسؤولية وراءنا" يعني أننا نلتفت عنها أحياناً، لكننا لا نستطيع تجاهلها طويلاً، فهي تلحق بنا.
التوصيات والتطبيقات العملية
- عدل لغتك اليومية: استخدم تعبيرات ترى المستقبل أمامك لتعزيز الإيجابية.
- ركز على مسؤولياتك باعتبارها أهدافاً أمامك لا أعباءً وراءك.
- طبق هذه الرؤية في التربية والتعليم عبر توجيه الطلاب لاعتبار النجاح رحلة إلى الأمام.
مثال عملي
حين تقول لشاب "قدامك مستقبل مشرق" فأنت تشجعه، لكن إذا قلت "وراك مستقبل ثقيل" فأنت ترهبه. التوصية هنا أن يختار الأفراد كلماتهم بعناية لتعزيز الثقة. ويمكن للإنسان الفرد أن يطبق هذه النصيحة بنفسه دون الحاجة لمختص.
محاذير
تركزت الدراسة على لهجة الحجازيين في السعودية فقط، ولم تشمل باقي اللهجات أو الفئات العمرية. كما اعتمدت على بيانات مكتوبة من الإنترنت، دون إشراك تعابير الجسد أو المحادثة المباشرة.
المصدر
عنوان الدراسة: How Much of the FUTURE Is BEHIND in Arabic? A View on the Arabic Culture and Embodiment
الترجمة: كم من المستقبل وراءنا في العربية؟ رؤية حول الثقافة العربية والتجسيد.
المجلة: Journal of Language Teaching and Research
الباحثون: ميسرة المرابي.
تاريخ النشر: سبتمبر/ أيلول 2025