هل تمثّل لغات الحبّ نظرية معصومة من الخطأ؟ إليك آراء الخبراء

2 دقيقة
لغات الحبّ الخمس
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

أصبحت نظرية لغات الحبّ التي ابتكرها الخبير الأميركي غاري شابمان (Gary Chapman) قبل 30 عاماً مفهوماً مرجعياً في تفسير طبيعة علاقاتنا العاطفية. وفقاً لهذا الخبير؛ فإن الأفراد يميلون إلى إظهار الحبّ بالطريقة نفسها التي يفضّلون أن يتلقّوه بها. ولكن هل هي نظرية معصومة من الخطأ؟

وضع توقعات غير واقعية

أولاً، يمكن أن يؤدي الالتزام الصارم بلغات الحبّ إلى وضع توقّعات غير واقعية. عندما نصنّف ما نفضّله في العلاقات العاطفية وفقاً لخيارات ثابتة، فإننا نتجاهل الطبيعة المعقّدة للعلاقات الإنسانية. على سبيل المثال؛ يمكن أن يؤدي الاعتقاد أنّ نسيان أحد الزوجين أداء واجبٍ منزلي يعني نقصاً في شعوره بالحبّ تّجاه شريكه إلى إضعاف العلاقة دون سبب وجيه. تقول المعالجة النفسية هيلين مايور (Helen Mayor) في تصريح لصحيفة الإندبندنت (The Independant): "إذا كانت لغة الحبّ التي أعتمد عليها هي تقديم الهدايا، وقدّمتُ هدية إلى شريك حياتي، فإنني أوحي إليه بأن هذه الطريقة تمثّل نظرتي إلى الحبّ، وأنني أنتظر منه هدايا ليبرهن على اهتمامه بي". تفترض نظرية لغات الحبّ أيضاً أن احتياجاتنا العاطفية تظل ثابتة؛ ومن ثمّ تتجاهل إمكانية تطوّر هذه الاحتياجات بمرور الوقت والتجارب.

تبسيط التفاعلات العاطفية

ثانياً، تؤدي نظرية لغات الحبّ إلى الإفراط في تبسيط التفاعلات العاطفية، ولا سيّما أنها غير مدعومة بأبحاث علمية معمّقة. فالتركيز على طريقة التعبير عن العاطفة أو تلقّيها فقط، يمكن أن يؤدي إلى إهمال جوانب أخرى أساسية في العلاقة؛ مثل التواصل أو الاحترام المتبادل أو القدرة على إدارة النزاعات. تحذّر المعالجة النفسية شانس مارشال (Chance Marshall) من نتائج ذلك قائلة: "إذا كانت نظريات مثل هذه ستساعد الناس على تعميق علاقاتهم فهذا رائع؛ لكن المشكلة تبدأ عندما تصبح لغات الحبّ قاعدة أو معياراً يجب اتّباعه باستمرار".

التركيز على الإشارات المبشّرة

في مواجهة نواقص هذه النظرية، من الضروري إذاً أن تستكشف أساليب أكثر دقّة لتعزيز علاقتك العاطفية. يمكنك مثلاً التركيز على الإشارات المبشّرة التي تدلّ على علاقة واعدة. لهذا تعبّر شانس مارشال عن أسفها قائلة: "نحن نركز عادة على كشف الإشارات التحذيرية إلى درجة تحجب عنّا الإشارات المبشّرة التي تكشف لنا دواعي الاستمرار في الارتباط بشخص قد تجمعنا به علاقة واعدة". يتعيّن أيضاً أن تحرص على التواصل الصريح والصادق الذي يمكّنك من التعبير عن احتياجاتك وتوقعاتك بطريقة واضحة وبنّاءة. يشمل هذا الجانب أيضاً القدرة على الإصغاء الفعّال إلى الشريك، والاعتراف بجهوده وتقدير وجوده في حياتك. علاوة على ذلك، من الضروري الحرص على التفاهم العميق والمتبادل الذي يتجاوز الإيماءات العاطفية. يمكن أن يظهر هذا التفاهم من خلال تبادل الشريكين تجاربهما أو مواجهة التحديات معاً أو ببساطة من خلال قضاء أوقات ممتعة وخلق ذكريات مشتركة. في النهاية، إذا كانت لغات الحبّ تمنح معايير تحليل مفيدة للعلاقات العاطفية فإننا يجب ألّا نعدّها حلاً سحرياً.