ملخص: التواصل هو الركيزة الأساسية في توطيد العلاقات الإنسانية بمختلف أنواعها؛ لكن لا بد من أن تتخلل تفاعلاتنا مع الآخرين لحظات من الصمت، وعلى الرغم من أن ذلك طبيعي فإنه يصيبنا بحالة من التوتر وعدم الارتياح، فما السبب؟
قد تتخلل محادثاتنا مع الآخرين لحظات صمت ثقيلة ننزعج بسببها، فما سبب ذلك؟
أنواع الصمت خلال المحادثات
حدد الباحثون 3 أنواع مختلفة للصمت خلال التواصل:
- الصمت القصير الفردي: هو الصمت الذي يتخلل التحدث إلى الجمهور ويستخدمه المتحدث عمداً بغية جذب الانتباه إليه.
- الصمت الذي يتخلل المحادثة: هو صمت محرج يحدث عند انقطاع انسيابية المحادثة، وبخاصة إذا لم يكن كل طرف يعرف الآخر معرفة عميقة وكان مستوى الثقة بينهما متبايناً؛ إذ تعتمد فترات الصمت في المحادثة على مستوى الثقة بين المشاركين.
- الصمت الاجتماعي لسبب غير محدد: يحدث هذا عندما يتفاعل أكثر من شخصين في وقت واحد وتتوقف المحادثة فجأة؛ ما يترك فراغاً لا يمكن تفسيره.
لمَ ننزعج من الصمت الذي يتخلل الكلام؟
قد يبدو الصمت محرجاً عندما تفقد المحادثة مجراها الطبيعي، وهو الاسترسال بالكلام الذي يمنح المتحاورين الطمأنينة. من ناحية أخرى، قد يشير الصمت إلى صراع كامن أو مشاعر غير معلن عنها، وحالة عدم اليقين هذه قد تسبب الانزعاج.
ومع ذلك، الصمت ليس مزعجاً دائماً؛ إذ يمثل فرصة لإنشاء صلات بين المتحاورين الذين تربطهما علاقة وطيدة قائمة على الثقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين يقدرون ذواتهم بما في الكفاية لا يزعجهم الصمت جداً. ولهذه اللحظات فوائد؛ مثل أخذ فرصة للتفكير قبل التحدث، وخلق مساحة للخصوصية، وإضفاء الهدوء على عالم غالباً ما يكون صاخباً.
في حين أن فترات الصمت في أثناء التواصل قد تكون غير مريحة في بعض الأحيان، فإنه ليس من الضروري تجنبها، وبدلاً من الخوف من الصمت، يمكننا أن نتعلم فهمه وتفسيره في سياق علاقاتنا.