نصيحة من مختصة نفسية: لا تتجنب الجدال في علاقتك الزوجية

2 دقيقة
الجدال في العلاقات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يتجنب بعض الأزواج الجدال في حيواتهم ظناً منهم أن هذا يجعلها أكثر استقراراً؛ لكن في الحقيقة، يمكن أن يُستثمَر الجدال حالَ التعامل معه بطريقة صحية في سبيل تقوية العلاقة الزوجية والحد من التوتر فيها وإيجاد حلول للمشكلات الصغيرة قبل تحولها إلى عوائق كبيرة. وحتى تتمكن من تحويل الجدال إلى فرصة لنمو علاقتك بشريك حياتك، احرص على التعامل خلاله بانفتاح واحترام ولا تحاول إثبات صحة موقفك أو إلقاء اللوم على الطرف الآخر؛ إنما حاولا معاً فهم سبب الخلاف واحرصا على ممارسة الإنصات البنّاء، إلى جانب التعبير عن مشاعركما بصدق ولطف، وتعاونا لإيجاد الحلول المرضية لكما حتى تصبح لحظات الجدال فرصة لتقوية علاقتكما.

عادةً ما يُعتبر الجدال في العلاقات علامة على وجود خلل. لكن المختصة النفسية آريا كامبل دانش ترى أن تلك الصراعات أساسية لصحة العلاقة الزوجية واستمرارها. وبدلاً من أن يفرق بينكما، يمكن للجدال أن يقربكما، إذا تعاملنا معه تعاملاً سليماً، كما ذكرت دانش في مقال نشره موقع يور تانغو (Your Tango) الإلكتروني.

من الطبيعي في العلاقة الزوجية أن نحاول تجنب الجدال للحفاظ على الانسجام. لكن تجنب الصراع لا يحل المشكلات الأساسية؛ بل يخفيها، ويصنع مسافة عاطفية بينكما. تشير دانش إلى أن هذه التوترات غير المحلولة تتراكم مع مرور الوقت، ما يزيد من تعقيد مشكلات العلاقة. في المقابل، تتيح لكما مواجهة الجدال مباشرةً تحرير تلك الإحباطات المتراكمة وتعزز الفهم المتبادل بينكما، والبحث عن حلول للمشكلات الصغيرة قبل أن تتحول إلى مشكلات كبيرة تستعصي على الحل.

لماذا يؤثر تجنب الجدال سلباً على العلاقة الزوجية؟

قد يبدو تجنب الصراع الجدلي أفضل طريقة للحفاظ على السلام في علاقة، لكنه غالباً ما يأتي بنتائج عكسية. تشير المختصة النفسية آريا كامبل دانش إلى أن تجنب الصراع يؤدي إلى تراكم التوترات والاستياء بصمت. ويضع هذا حاجزاً بين شريكي الحياة، فيصعب التواصل، وتضعف العلاقة. فبدلاً من اعتبار الجدال علامة فشل، من الأفضل أن يعتبرها الشريكان فرصاً لتعميق الفهم وتعزيز الروابط بينهما.

تكشف الجدالات عن مشاعر مكبوتة قد تكون مرتبطة بجراح الماضي. وبدلاً من تجاهل هذه المشاعر، من المهم أن يتعاون الشريكان في التعامل معها. فصراحتكما في مناقشة هذه المشاعر تعالج المشكلة الحالية، وتبدأ كذلك في تضميد الجراح القديمة التي قد تؤثر سلباً على العلاقة. ويقوي تعاونكما في حل الخلافات يقوي الروابط ويعزز صحة العلاقة الزوجية ومتانتها على المدى البعيد.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تحذر: سوء التواصل بين الزوجين قد يضعف جهاز المناعة!

كيف تحول الجدال إلى فرصة لنمو العلاقة الزوجية؟

لتنجحا في تحويل الجدال إلى فرصة لنمو العلاقة الزوجية، تعاملا معه بانفتاح واحترام. ولا يحاول أي منكما إثبات صحة موقفه أو إلقاء اللوم على الآخر. حاولا فهم السبب الجذري للخلاف. ويمكن أن يكون الجدال لحظة تعلم وتواصل تصبح بها العلاقة أقوى. فعندما تعتبران الجدال فرص نمو مشترك، يتحول الموقف المتوتر إلى عامل إيجابي لتعزيز الروابط والتفاهم.

أساس تحويل أي جدال إلى فرصة إيجابية هو الإنصات البنّاء إلى الطرف الآخر. وعبّر عن مشاعرك بصدق ولكن بلطف. وتعاونا معاً لإيجاد حلول ترضون عنها. فعند تبنى هذا النهج، تصبح الجدالات لحظات تواصل قيّمة، تتيح لكما بناء روابط متينة في علاقة أقوى.

الجدال ليس عنصراً ساماً في العلاقة الزوجية، بل هو جزء طبيعي وأساسي من أي شراكة حياة. وبدلاً من الخوف منه أو تجنبه، من الأصح أن تغتنماه فرصةً لتعزيز التفاهم والنمو معاً. وبالمواجهة البنّاءة للخلافات، تحولان تلك اللحظات الصعبة إلى خطوات إيجابية نحو علاقة أقوى وأكثر تلبيةً لاحتياجاتكما.

اقرأ أيضاً: أسرار التواصل بين الزوجين تقدّمها مختصة نفسية