يزداد الوقت الذي يقضيه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في تصفحها عاماً بعد عام؛ حيث وصل متوسطه عام 2022 بحسب إحصائيات شركة ستاتيستا الألمانية للأبحاث إلى 147 دقيقة يومياً. ولكل وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي فئة عمرية تتميز بها، فعند استعراض جمهور تطبيق سناب شات سنجد أن 50% منهم تحت سن 25 عاماً، وهناك 23% منهم لم يتخرجوا من المدرسة الثانوية بعد، وفقاً لبحث أجرته كلية لندن للاقتصاد.
تعد الفئات العمرية السابقة وفقاً للمعهد القومي الأميركي للصحة النفسية؛ الأكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، ولذلك بذل القائمون على تطبيق سناب شات جهوداً حثيثة لدعم مستخدميه نفسياً.
ابتكارات متجددة لدعم الصحة النفسية
يؤكد القائمون على تطبيق سناب شات أنهم تعمدوا في تصميم التطبيق جعلَه أقدر على نقل الصورة الحقيقية للمستخدمين، بالابتعاد عن دفعهم للتنافس على الوصول لأكبر عدد من الأصدقاء أو التعليقات.
ولصناعة تطبيق أكثر ملاءَمة للصحة النفسية أُضيفت العديد من الأدوات؛ أولها أداة "هنا لأجلك" (Here For You) التي أُطلقت مطلع 2020 بالتعاون مع العديد من المنظمات الدولية في مجال دعم الصحة النفسية، وتهدف لتوفير محتوىً يساعد الأشخاص الذين يعانون من متاعب نفسية.
وطريقة عملها ببساطة أنه في حال بحث المستخدم عن كلمات ذات صلة بالاضطرابات النفسية؛ مثل القلق أو الاكتئاب أو الضغط النفسي، سيوجَّه إلى سلسلة مقاطع قصيرة تتضمن إرشادات داعمة.
وأعلن سناب شات في العام نفسه عن تدشين لعبة مصغرة داخل التطبيق، يمكن للأصدقاء ممارسة تمارين التأمل واليقظة من خلالها مع تبادل الرسائل الداعمة.
بالإضافة إلى ما سبق؛ عقد التطبيق شراكات مع مؤسسات تعمل على العناية بالصحة النفسية، فمثلاً يمكن للمستخدمين في بريطانيا التواصل باستخدام الدردشة مع اختصاصين نفسيين على مدار الساعة.
ولزيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية؛ أضاف سناب شات ملصقات يمكن استخدامها بين الأصدقاء بغرض تبادل الدعم في الأوقات الصعبة، وتساعدهم على ذلك بعض الإرشادات لما يمكن أن يفعلوه أو يتجنبوه.
المؤثرون يشاركون للتوعية بأهمية الصحة النفسية
أطلق سناب شات بالتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بالصحة النفسية الموافق لـ 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، مبادرة لدعم الصحة النفسية بمشاركة مجموع من المؤثرين الذين يحظون بشهرة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وشارك المؤثرون في المبادرة بمقاطعَ قصيرة أعلنوا فيها عن الاضطرابات النفسية التي يعانون منها، لرفع الوصمة عن المرضى النفسيين، وتشجيع المستخدمين على أخذ خطوة في رحلة العلاج دون أي خجل.
سناب شات ليس التطبيق الوحيد الداعم للصحة النفسية
خطوة سناب شات للانطلاق في مسيرة دعم الصحة النفسية ليست الوحيدة، وجاءت بعدما دعا تقرير صادر عن الكلية الملكية للأطباء النفسيين شركات فيسبوك وإنستغرام وتويتر، إلى مشاركة البيانات ذات الصلة بالمحتوى الضار بالصحة النفسية.
وأعلنت فيسبوك بعد صدور التقرير عن توظيف مدير لسياسة السلامة، يعمل على توفير البيانات المتعلقة بالكيفية التي يشارك بها المستخدمون منشوراتهم المتعلقة بالانتحار وإيذاء النفس، إلى جانب إتاحة محتوىً خاص بالصحة النفسية.
وذلك ما تحقق بتدشين بوابة خاصة لدعم الصحة النفسية عبر فيسبوك، تقدم موضوعات توعوية تتناول الاضطرابات النفسية المختلفة، بالإضافة إلى إتاحة نصائح متجددة تتعلق بالمتغيرات التي يمر بها العالم؛ مثل الحرب الأوكرانية، وقبلها وباء كوفيد 19.
رغم تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى جزء أساسي في الحياة اليومية للكثيرين؛ إلا أن ذلك لا يلغي تأثيراتها النفسية المحتملة. لذا إن عانيت من أي أعراض نفسية ذات صلة باستخدامك لها، فقلل الوقت الذي تقضيه في تصفحها، واستشر الطبيب النفسي إذا ما استدعى الأمر.