كيف تحدّث شريك حياتك عن الصدمات التي تعرضت لها في الماضي؟ على الرغم من أن هذه الخطوة قد تكون صعبة، فإنها لا تخلو من الأهمية. تقدم استشارية العلاقات الزوجية إدفيج فلوري (Edwige Fleury)، بعض النصائح حول كيفية مناقشة تجارب صدمات الماضي مع شريك حياتك. تقول عن ذلك: "البوح بصدمات الماضي يعني أن تكشف لشريك حياتك تجاربك السابقة التي تركت آثاراً عاطفية عميقة في نفسك، مثل الحوادث أو حالات الإساءة أو فقدان أحد أفراد الأسرة وغير ذلك، ليست هناك صدمات أكثر أو أقلّ أهمية، ولكن لكل منّا تجربته وتفاعله الشخصي معها".
وفقاً للخبيرة من الأفضل أن تخبر شريك حياتك بهذه الصدمات لبناء علاقة صحية ودائمة: "فقد تؤثر على سلوكك في العلاقة وتفاعلاتك العاطفية مع شريكك، وإدراكك لمسألة الثقة والأمان في إطار هذه العلاقة، إن البوح بهذه الصدمات طريقة لإظهار الحب، لأنه يثبت استعدادك لإظهار ضعفك وحسّك المرهف، وهو علامة على الثقة المتبادلة بين الزوجين وفي مصلحتهما".
فهل هناك وقت مناسب أو غير مناسب للحديث عن صدماتك مع شريك حياتك؟ تضيف الخبيرة: "لست مجبراً على البوح بهذه الصدمات، ولا حاجة للشعور بالضغط بسبب هذه الرغبة في الحديث عنها". ومن الأفضل أن تبوح بها عندما تصل أنت وشريكك إلى مستوى متقدم من الثقة والارتياح المتبادلين.
كيف تناقش موضوع صدماتك مع شريك حياتك؟
إذا شعرت بأنك مستعد للحديث عن هذه الصدمات تنصحك فلوري باتّباع عدة خطوات، تتيح لك ولشريك حياتك الشعور بالثقة والأمان والارتياح تّجاه مناقشة هذا الموضوع.
اختيار الوقت المناسب
لمشاركة جانب من جوانب حياتك مع شخص ما، من الأفضل أن تختار وقتاً يسوده الهدوء والسكينة، ويكون فيه الطرف الآخر مستعداً للإصغاء. توضح الخبيرة ذلك: "من الأفضل أن توفر بيئة صحية ومثالية للإصغاء بانتباه ويقظة".
خطّط جيداً للموضوع
وفقاً لاستشارية العلاقات الزوجية من الضروري قبل أن تثير موضوع الصدمات مع شريك حياتك، أن تتأكد أنك مستعد فعلاً لكشف ماضيك: "استشارة معالج مختص قد تكون مفيدة لك، ويمكن أن تساعدك على التخطيط الجيد للطريقة التي ستتحدث بها عن صدماتك".
تحدّث بإيقاعك الشخصي
تنصحك الخبيرة طبعاً بالحديث وفقاً لإيقاعك الشخصي، مع جسّ نبض الشريك الذي يصغي إليك لمعرفة إيقاعه الخاص في عملية الإصغاء: "لست ملزماً بالبوح بالمعلومات كلّها دفعة واحدة لشريك حياتك، ومن المهم أن تراعي أيضاً طاقته وقدرته على استيعاب ما تسرده بشأن صدماتك، حتى لا ترهقه، وكي تتيح له المجال للتفاعل معك بطريقة مناسبة".
الأخطاء التي عليك تجنّبها
على غرار كل المواضيع والمحادثات الحساسة، هناك هفوات وأخطاء يجب تجنّبها، مثل عدم إجبار نفسك على الكلام في وقت غير مناسب، أو عندما يكون شريكك غير مستعد نفسياً للإصغاء إليك.
تضيف فلوري: "لا تنتظر تفهّماً فورياً من شريك حياتك، لكل شخص إيقاعه الخاص في استيعاب المعلومات والتفاعل معها، لكن يمكنك أن تتوقع تعاطفه معك على المدى القصير".
يمكننا أن نذكّر في هذا السياق بأن صدمات الماضي لا تشكل الشخصية الكاملة للفرد، ومع ذلك فإنها جزء من حياته وهويته. من المهم إذاً أن يتحلى الشريكان بالشجاعة والإصغاء والتعاطف والتفهّم عند مشاركة تجربة من صدمات الماضي، لأنها يجب ألّا تكون عائقاً أمام بناء علاقات صحية وأصيلة ودائمة.