كيف تتأكدين أن زوجك هو الزوج المثالي؟

2 دقائق
الزوج المثالي
الزوج المثالي

يوضح المؤلف المكسيكي للكتاب الأكثر مبيعاً "اتفاقيات تولتيك الأربع لإتقان الحبّ وتعلُّم فن الدخول في علاقة" (La Maîtrise de l’amour – Apprendre l’art des relation)؛ دون ميغيل أن مفتاح أيّ علاقة ناجحة يكمن في مدى قدرتنا على حُبّ الآخر دونما رغبةٍ في تغييره، وفي الآتي نورد مقطعاً من هذا الكتاب.

تخيّلِ الآن أنك في علاقة مثالية حيثُ أنت وشريكك غارقان من الرأس إلى أخمص القدمين في السعادة، فكلاكما يقتسم أيامه رفقة أنسب شريكٍ قد يحظى به. إذا طُلِب منك وصف حياتك رفقة هذا الشخص، فكيف ستصفها؟

في الواقع إن علاقاتك مع الآخرين تشبه علاقتك بحيوانك الأليف، فأياً كان الجُهد الذي ستبذله لتغييرها إلى النسخة التي ترضيك، هي في عُمقها أشبه بمحاولة تغيير القطة إلى حصان! إما أن تتقبّل الآخر على ما هو عليه أو لا تفعل. تنبغي لك مصارحة نفسك: هل ترغب في دخول هذه العلاقة أم لا؟ من المهم أن تفهم هذه النقطة حتى ترى ما هو حقيقي داخل كلّ شخص، لا فقط ما ترغب أنت في رؤيته.

في حال كان لديك حيوان أليف، تمعّن في طبيعة العلاقة التي تجمعك به. إنها علاقة مثالية وبسيطة، خالية من الشروط والقيود؛ لكن حين يتعلق الأمر بشريكك، هل يتم الأمر بهذه السلاسة؟ لا، لأنه يحمل في داخله الكثير من التوقٌّعات التي لا تتغير باستمرار.

لِمَ لا يجد أغلب الناس صعوبة في الحفاظ على هذا النوع من العلاقات مع حيواناتهم الأليفة لكن يشقّ عليه فعل الأمر نفسه مع البشر؟ لِمَ نحن عاجزون عن السماح للمرأة بأن تكون امرأة، والرجل أن يكون رجلاً؛ أن نُحب كلاً منهما على طبيعته دون أن نحاول التدخل به وتغييره؟

ربما تُحدّث نفسك: "لكن ماذا لو لم أكن مع الشخص المنشود؟"، وهو في الواقع سؤال وجيه إذ يجب أن تختار شريكاً يلائمك؛ لكن كيف لك أن تميّزه؟ هو من يرغب في المشي معك في الطريق نفسها، مَن يشاطرك القيم والمبادئ والأفكار ذاتها على الصعيد العاطفي والجسدي والمالي والروحي.

هَبْ أن هناك 100 امرأة يبحثن عن الرجل المثالي، وأنهن جميعاً يجدن فيك هذا الرجل، كم امرأةً منهنّ ستكون شريكةً مناسبة لك في المقابل؟ لا تستطيع أن تخمّن لأن عليك أن تجازف وتستكشف! لكن يمكن أن أجزم لك أن المرأة المناسبة لك هي تلك التي ستحبها كما هي تماماً دون أن تتملكك الرغبة في إلحاق أي تغيير بها. 

وستكون محظوظاً لو كنت الرجل المثالي لامرأتكَ المثالية، وهكذا يصير بوسعك أن تكون على طبيعتك معها، وتبقى الرجل الذي ألِفَته بالضبط كما تبقى القطة قطةً!

حين تتعرف إلى شخصٍ ما، يبدأ بإرسال إشارات لجذب انتباهك منذ اللحظة الأولى؛ يتحرق شوقاً ليقتسم معك حُلمه، ويُشرع أبواب روحه في وجهك. من السهل أن ترى الآخر على حقيقته منذ البداية وتكون على بيّنة من خطوتك القادمة، فإما أن تشعر بالتناغم معه أو لا لكن ليس بوسعك أن تلومه لأنه لا يلاقي توقعاتك. ما دمت تعرف أيّ نوع من الشركاء تبحث عنه فلا تهدر وقتك وجهدك في تجارب بعيدة كل البُعد عمّا تريد، ولا تحشر شخصاً آخرَ في إطار لا يلائمه!

المحتوى محمي