تقنية جديدة تساعدك على مواجهة الكوابيس المزمنة: تعرف إليها

2 دقائق
العلاج التخيلي الاسترجاعي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: في حين أن الكوابيس قد تُقلق راحتنا من وقت لآخر، فإنها تؤثر في جودة حياة من يعانون اضطراب الكوابيس أو مرض الكوابيس لكن باحثين توصلوا إلى طريقة علاجية جديدة تدعى "العلاج التخيلي الاسترجاعي" قد تمثل حلاً فعالاً لهذه المشكلة. تعرف إلى هذا الأسلوب مع هذا المقال.

تبلغ معاناة البعض من الكوابيس ليلاً حداً يصعب تحمله إذ تؤثر في جودة نومه وحياته ككل؛ لكن باحثين توصلوا إلى طريقة علاجية جديدة قد تمثل حلاً فعالاً لهذه المشكلة.

العلاج التخيلي الاسترجاعي

في حين أن الكوابيس قد تُقلق راحتنا من وقت لآخر، فإنها تؤثر في جودة حياة من يعانون اضطراب الكوابيس أو مرض الكوابيس، وإذا كان الكابوس يوقظك ليلاً فجأة ويمنعك من العودة إلى النوم بسهولة، فإن أحلام الشخص الذي يعاني هذا الاضطراب تؤثر على نحو مباشر في دورات النوم والاستيقاظ لديه؛ إذ يمكن للكوابيس المزمنة أن تتسبب في الحرمان من النوم والإرهاق وسرعة الانفعال وتدهور الصحة النفسية، وللتعامل مع اضطراب الكوابيس، يوصى غالباً باللجوء إلى ما يُعرف بـ "العلاج التخيلي الاسترجاعي" (Imagery Rehearsal Therapy).

ويوضح الباحثون لمجلة "طب النوم" (Médecine du Sommeil): "يتمحور هذا العلاج حول إعادة صياغة سيناريوهات الكوابيس خلال النهار باستخدام التخيل الذهني بغية تعديل الصور التي يراها المريض خلال النوم". وعلى الرغم فعالية العلاج، فقد أوضحت دراسة نُشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2022 في دورية "كورينت بايولوجي" (Current Biology) أن 30% من المرضى لا يُظهرون استجابةً له؛ ولهذا السبب درس الباحثون القائمون على هذا البحث طريقة علاجية أخرى.

العلاج بالصوت

لم يحاول الباحثون السويسريون استبدال طريقة العلاج التخيلي الاسترجاعي؛ بل سعوا إلى دمجها مع نهج آخر لزيادة فرص النجاح إلى الحد الأقصى.

يقول الطبيب النفسي ومؤلف الدراسة لامبروس بيروغامفروس (Lampros Perogamvros)، لموقع "ساي بوست" (PsyPost): "ترتبط المشاعر التي نشعر بها في أحلامنا بحالتنا العاطفية، وبناءً على هذه الملاحظة، توصلنا إلى فكرة أنه يمكننا مساعدة الناس الذين يعانون الكوابيس المزمنة من خلال تعديل مشاعرهم في أحلامهم".

في سبيل ذلك، اختبر الباحثون فعالية تقنية إعادة تنشيط الذاكرة المستهدفة بالتوازي مع العلاج التخيلي الاسترجاعي، وتتمحور هذه التقنية حول ربط الأصوات أو الروائح بالمعلومات، ثم إرسال هذه الإشارة الحسية مرة أخرى إلى الدماغ في أثناء النوم لتعزيز الذاكرة وتسهيل التعلم.

قسَّم الباحثون 36 شخصاً ممن يعانون الكوابيس المزمنة إلى مجموعتين؛ تلقى أفراد المجموعة الأولى أصواتاً ترتبط بالسيناريوهات الإيجابية التي تنشأ في أثناء العلاج التخيلي الاسترجاعي، في حين خضع أفراد المجموعة الثانية للعلاج دون ربطه بأي أصوات.

ولمدة أسبوعين، كان المرضى يكررون على أنفسهم السيناريوهات الإيجابية قبل النوم مباشرة، وقُدِّمتْ لهم أحزمة نوم تصدر الأصوات التي اقترنت بها، خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة.

وفي نهاية الأسبوعين، جمع الباحثون بيانات تتعلق بتكرار الكوابيس ومدى شدتها، ثم جمعوا البيانات ذاتها بعد 3 أشهر.

أظهرت نتائج الدراسة أن الجمع بين كلا النهجين قلل تكرار الكوابيس على نحو ملحوظ. علاوة على ذلك، أبلغت المجموعة التي جربت تقنية إعادة تنشيط الذاكرة المستهدفة عن زيادة ملحوظة في الأحلام ذات المشاعر الإيجابية، مقارنة بالمجموعة الأخرى.

المحتوى محمي