ملخص: الجدال مشهد من مشاهد الحياة اليومية في العلاقات الزوجية؛ لكنّه قد يتحوّل أحياناً إلى سياق مناسب للتشكيك فيها وضرب استقرارها، ولا سيّما إذا تطوّر إلى تراشق كلامي وتبادل للاتهامات. متى يكون الجدال إذاً مضرّاً بالعلاقة الزوجية؟ وكيف يمكن التعامل معه بذكاء؟ وما العمل بعد أزمة الجدال؟ هذه الأسئلة وغيرها يجيبها المقال التالي.
وفقاً لرأي الخبيرة مارغو تيرو. يصعب على الزوجين أحياناً معرفة التصرّف المناسب بعد جدال بينهما. هل من المفروض أن يتوقفا عن تبادل الحديث بضع ساعات أم يتباعدا أم يهدّئا فورة غضبهما؟
هل يتعيّن عليّ أن أكون البادئ بالصلح؟ هل ينبغي لي أن أبذل جهداً في ذلك؟ ثمة أسئلة عدّة نطرحها بعد الخلاف مع الشريك. لمعرفة طريقة التصرّف المثلى في هذه النوعية من المواقف، تقدّم لنا استشارية العلاقات الزوجية، مارغو تيرو (Margaux Terrou)، بعض التوضيحات.
كيف ندير الجدال؟
الجدال مؤشر إلى وجود مشكلة تواصل بين الزوجين وخلل معين في العلاقة بينهما. تقول استشارية العلاقات الزوجية، مارغو تيرو: "يُظهر الجدال بين الزوجين وجود مشكلة في لحظة معينة أو خللاً قائماً منذ شهور أو سنوات، ولا يستطيع الزوجان التخلّص منه". فما السبب الرئيس للجدال؟
وفقاً للخبيرة؛ يقع النزاع بين الزوجين بسبب تعامل أحدهما بأسلوب خاطئ مع موضوع مشترك. وقد تكون هناك أسباب خفيّة عديدة وراء هذا الخلاف.
كيف نتصرّف بعد الجدال؟
ليس من السهل التخلّص من هذه التوترات بعد ظهورها. لإدارة الجدال بأفضل الطرائق الممكنة، من المهمّ التّريث قليلاً لتهدئة الوضع. تشير تيرو إلى ذلك قائلة: "قد يؤدي عنصر مهيّج إلى تصعيد التوترات بين الزوجين، فيتحوّل موضوع الجدال الأصلي في الغالب إلى مشكلة معقدة للغاية".
وتضيف: "عندما تزيد درجة التّوتر، من الضروري التّريث بضع دقائق والتفكير في خطورة الوضع ثم تهدئته". يجب أن ننتبه إن كنّا مهتمين بمضمون المشكلة أم بشكلها فقط. إذا كان الأمر مجرد نقاش شكلي، فلن يكون له هدف سوى إيذاء الطرف الآخر، وقد تكون لذلك انعكاسات سلبية على العلاقة".
تجنّب الإلحاح على الجوانب المؤلمة والضغط عليها
من يتعيّن عليه اتخاذ خطوة التقرّب من الآخر بعد نهاية الأزمة؟ يعتمد ذلك على سبب الجدال: توضّح الخبيرة: "هل تنبع هذه الأزمة من مشكلة حقيقية مثل الخلاف حول موضوع محدد؟ يتعيّن على الطرفين في هذه الحالة أن يخصّصا الوقت الكافي لتوضيح الأمور"، ثم تضيف: "في المقابل، إذا كان سبب الجدال يرجع إلى كلام مؤذٍ أو غير لائق أو خبيث، فإن على الطرف الذي تلفّظ به أن يعتذر للآخر".
أخطاء يجب تجنّبها عند وقوع الجدال
ترى استشارية العلاقات الزوجية، مارغو تيرو، أن الخطأ الذي يجب تجنّبه هو إهمال التواصل. تنصح تيرو قائلة: "صمت الزوجين يؤدي إلى تراكم الإحباط. تجنّب التحدّث خلال عدة ساعات أو أيام بعد أزمة معينة ليس حلاً مناسباً، يجب أن نحاول تجديد التواصل بسرعة من خلال الاعتذارات أو الرسائل أو النكات أو غير ذلك".
من بين السلوكيات التي ينبغي تجنّبها أيضاً في أثناء الجدال: الانتقادات غير المبرّرة والموجَّهة. يجب أن نتجنّب الإلحاح على الجوانب المؤلمة للآخر أو الضغط عليها، فالتطرّق إلى بعض الموضوعات الحسّاسة قد تكون له انعكاسات مدمّرة على أحد الطرفين. تشرح الخبيرة ذلك قائلة: "قد يسعى الطرفان في مثل هذه المواقف إلى الإيذاء المتعمّد للآخر من خلال الضغط على نقاط ضعفه، وقد يمثل ذلك نقطة اللاعودة".
لماذا؟ عندما يبوح شخص ما بعُقده وصدماته وعيوبه فإنه يضع نفسه في موقف ضعف، وتوظيف هذه النقاط ضدّه خلال الجدال يمكن أن يقوّض الثقة والتواصل السائدين في العلاقة. آخر خطأ هو التشكيك في العلاقة الزوجية. تؤكد استشارية العلاقات الزوجية: "عندما تقول خلال الجدال عبارة من قبيل: مللتُ، لقد انتهى الأمر، فقد يكون كلامك هذا مؤذياً للغاية، وقد يصدر عنك في أيّ جدال ويصبح خطاباً معتاداً يؤدّي تلقائياً إلى القطيعة".
هذا السلوك غير مفيد أبداً إلا إذا كانت لديك إرادة حقيقة لإنهاء العلاقة الزوجية. الحياة الزوجية ليست هادئة تماماً، والجدال المستمر دليل على ذلك؛ لكن إذا استخدمنا الحلول المناسبة لإدارة التوترات فقد نعزّز فرص الحفاظ على هذه العلاقة واستمرارها.
اقرأ أيضاً: