ملخص: هل قرأت عن المذيعة المصرية التي فقدت النطق مؤخراً نتيجة مرورها بأزمة نفسية؟ ربما جعلك ذلك تتساءل عن الأسباب التي أدت بها إلى هذه الحالة، والأساليب العلاجية التي يمكن اتباعها لعلاجها، وذلك ما سنتعرف إليه بالتفصيل في مقالنا عن "فقدان النطق النفسي".
محتويات المقال
هكذا عبرت المذيعة المصري أميمة بدري في منشور كتبته يوم 1 يوليو/ تموز 2023 على صفحتها الشخصية في منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي عن الأزمة الصحية التي مرت بها مؤخراً، واستدعت خضوعها لفحوصات نفت وجود أي جلطات في المخ، لتعود بدري في 4 يوليو/ تموز بمنشور آخر تؤكد من خلاله إنها استعادت قدرتها على الحديث بالتزامن مع تحسن حالتها الصحية.
ما تعرضت له المذيعة المصرية أثار الحديث بين رواد منصات التواصل الاجتماعي حول ما الذي يمكن أن تفعله الضغوط النفسية بصحة الشخص، وإذا ما كان يمكن أن تصل به الحال إلى فقدانه القدرة على الكلام، وهذا ما سنتعرض إليه بالتفصيل في مقالنا وفقاً لآراء الخبراء النفسيين.
ما الأسباب النفسية التي قد تجعل الشخص يفقد قدرته على النطق؟
يشير الطبيب النفسي المصري وليد هندي إلى أن فقدان الصوت النفسي يُعد أحد اضطرابات الصوت الذي تتسبب في حدوثه عوامل نفسية تؤدي إلى ظهور تغيرات سلبية ومفاجئة وقوية في جودة الصوت؛ ما قد يُحدث بحة تمتد أحياناً إلى فقدان الصوت تماماً، مؤكداً إن هذه الحالة تترافق مع معاناة الإنسان من الحزن أو الإصابة بالاكتئاب الشديد أو التعرض لأزمة نفسية، وكذلك المعاناة من حالات الإنهاك الجسدي والعصبي.
ويضيف مختص الإرشاد النفسي السعودي عبد الله سافر الغامدي إن فقدان النطق النفسي قد يظهر أيضاً عند مواجهة صعوبات في الحديث وعدم قدرة الشخص على التعبير عما يدور في ذهنه بجمل واضحة، وتسهم في الإصابة به التربية القاسية أو المرور بضغوط عصبية أو المعاناة من القلق الشديد.
ويلفت الغامدي انتباهنا إلى جانب مهم ألا وهو التفرقة بين فقدان النطق النفسي الكامل وفقدان النطق الانتقائي، فأحياناً قد يتعرض الإنسان لصدمة نفسية تجعله لا يتحدث في مواقف بعينها؛ مثل ألا يستطيع النطق أمام الشخص الذي آذاه أو في مكان الاعتداء عليه، بينما في حالة فقدان النطق بالكامل، لا يتمكن الشخص من الحديث تماماً بغض النظر عن تغيُّر الظروف.
كيف يمكن علاج فقدان النطق النفسي؟
يؤكد الطبيب النفسي المصري وليد هندي إنه يمكن علاج فقدان النطق النفسي، وتكون الخطوة الأولى بتوعية المريض بنوعية مرضه حتى لا يضطرب أو ينزعج نتيجة ظنه بأنه ناتج من إصابته بالسرطان أو أنه لن يستعيد صوته مرة أخرى، إلى جانب طمأنته بأن الأمر سيحتاج إلى أيام معدودة من المتابعة حتى يتمكن من الحديث مرة أخرى.
ويوضح مختص الإرشاد النفسي السعودي عبد الله سافر الغامدي إنه عند علاج الشخص المصاب بفقدان النطق النفسي، يجب التركيز على تنشيط الذاكرة السمعية والاستيعاب اللغوي، مع ضرورة توفير بيئة آمنة خالية من التوتر.
وهو ما يتشارك في التأكيد عليه أيضاً طبيب الأنف والأذن والحنجرة المصري هشام نجم، بإشارته إلى أن علاج فقدان النطق النفسي لا يستلزم إجراء جراحة أو تدخلاً طبياً معيناً؛ إنما كل ما يحتاج إليه المريض هو طمأنته وإعطاؤه بعض الأدوية المهدّئة أحياناً حتى تمر أزمته على خير.
أما في حالة فقدان النطق الانتقائي، فقد يستخدم المعالج النفسي العلاج المعرفي السلوكي لتقديم إرشادات عملية محددة تساعد المريض على تقليل مستوى القلق والانزعاج الذي يدفعه إلى الصمت في مواقف أو أماكن معينة؛ ما يُحدث عنده تغييرات سلوكية إيجابية تجعله يتجاوز المشكلة بنجاح.
3 نصائح للتعامل مع شخص تعرَّض لفقدان النطق النفسي
ربما يُعد فقدان أحد المقربين منك النطقَ حادثاً مُربكاً بعض الشيء؛ لذا إليك 3 نصائح لتنجح في التعامل معه بصورة أفضل:
- لا تستعجله في الحديث واستعادة قدرته على النطق فهذا سيزيد قلقه؛ إنما ابذل قصارى جهدك لطمأنته وتوفير بيئة مريحة له.
- اهتم بمعرفة الاضطرابات النفسية التي أدت إلى إصابته بهذه الحالة، وساعده على التعافي منها حتى تقلل تكرار معاناته.
- لا تُشعره بأنه أصبح مختلفاً عنك وعن الآخرين، فقد يؤدي ذلك إلى رغبته في العزلة ومن ثَم تعقُّد المشكلة أكثر؛ لكن اجتهد لدمجه اجتماعياً حتى ولو لم يستطع الحديث والتعبير عما يدور في ذهنه بلسانه، فمجرد وجوده في بيئة داعمة هو عنصر أساسي لتحسن صحته النفسية.
أخيراً، عليك الانتباه إلى الضغوط النفسية التي تتعرض لها في حياتك ولا تتركها تتراكم حتى لا تتسبب في معاناتك من مشكلات صحية غير هينة، وتذكّر أن استعانتك بالطبيب النفسي ستجعلك تنعم بحياة أفضل تكون فيها أكثر قدرة على مواجهة ضغوطك ومشكلاتك وإدارتها.