3 نصائح عملية لتتواصل مع طفلك بفعالية

بناء علاقة حقيقية مع الأبناء
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يحلم الآباء والأمهات بتربية أبنائهم تربية مثالية؛ لكنهم يتجاهلون أحياناً شخصيات هذه الكائنات الصغيرة وحريتها وحاجتها إلى الاستقلالية، فيحدث ذلك التعارض بين رغبات الآباء واختيارات الأبناء، ويؤكد ذلك الحاجة الماسة إلى بناء علاقة حقيقية معهم قبل التفكير في توجيههم. هذا المقال يوضح لك كيفية التقرّب من أبنائك أكثر حتى تسهل عليك بناء علاقة حقيقية مع الأبناء وتربيتهم.

يجد الآباء والأمهات رهن إشارتهم الكثير من الموارد التي تعلّمهم كيفية الاعتناء بأبنائهم على نحو أفضل؛ لكن ماذا عن كيفية بناء علاقة حقيقية مع الأبناء؟

ليس من السهل دائماً على الأب أو الأم معرفة كيفية تطوير العلاقة مع الأبناء، فتوفير كل ما يحتاجون إليه للنمو لا يسمح دائماً بخلق علاقة حقيقية معهم. بل إن بعض الآباء والأمهات يجدون صعوبة في فرض مكانتهم وأداء دور إيجابي في إطار هذه العلاقة. بعضهم متسلط، وآخر متساهل، وثالث لا يتواصل بما يكفي، فتجده يتعامل مع أبنائه إما باعتبارهم بالغين مثلما يتعامل مع صديق أو معالج نفسي، أو يحرمهم تماماً من فرص تطوير ذواتهم. توضح المساعدة الاجتماعية جوردان ترافرز (Jourdan Travers) في تصريح لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، إن هناك طقوساً وعادات يمكن الاعتماد عليها من أجل تقوية العلاقة بين الطرفين.

عزز لحظات التواصل

ليس من السهل أن تمنح أبناءك دائماً فرصة التعبير بحرية كما يريدون؛ كما أن طرح سلسلة من الأسئلة عليهم من حين لآخر كي يتحدثوا معك ليس الأسلوب الذي يتعين اتباعه بالضرورة. من الأفضل إذاً أن تختار ظروفاً هادئة ووقتاً يومياً مشتركاً مع أبنائك تخصصه لخوض النقاشات معهم أو غير ذلك، بدلاً من اعتماد التواصل المؤقت من حين لآخر.

في هذا السياق، سلطت دراسة نُشرت سنة 2023 في دورية علم نفس الأسرة(Journal of Family Psychology) الضوء على أهمية الروتين الأسري في تعزيز التواصل. ويمكن أن يتجلّى هذا الروتين في تناول وجبة مشتركة في اليوم أو تخصيص يوم في الأسبوع لنشاط أسري مثل نزهة أو إعداد أطباق معينة أو ممارسة هواية من اختيار الأطفال. وتشير جوردان ترافرز إلى أن استقرار هذه المواعيد وثباتها يمكن أن يعزز الروابط بين الآباء والأبناء.

تقبّل استقلالية الأبناء

تعطي صفة الأبوة أو الأمومة لبعض الآباء والأمهات انطباعاً أنهم مسؤولون عن السلوكيات كلها التي تصدر عن الطفل وأن عليهم التحكم فيها بفرض سلطتهم؛ لكن الأطفال يبدؤون مبكراً بإثبات اختياراتهم الشخصية. وفقاً للطبيبة النفسية للأطفال دانييل مارسيلي (Daniel Marcelli) والمختصة في الطب النفسي السريري إيزابيل فيليوزات (Isabelle Filliozat)؛ فإن الطفل يمكن أن يبدأ منذ عامه الأول فرض أذواقه.

من الأفضل إذاً تنظيم حياة الأطفال لكن دون السعي إلى السيطرة عليهم أو التحكم فيهم. اهتم بأذواق طفلك ودعه يستكشف ما حوله مع مراقبته سراً، والإصغاء إليه باهتمام كما تقترح ذلك الخبيرتان النفسيتان؛ إذ يجب أن يشعر طفلك بدعمك، ويحس بالأمان كي يحافظ على طبيعة شخصيته ويثق بنفسه،

ثق في طفلك

تؤكد جوردان ترافرز: “على الآباء والأمهات إذا أرادوا أن يعززوا قنوات التواصل المفتوحة مع الأبناء ويخلقوا علاقة آمنة معهم، أن يتحلوا بالثقة والصبر بالتخلي عن ردود الأفعال المندفعة والاستجوابات المتطفّلة”. فالطفل يصبح بمجرد دخوله إلى المدرسة عرضة لأحكام صادرة من خارج المحيط الأسري.

وقد أظهرت دراسة نُشرت سنة 2015 في الدورية البريطانية لعلم نفس النمو (British Journal of Developmental Psychology) أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و7 سنوات يدركون منذ هذه السن المبكرة أن البوح بنقاط قوتهم أو ضعفهم في بيئة داعمة أسهل من البوح بها في بيئة غير داعمة. وتنصح دانييل مارسيلي وإيزابيل فيليوزات الآباء والأمهات أن يُظهروا لأبنائهم الرغبة في دعمهم والقدرة على مساعدتهم؛ لأن ذلك سيضاعف ثقة الوالدين في أنفسهم وفي فلذات أكبادهم.