ملخص: تعمّق هذا المقال في تعقيدات التعامل مع شريكٍ لا يستطيع أو لا يريد التغيير، ويقدّم 3 إرشادات حول كيفية التعامل مع شريكك وهذا الوضع المُحْبِط.
محتويات المقال
العلاقات عبارة عن رحلة دائمة التطوّر وتتطلّب تواصلاً مفتوحاً وفهماً واستعداداً للتكيّف والنموّ معاً؛ إلاّ أنّ العديد من الأفراد يجدون أنفسهم أحياناً في مواجهة شريكٍ يقاوم التغيير. وعلى الرغم من بذل قصارى جهودهم لتعزيز العلاقة وتحسينها، فقد يكون الإحباط الناتج من افتقار الشريك إلى الدافع للتغيير عقبة تؤدّي إلى مجموعة من التحديّات التي يمكن أن تدمّر العلاقة.
ما الذي يمكن أن يدمّر العلاقة الزوجية؟
قد يكون التعامل مع شريكٍ يُظهر باستمرار سلوكات إشكالية أو مزعجة أمراً صعباً؛ لأنه يؤثّر في سلامتك العاطفية والجسدية وصحة علاقتك. وفيما يلي بعض الأمثلة على السلوكات التي يمكن أن تسبّب احتدام العلاقة أو حتّى تدميرها:
- يفشل شريكك باستمرار في تخصيص وقت للأطفال أو يتجاهل مسؤولياته تجاهك، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى توتّر الرابطة بينكما وخلق مشاعر الاستياء والإحباط.
- يسيء لك عاطفياً أو جسدياً، أو يمارس عليك أيّ شكلٍ من أشكال الإساءة.
- يخونك بصفة متكرّرة؛ ما يلحق الضرر الشديد بالثقة داخل العلاقة، ويصعّب إعادة بناء أساس قويّ في التواصل والعلاقة الحميمة.
- يمارس عادات يمكن أن تؤدّي إلى ضغوط مالية واضطراب عاطفي وبيئة منزلية غير مستقرة؛ مثل المقامرة أو الإفراط في استهلاك الكحول.
- يتبنى المواقف السلبية باستمرار؛ ما يخلق أجواءً سامة في العلاقة.
- يواجه صعوبات في الحفاظ على عمله أو وظيفته، ويمكن أن يتسبّب ذلك في عدم الاستقرار المالي والتوتّر والضغوط في العلاقة.
- ينفق المال بإفراط ودون مسؤولية؛ ما يسهم في الضغوط المالية والصراعات وتقويض الثقة والتخطيط المستقبلي داخل العلاقة.
اقرأ أيضاً: كيف تنفصل عن شريكك بلطف؟
شريكك لا يتغير أم لا يريد التغيير؟
الأسباب الكامنة وراء مقاومة شخصٍ ما للتغيير متعددة الأبعاد؛ إذ يصبح من الواضح أنّ كلاً من قدرته واستعداده للتغيير متأثّر بصحته العقلية والعاطفية، فقد يعبّر شريكك بصدقٍ عن رغبته في التغيير ولكنّه يظل يعود باستمرار إلى عاداته القديمة ولا يستطيع التغيّر.
بالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يكون من الكافي معرفة أن الشريك يريد التغيير حقاً، فيتسامحون مع السلوك غير المرغوب فيه لفترة غير محدّدة طالما أن الشريك يبذل الجهود لإحدث تغيير. لكن هذا الموقف كفيلٌ بجلب التعاسة لعلاقتكما، والمزيد من خيبة ظنّك وأملك في ظلّ سلوكات شريكك غير اللائقة.
وسواء كان شريكك يرفض التغيير أو لا يستطيع التغيير بصدق، فإذا استمرّ سلوكه غير المرغوب فيه، قد يصبح نمطاً لسنوات؛ حيث تصبح العلاقة مضطربة، وتتخلّلها فترات صعبة، وتحسينات ضئيلة، وقليلٍ من لحظات من السعادة. لذلك؛ لست مضطراً للبقاء في علاقة مع شخص يحاول ويفشل في فعل الصواب، فرغبته وحدها وتَوقك إلى التغيير لن يحلّا المشكلة؛ السلوكات الحسنة فقط يمكنها تصحيح السلوكات السيئة.
اقرأ أيضاً: كيف تتعاملين مع زوجك غير المسؤول؟
3 طرائق للتعامل مع الشريك غير المتجاوب مع التغيير
عندما تواجه علاقة متضاربة المصالح، من الضروري اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتك النفسية وإيقاف سيل التعاسة. وفيما يلي بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها التعامل بفعالية مع وضع الشريك غير المتجاوب:
1. تذكّر أنه لا يمكنك تغيير شريكك
ركّز على تغيير سلوكاتك وردود أفعالك بدلاً من الاعتقاد بأنك يمكنك تغيير شريكك؛ إذ قد تؤثّر في شريكك على نحو غير مباشر فيعيد النظر في سلوكاته. ففي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدّي تعديل ردود أفعالك على سلوك شريكك إلى محادثات بنّاءة تساعد على خلق بيئة أكثر إيجابية للتواصل، ويبقى دورك هو تقديم الدعم؛ لكن مسؤولية إجراء التغييرات اللازمة تقع على عاتقه.
2. اعرف نفسك
خذ الوقت الكافي للتفكير في مواقفك وسلوكاتك وتوقعاتك وآمالك وأحلامك وذكرياتك ومخاوفك ومحفزات سلوكك، واسأل نفسك كم من الوقت تعتقد أنه يمكنك البقاء في العلاقة إذا لم يحدث التغيير الذي ترجوه. وتستطيع الاستعانة بالاستشارة الفردية لتجنّب الشعور بالكآبة أو العجز، واكتساب نظرة ثاقبة لدورك في صراعات العلاقات، واستيضاح خططك المستقبلية.
وكذلك، من المهم تقييم السلوكات السلبية لشريكك التي يمكنك تحمّلها، وتلك التي لا تستطيع التكيّف معها، فمن خلال الانخراط في عملية التأمل الذاتي والتقييم، يمكنك تطوير فهم أفضل لنفسك وحدودك. إذ سيرشدك هذا الوعي إلى اتخاذ قرارات صحيحة بشأن علاقتك، ويمكّنك من إعطاء الأولوية لرفاهيتك العاطفية.
3. واجه المشكلات
يجب أن تدرك أن شريكك قد لا يعاني مستوى الإحباط والتعاسة نفسه الذي تعانيه في العلاقة. لذلك؛ من الضروري نقل مخاوفك بشأن المستقبل عند التعبير عن حبك لشريكك، فإذا وجدت نفسك تشكّ في مشاعرك تجاهه، خذ الوقت الكافي لإعداد قائمة بالصفات التي تقدّرها وتحبّها فيه، ولا تؤجّل إجراء محادثات صريحة مع شريكك حول ما يمكنك القيام به لتحسين الوضع، بعد أن تكون قد حدّدت السلوكات التي تخلق مشكلات في علاقتكما.
اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع شريك العمر في حال أصيب بانفصام الشخصية؟
وختاماً، من الضروري معالجة مشكلات الشريك غير المتجاوب مع التغيير لأن من شأنها تعريض سلامتك النفسية والعاطفية للضرر الكبير، إضافة إلى تدمير روابط الثقة والاحترام بينكما. لذلك؛ يُنصح باتباع الاستراتيجيات الثلاث موضّحة في هذا المقال للحفاظ على رؤية واضحة قبل اتخاذ أيّ قرارٍ نهائي بخصوص العلاقة.