يطال التنمر المدرسي 1.2 مليون تلميذ في المرحلتين الإعدادية والثانوية في مدارس فرنسا إذ يتعرضون للعنف الجسدي واللفظي. ونظراً لنقص الكوادر والافتقار إلى التدريب الكافي فإن الإدارات المدرسية لا تتمكن دائماً من رصد آفة التنمر والسلوكيات المرتبطة بها ومكافحتها، ولتحقيق ذلك فإن أول ما علينا معرفته هو أن ثمة علامات تحذيرية تشير إلى وقوع الطفل ضحيةً للتنمر يجب الانتباه إليها.
علامات تدل على تعرّض الطفل للتنمر المدرسي
ليس من السهل دائماً التعرف إلى علامات تعرض ابنك للتنمر المدرسي ولا سيما في مرحلة المراهقة، فقد ينظر الآباء إلى بعض السلوكيات المؤذية التي يتعرض لها أبناؤهم في المدرسة على أنها مجرد مشاكسات طفولية لا أكثر كما أنهم قد يعزون الضيق النفسي الذي يمر به الأبناء إلى أزمة مرحلة المراهقة أو يظنون أنها مجرد حالة عابرة لا تثير القلق. ولكن ثمة إشارات تحذيرية جسدية أو نفسية تظهر على الأطفال من ضحايا التنمر ويجب أن ينتبه إليها الآباء ومن أبرزها:
- اضطرابات النوم.
- سرعة الانفعال.
- تقلب المزاج.
- القلق.
- الانطواء والعزلة.
- ظهور اضطرابات جسدية مرتبطة بالقلق أو التوتر كآلام المعدة أو الإكزيما (التهاب الجلد التأتّبي) وغيرها.
من جهة أخرى فإن على الكادر التعليمي بدوره الانتباه إلى ظهور العلامات التالية على الطفل:
- تدني مستواه الدراسي.
- تكرار غيابه عن المدرسة دون أسباب.
- المشكلات السلوكية (مثل نوبات الغضب).
- العدوانية.
الأوجه المختلفة للتنمر المدرسي
لا ينبغي اختزال التنمر المدرسي بمجرد السخرية أو المشاكسات الطفولية، وإذا كان يمكن اكتشاف العنف الجسدي بسبب الكدمات أو الندوب التي يتركها فإنه من الصعب اكتشاف العنف النفسي كالتهديد اللفظي وتوجيه الشتائم.
يعاني ما يقرب من 5.1% من الطلاب من الأذى الجسدي في المدارس بما في ذلك التعرض للضرب أو السرقة أو الابتزاز أو الاحتجاز القهري أو الإيماءات غير اللائقة. كما يمكن أن يشمل مفهوم الأذى الجسدي "الألعاب الخطرة" مثل ألعاب الإغماء أو ألعاب التحديات.
أما ضحايا العنف النفسي في المدارس فيمثلون 8% من الطلاب وسواء كان لفظياً أو رمزياً فإن الأذى النفسي يتخذ 3 أوجه:
- الأذى اللفظي (الشتم أو التهديد أو نشر الشائعات).
- الأذى العاطفي (كالإذلال أو الابتزاز أو الاستبعاد).
- الأذى الجنسي (كالتحرش الجنسي اللفظي والتهديد باستخدام العنف الجنسي).
فيما يخص التنمر الإلكتروني، فإن أغلب ضحايا التنمر على الإنترنت هم من الفتيات، في حين يقول الفتيان إنهم يتعرضون للتنمر عادةً عبر الهاتف المحمول، فتقنيات الاتصال الجديدة تسمح بإهانة الشخص المستهدف وتهديده حتى وهو في منزله. ويمكن أن يتخذ التنمر الإلكتروني أوجهاً عديدة كتخويف الضحية أو إهانتها أو حتى نشر الشائعات حولها على الإنترنت.
كيف نتعامل مع التنمر المدرسي؟
يصعب على الطفل الذي يقع ضحيةً للسخرية والشتائم بصورة يومية أن يستجمع شجاعته ويطلب من المتنمرين التوقف عن ذلك أو يتحدث عن وضعه إلى شخص يثق به. لذا على الأبوين الانتباه إلى العلامات التحذيرية التي تشير إلى وقوع الطفل ضحيةً للتنمر المدرسي وإخطار المدرسة فوراً بمجرد التأكد من الأمر وطلب موعد لمقابلة الكادر التدريسي، لتنبيه المعلمين والتحدث عن طبيعة التنمر الذي يتعرض له الطفل والظروف المحيطة به بغية النظر في حلول لوضع حد للمشكلة. وإذا لم تُتخذ أي خطوة أو استمرت المشكلة، فمن الضروري للغاية إحالة المسألة إلى مدراء المؤسسة.
من الضروري أيضاً توعية الأطفال بكيفية التعامل مع التنمر سواء كانوا ضحايا له أو شهوداً عليه. ومن ثم يجب أن يعرف الطفل الذي يقع ضحيةً للتنمر أنه يمكنه التحدث عن ذلك إلى أحد الوالدين أو شخص بالغ من المدرسة (مشرف أو مدرس) أو حتى زميل في الفصل يمكنه نقل الصورة إلى شخص بالغ بطريقة أفضل. أخيراً؛ لا ينبغي أن يكون العنف حلاً بأي حال من الأحوال فالحوار وحده هو الذي يمكنه وضع حد نهائي للتنمر.