9 علامات تشير إلى نشأتك في كنف والدين غير متاحين عاطفياً

3 دقيقة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تداعيات جروح الطفولة وتجارب الماضي تظلّ راسخة في نفس الطفل بعد كبره وتتحوّل إلى عُقد ومشكلات تؤرق باله وتنغّص حياته. وتزداد آثار هذه التداعيات في حالة الأطفال الذين نشؤوا في كنف آباء وأمهات غير متاحين عاطفياً. إذا كنت تشعر أنك معنيّ بهذه الفئة من الناس إليك 9 علامات قد تؤكد أنك ترعرعت في ظلّ والدين غير متاحين عاطفياً. تابع المقال التالي.

تلقّينا جميعاً خلال مراحل طفولتنا أنماطاً معينة من التربية وعشنا تجارب مختلفة مع آبائنا وأمهاتنا. كان بعضنا محظوظاً لأنه نشأ في كنف والدين ملتزمين عاطفياً بينما حُرم البعض الآخر من ذلك. إذا كنت من الأشخاص الذين لم يحظوا بهذه الفرصة فربّما ما زلت تحمل آثار هذه الفترة الصعبة بعد أن بلغت سنّ الرشد.

قد يكون اكتشاف علامات هذا الحرمان العاطفي أمراً صعباً، ولا سيّما إذا كان هو القاعدة العامة التي سادت خلال أطوار طفولتك كلّها. لكنّ معرفة هذه العلامات تُعدّ الخطوة الأولى لفهم العبء العاطفي الذي تحمله والتّعافي منه. إليك إذاً 9 علامات قد تؤكد أنك نشأت في كنف والدين غير متاحين عاطفيين وفقاً لما أورده موقع هاك سبيريت (Hack Spirit).

1. صعوبة التعبير عن العواطف

النشأة تحت رعاية والدين غير متاحين عاطفيين قد تترك آثاراً في حالة الطفل العاطفية فيجد أحياناً صعوبة في التعبير عن عواطفه. لماذا؟ لأن عواطفه لم تحظ بالمناقشة أو الاعتراف خلال فترة تربيته. ويؤدي ذلك إلى كبت هذه العواطف؛ بل قد يولّد الشعور بالذنب بسبب التعبير عنها.

2. الحاجة إلى الاستحسان والتأييد

ربّما نشأت في ظلّ انشغال والديك عنك باستمرار؛ حيث كانا حاضرَين جسدياً وغائبَين عاطفياً. كان الأمر شبيهاً بالعيش مع أشخاص غرباء يكتفون فقط بتشارك مكان الإقامة. لذا كنت تفعل أيّ شيء للحصول على إشارة استحسان منهما بسبب شعورك بنقص التزامهما العاطفيّ تجاهك. وقد استمرّ ذلك الشعور بعد سنّ الرشد، في مكان العمل أو في إطار العلاقات الشخصية؛ حيث تجد نفسك في حاجة مستمرة إلى تأييد الآخرين واستحسانهم لما تفعله.

3. صعوبة التعامل مع مسألة الحميمية

يجد أبناء الأشخاص غير المتاحين عاطفياً صعوبات في بناء علاقات عميقة وحميمية بعد سنّ الرشد. لا ينطبق ذلك على العلاقات العاطفية فحسب؛ بل يشمل أيضاً علاقات الصداقة والعلاقات المهنية. هناك سبب منطقي وراء ذلك هو أننا نتعلمّ معنى الحميمية العاطفية من والدينا في الصغر. إذا كان الوالدان متباعدين عاطفياً فلن نتعلّم منهما الانفتاح والتعبير عن العواطف للآخرين؛ وهذا ما يسبّب لنا مشكلات في العلاقات بعد أن نكبر.

4. الاستقلالية المفرطة

يتحوّل الأطفال الذين نشؤوا في رعاية آباء غير متاحين عاطفياً إلى بالغين يتمتّعون باستقلالية مفرطة. سبب ذلك هو اضطرارهم إلى تدبّر أمورهم العاطفية بمفردهم منذ سنّ مبكّرة. حاجتهم المستمرة إلى الاعتماد على أنفسهم أو رفضهم مساعدة الآخرين حتّى عندما تكون ضرورية أو تفضيلهم العمل بمفردهم كلّها علامات تدلّ على الاستقلالية المفرطة. إنها آلية دفاعية ووسيلة حماية من خيبات الأمل العاطفية التي تعرّضوا لها خلال الطفولة.

5. الخوف من الرفض

الخوف المستمرّ من التعرّض إلى الرفض علامة أخرى على أنك نشأت في رعاية والدين غير متاحين عاطفياً. تأتي هذه المخاوف في الغالب من تجارب الطفولة التي شعرنا خلالها بنبذ الوالدين أو إهمالهما لنا.  إذا لم تُلَبّ احتياجاتنا العاطفية خلال السنوات الأولى من الحياة فقد نصبح عرضة إلى خوف عميق من نبذ الوالدين لنا وتخلّيهما عنّا. وخلال سنّ الرشد، قد نتجنّب الانخراط في العلاقات أو نتراجع عن الالتزامات خوفاً من التعرّض مجدداً لخيبة الأمل.

6. الحاجة إلى الحبّ

كلّنا في حاجة إلى الحبّ والمودّة لكن الأشخاص الذين نشؤوا في كنف آباء غير متاحين عاطفياً لا يشبعون من هذه المشاعر. لقد قضوا مراحل طفولتهم وهم يتطلّعون إلى حنان وارتباط بعيدي المنال. يترك ذلك فراغاً عميقاً وراسخاً في أنفسهم، يحاولون سدّه من خلال اكتساب حبّ الآخرين ومودّتهم. فيجدون أنفسهم منخرطين بقوّة في علاقاتهم أو يقعون في الحبّ بسهولة بغرض العثور على الارتباط العاطفي الذي كان ينقصهم خلال مراحل طفولتهم.

7. صعوبة الثقة في الآخرين

تجد غالباً صعوبة في الانفتاح على الآخرين والتحدّث إليهم عن مشاعرك أو الثقة فيهم. تميل إلى تحصين نفسك ليس اختياراً؛ بل لأنه الوسيلة الوحيدة التي تُشعرك بالأمان. لا يأتي تردّدك هذا من فراغ. إنه سلوك مكتسب وأسلوب بقاءٍ تَرسّخ في نفسك بسبب عدم الاستعداد العاطفي الذي لاحظته لدى والديك. الأشخاص الذين كان من المفترض أن تثق بهم أكثر خلال طفولتك هم الذين خذلوك وخيّبوا آمالك. فأصبح من السهل بالنسبة إليك الابتعاد عن الجميع بدلاً من المخاطرة باحتمال التعرّض إلى جرح عاطفي مرة أخرى.

8. الحساسية المفرطة من الانتقادات

إذا كنت حساساً جداً من الانتقادات والأحكام سواء أكانت بناءة أم غير بناءة فهذه علامة على أنك نشأت في كنف والدين غير متاحين عاطفياً. تنبع هذه الحساسية عادة من شعورك بأنك لم تكن في مستوى تطلعات والديك خلال طفولتك. إذا كانت احتياجاتك العاطفية قد تعرّضت إلى الإهمال فقد تشعر أيضاً أنك مسؤول عن ذلك وهذا ما يقودك إلى انتقاد نفسك. يمكن أن يتجلّى هذه الشعور بعد الكِبر على هيئة فعل مبالغ فيه تجاه الانتقادات؛ حيث تميل أحياناً إلى اعتبارها هجوماً شخصياً عليك وهذا ما يفاقم شعورك بعدم الثقة في النفس.

9. الوحدة

آخر علامة تؤكد أنك ترعرعت تحت رعاية والدين غير متاحين عاطفياً هي شعور الوحدة. لكن عليك أن تتذكّر في قرارة نفسك أنك لست وحدك من يعيش هذا الموقف. هناك الملايين من الأشخاص الذين عاشوا التجربة نفسها عبر العالم. يحاول هؤلاء جميعاً خوض غمار تجاربهم العاطفية والتعافي من قصص الماضي. لا حرج في الحديث عن ذلك مع الآخرين والتواصل معهم أو الخضوع إلى علاج نفسي إذا كان ضرورياً في نظرك. كنْ على يقين أنك لست وحدك وأن أوان البدء بالعلاج لم يفت بعد.

اقرأ أيضاً: 6 إرشادات عملية لتنجح في التعامل مع والدين مستبدين.

error: المحتوى محمي !!