ملخص: يشعر العديد من الناس مساء اليوم الذي يسبق عودتهم إلى العمل بالكآبة والانزعاج من فكرة استئناف العمل بعد عطلة نهاية الأسبوع، وتعد كآبة الليلة التي تسبق يوم العودة إلى العمل ظاهرةً شائعةً تمسّ العديد من الناس، وتبقى أسبابها مجهولةً؛ لكن دراسةً إنجليزيةً حديثةً تكشف عن مصدرها.
محتويات المقال
لكن دراسةً صادرةً عن جامعة إكستر الإنجليزية ( l’université d’Exeter) كشفت حديثاً "سبب كآبة الليلة التي تسبق يوم العودة للعمل"، فقد أظهر استقصاء شارك فيه 650 شخصاً على مدى شهر كامل، أن الناس يشعرون بانخفاض في مستوى النشاط مساء اليوم الذي يسبق عودتهم إلى العمل وارتفاعه ابتداءً من أول يوم عمل؛ وهذا ما يُسهم وفقاً للباحثين في زيادة الشعور بالقلق مساء اليوم الذي يسبق العودة للعمل. وعلى الرغم من ذلك فإن هذا المعطى لم يكن كافياً لتفسير الظاهرة، فما السبب الحقيقي إذاً؟
ما الذي يشعرنا بالكآبة في الليلة التي تسبق يوم عودتنا للعمل؟
تمثّل العلاقة بالعمل السبب الرئيس لهذه الظاهرة، فالرسائل الإلكترونية المتبادلة في عطلة نهاية الأسبوع والمهام غير المكتملة خلال الأسبوع الفائت هي الأسباب الأساسية المسؤولة عنها.
توضح الأستاذة بجامعة إيكستر، إنسيوغلو (Inceoglu): "أظهرت أبحاثنا أن الحدود غير الفاصلة بين العمل والبيت، وبين المجال المهني والمجال الخاص يمكن أن تفاقم شعور القلق في تلك الليلة على نحو كبير، ونحن نعيش مشكلة انهيار هذه الحدود منذ الحجر الصحي الذي أثر في راحتنا النفسية".وتبيّن من خلال المقابلات المنجزة مع المشاركين في هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يحبون عملهم يشعرون أيضاً بكآبة الليلة التي تسبق يوم عودتهم للعمل.
أما العامل الثالث الذي يسهم في تفاقم هذا الشعور الأسبوعي بالكآبة فهو الضغط الذاتي على النفس من أجل التميّز أكثر فأكثر، ففي وسط مهني أضحى أكثر تطلّباً وتنافسيةً يميل الناس إلى تحمّل أعباء إضافية من أجل بلوغ الفعالية والتفوق. ولكن هل من المحتّم علينا أن نعيش كل أسبوع هذا الشعور بالكآبة؟ أم أننا نستطيع تجاوزه؟
كيف نتجاوز كآبة الليلة التي تسبق يوم عودتنا للعمل؟
حدّد الباحثون من خلال دراسة فاحصة لتجارب المشاركين في هذا الاستقصاء مجموعة من الإجراءات من أجل مساعدة الشركات على حل هذه المعضلة، فاقترحوا حظر بعث الرسائل الإلكترونية من المدراء إلى موظفيهم خلال عطلة نهاية الأسبوع، وتشجيع التفكير الجماعي داخل فرق العمل لتسليط الضوء على الأمور التي يمكن أن تساعدهم على الظهور على نحو أفضل بعد عودتهم للعمل.
ويمكن ذلك من خلال عقد اجتماع غير رسمي في بداية الأسبوع أو في نهايته، حتّى يأخذ الموظفون عطلة نهاية الأسبوع وهم مرتاحون ومطمئنون على عملهم. لكن عليهم في البيت أن يحاولوا الحفاظ على إيقاع الزمن البيولوجي المعتاد بالحرص على الاستيقاظ مبكراً خلال أيام العطلة الأسبوعية، والتخطيط لأنشطة رياضية في الهواء الطلق، كما يُنصح بإيلاء أهمية كبرى لقضاء أوقات ودية مع الأصدقاء والعائلة، والاسترخاء والتمتع بساعات الراحة واللقاءات.